- تدشين المرحلة الأولى من التشغيل التجاري للمصفاة مطلع الشهر الجاري.. إنجاز تاريخي
- المصفاة تحتوي على أكبر وحدات لإزالة الكبريت وإنتاج زيت الوقود منخفض الكبريت في العالم
- «الزور» أكبر مصفاة تكرير في العالم تبنى على مرحلة واحدة .. طاقتها 615 ألف برميل يومياً
أحمد مغربي
أشاد مدير مجموعة الصيانة في مصفاة الزور م.أحمد حبيب الخالدي، بالإنجاز التاريخي، المتمثل في تدشين التشغيل التجاري للمرحلة الأولى من مشروع مصفاة الزور في 6 نوفمبر الجاري، والذي قامت بتنفيذه الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة «كيبك».
وأشار الخالدي، في مقابلة مع «الأنباء» إلى أن «مصفاة الزور» تعد أحد أهم مشاريع التنمية في البلاد، فيما تعد أكبر مصفاة تكرير نفط في العالم تبنى على مرحلة واحدة، وتبلغ طاقتها القصوى 615 ألف برميل يوميا.
وكشف الخالدي عن أن نسبة الموظفين الكويتيين، في مجموعة الصيانة حاليا لا تقل عن 95%، مؤكدا أن مشروع المصفاة أتاح الكثير من فرص العمل للكوادر الوطنية، من الشباب والشابات حديثي التخرج أو من ذوي الخبرة.. وفيما يلي التفاصيل:
تعد مصفاة الزور أحد أهم المشاريع الاستراتيجية لمؤسسة البترول وأكبر المشاريع العالمية في البلاد.. حدثنا عن هذا المشروع.
٭ في البداية، لا بد من القول إننا نعيش لحظات تاريخية، منذ إعلان الشركة الكويتية للصناعات البتروليــــة المتكاملة (كيبك)، في السادس من نوفمبر، عن التشغيل التجاري للمرحلة الأولى من مصفاة الزور، التي تعد أكبر مصفاة تكرير نفط في العالم تبنى على مرحلة واحدة، وتبلغ طاقتها القصوى 615 ألف برميل يوميا.
وقد بدأ التشغيل التجريبي للمصفاة في مايو الماضي، عبر تشغيل وحدة تقطير النفط الخام، وبدء إنتاج وتحسين زيت الوقود، ثم بدأ أول تشغيل تجاري للمصفاة، من خلال إمداد وزارة الكهرباء بنحو 278 ألف طن من زيت الوقود منخفض الكبريت لتشغيل محطات توليد الكهرباء في البلاد.
ماذا عن مسألة الاستدامة، والمحافظة على البيئة.. كيف تواجه المصفاة هذا التحدي؟
٭ من المؤكد أن مصفاة بهذا الحجم صممت وفق أحدث وسائل التكنولوجيا، حيث تحتوي على أكبر وحدات لإزالة الكبريت في العالم، وإنتاج زيت الوقود منخفض الكبريت، ووحدات لاسترجاع ومعالجة غازات الشعلة، وأجهزة لمراقبة انبعاثات الغازات الملوثة وأنظمة للمراقبة الدائمة لجودة الهواء، ووحدات لمعالجة وتدوير مخلفات السوائل الناتجة عن عمليات التكرير في المصفاة، بحيث تنتفي الحاجة لتصريفها الى البحر بتطبيق تقنية عدم تصريف السوائل.
ثمة جزيرة صناعية تابعة للمصفاة، حدثنا عنها؟
٭ تم تشييد أضخم جزيرة صناعية تبعد نحو 17 كيلومترا عن شاطئ البحر بطول 1.1 كم وعلى ارتفاع 20 مترا عن سطح البحر، وتضم مبنى خدميا لدعم العمليات مكونا من 5 طوابق، بالإضافة الى محطة كهرباء ومهبط للطيران العمودي.
وتستخدم الجزيرة لتصدير المنتجات البترولية السائلة من خلال منصتين للتحميل، وفيها أربعة أرصفة يحتوي كل منها على 8 أذرع تحميل، وهي مؤهلة لتحميل أي من المنتجات السائلة مثل النافثا والكيروسين والديزل ويتم توريد تلك المنتجات الى الجزيرة من حظيرة الخزانات في المصفاة عبر 4 خطوط أنابيب تحت سطح البحر.
مشروع ضخم كهذا، كيف وفر فرص عمل كبيرة للكوادر الوطنية؟
٭ مشروع المصفاة أتاح العديد من الفرص الوظيفية للكوادر الوطنية، من حديثي التخرج أو ذوي الخبرة، فنحن في مجموعة الصيانة مثلا، بلغت نسبة «تكويت» العمالة لدينا، من المهندسين والمهندسات، أكثر من 95%، كذلك تم توقيع أكثر من 13 عقدا رئيسيا في مجموعة الصيانة لإشراك القطاع الخاص المحلي، وهذه العقود توفر أكثر من 550 وظيفة، وحتى اليوم تم تعيين نحو 140 موظفا وموظفة من الكويتيين في عقود الصيانة، ومن المتوقع زيادة هذا العدد خلال العام المقبل، وذلك وفقا للخطة الموضوعة والأعداد المنصوص عليها في العقود.
اشرح لنا أكثر عن تأثير مصفاة الزور في الخطة التنموية الشاملة للكويت.
٭ مشروع مصفاة الزور أحد أهم مشاريع التنمية في البلاد، وهو أيضا من الركائز الأساسية في الخطة الاستراتيجية 2040 لمؤسسة البترول الكويتية، حيث تعتبر مصفاة الزور منفذا اقتصاديا استراتيجيا حيويا كبيرا لتصريف النفط الكويتي بأنواعه المختلفة من خلال تكريره في المصفاة.
وإلى جانب الزيادة الكبيرة في طاقة التكرير فإن الكويت ستكون لاعبا رئيسيا في تصدير زيت الوقود منخفض الكبريت للسوق العالمي وغيره من المشتقات النفطية عالية الجودة المطابقة للمواصفات العالمية، مما سيساهم في زيادة العائد الاقتصادي والمارد المالية للدولة.
وكما أشرنا سابقا، تعد المصفاة مصدرا رئيسيا لإمداد وتزويد محطات توليد الطاقة الكهربائية بزيت الوقود ذي المحتوى الكبريتي المنخفض والصديق للبيئة بكميات ثابتة ومستقرة ومأمونة، بحسب متطلبات وزارة الكهرباء، كذلك فإن إشراك القطاع الخاص يؤدي إلى نمو ودعم الاقتصاد المحلي، وهذا يتطابق مع توجيهات مؤسسة البترول، ولا شك أن هذه المنتجات العالية الجودة ستؤمن إمكانات مادية كبيرة للدولة.
كيف ترون فاعلية دور القطاع الخاص في القطاع النفطي عموما؟
٭ تماشيا مع توجيهات مؤسسة البترول الكويتية، وعملا بخطتها الاستراتيجية 2040، التي من عناصرها الرئيسية تعظيم مشاركة القطاع الوطني الخاص، وقعنا في مجموعة الصيانة 13 عقدا رئيسيا وعقودا مساندة أخرى لتقديم خدمات وتنفيذ أعمال صيانة مختلفة، منها الصيانة الكهربائية والميكانيكية وصيانة المعدات الدوارة والآلات الدقيقة، إلى جانب بعض العقود مع الشركات المصنعة لبعض الأنظمة مثل أنظمة التحكم الرئيسية المتكاملة وأنظمة المراقبة والتحكم بالشبكة الكهربائية وتفريغ وتحميل المواد الحفازة.
هذه العقود من شأنها أن تساهم في تنمية القطاع الخاص المحلي وتوفير فرص وظيفية للمواطنين والمواطنات في جميع التخصصات.
كم تبلغ نسبة العمالة الوطنية من الموظفين والموظفات لديكم حاليا؟
٭ بالنسبة لموظفي كيبك، فإن نسبة العمالة الكويتية كما ذكرنا سابقا تجاوزت 95% من مهندسين ومهندسات وغيرهم، أما بالنسبة لعمالة المقاول، فإن النسبة المقررة لـ «التكويت» يجب ألا تقل عن 30%.
وبشكل عام أستطيع أن أؤكد أن أفراد وكوادر هذه العمالة الوطنية الفنية والإدارية كلهم طاقة وحماس ولديهم أفكار إبداعية مبتكرة، ونحن نفتخر بالعمل مع هذه المجموعة من الكفاءات الوطنية الشابة والواعدة ونتطلع إلى زيادة أعدادهم وفق الخطط الموضوعة.
ماذا عن زيادة الطاقة التكريرية، ومنتجات المصفاة الحالية والمستقبلية؟
٭ المصفاة تتكون من ثلاث مصاف متشابهة، يتم تشغيلها على ثلاث مراحل متعاقبة، طاقة كل واحدة من المصافي الثلاث 205 ألف برميل يوميا، وقريبا سيتم إنجازها جميعا حتى نصل إلى الطاقة التكريرية القصوى للمصفاة والتي تبلغ 615 ألف برميل يوميا.
أما المنتجات فكلها عالية الجودة، ومتطابقة مــع المواصفـــات والمعاييــــر الأوروبيـــة والعالميــــة، ومنها النافثا والكيروسين والديزل، إضافة إلى المنتجات المنخفضة الكبريت والمتوافقة مع أعلى المقاييس العالمية.
ومن المتوقع مستقبلا تطوير مصفاة الزور وإضافة وحدات تصنيع جديدة من أجل تحويلها الى مصفاة تحويلية كاملة قادرة على إنتاج وبيع منتجات بتروكيماوية وزيادة إنتاج كميات الكيروسين والديزل وتقليل إنتاج زيت الوقود.
مصفاة صديقة للبيئة.. صممت بأعلى المعايير العالمية
قال م.أحمد حبيب الخالدي إن المصفاة صممت لتكون صديقة للبيئة، إذ تتم فيها معالجة الانبعاثات الغازية والأبخرة وملوثات الهواء بأعلى وسائل التكنولوجيا العالمية وفقا للاشتراطات البيئية، فضلا عن عدم تصريف المياه الصناعية ورميها في البحر، حيث تتم معالجة المياه في نظام انعدام التصريف، ثم يعاد تدويرها واستخدامها من جديد.
وأضاف أنه من ميزات هذه المصفاة الفريدة كذلك احتواؤها على نظام استرداد غاز الشعلة، وذلك لخفض الشعلات إلى الحد الأدنى كما تم توفير شعلات أرضية تعمل من دون إصدار أدخنة وبضجيج منخفض، فضلا عن احتوائها على محطات رصد جوي ومراقبة مستمرة لجودة الهواء، طبقا لمعايير الهيئة العامة للبيئة.
300 مبنى على مساحة 16 كيلومتراً مربعاً
أوضح الخالدي أن مساحة المصفاة عموما تبلغ 16 كيلومترا مربعا، وتم تشييد ما يقارب 300 مبنى مثل المبنى الرئيسي والذي حاز جائزة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة، وكذلك المباني المخصصة للمرافق العامة، ومباني الخدمات، ومباني الصيانة وورشها ومخازن قطع الغيار والمواد الكيماوية ومباني المختبرات ومراكز التدريب وغرف التحكم الرئيسية والميدانية.