أشار أحدث تقرير من إرنست أند يونغ (EY) حول نشاط الاكتتابات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى تسجيل رقم قياسي في عدد الاكتتابات خلال عام 2022 بلغ نحو 51 اكتتابا جمعت 22 مليار دولار، بارتفاع سنوي قدره 143% في عدد الصفقات، و179% في قيمتها، مقارنة بالعام 2021 الذي شهد تسجيل 21 اكتتابا فقط.
وشهدت أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نشاطا لافتا مع تسجيل 20 اكتتابا خلال الربع الأخير من 2022، جمعت عائدات إجمالية بلغت نحو 7.3 مليارات دولار، أما على صعيد قيمة الصفقات، فقد استحوذ الربع الثاني من العام على نصيب الأسد مسجلا عائدات بقيمة 9.2 مليارات دولار من 9 صفقات.
أما على الصعيد العالمي، فقد تم تسجيل 1333 اكتتابا في 2022، جمعت عائدات بقيمة 179.5 مليار دولار، بانخفاض كبير نسبته 45% في عدد الاكتتابات و61% في عائداتها، مقارنة بعام 2021، وعلى عكس أدائها القياسي في 2021، سجل نشاط الاكتتابات العامة أدنى مستوياته على المدى الطويل من حيث عدد الصفقات وقيمتها عبر العديد من مناطق العالم.
ومع ذلك فإن نشاط صفقات الاكتتابات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لايزال يمضي في اتجاه معاكس للاتجاهات العالمية، حيث حافظ نشاط الصفقات التي تم تنفيذها على قوته وصولا إلى نهاية عام 2022، مع توقعات إيجابية لعام 2023.
وقد أعلنت عدة شركات عن خططها لطرح أسهمها للاكتتاب العام في العام الجديد.
وشهد أداء الأسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقلبا طوال عام 2022، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الفائدة واستمرار التضخم والاضطرابات الجيوسياسية، مما أثر على معنويات المستثمرين، وسجل 24 من أصل 51 اكتتابا في المنطقة خلال العام عائدا سلبيا مقارنة بسعر الطرح الأولي للسهم.
وقد حافظت المملكة العربية السعودية على هيمنتها في نشاط عمليات الإدراج في الربع الأخير من 2022 مع تسجيل سبعة اكتتابات عامة في السوق الرئيسية «تداول»، جمعت عائدات إجمالية بقيمة 4.7 مليار دولار، بينما شهدت «نمو» السوق الموازي تسجيل 6 اكتتابات عامة بعائدات بلغت 65.2 مليون دولار، وعمليتي إدراج مباشر.
وكان اكتتاب شركة أرامكو السعودية لزيوت الأساس (لوبريف) في الربع الثالث من 2022، هو الأكبر، مع عائدات بلغت 1.3 مليار دولار مليون دولار، كما طرحت شركة أمريكانا للمطاعم العالمية 30% من رأس مالها عن طريق أول اكتتاب مزدوج ومتزامن في سوق أبوظبي للأوراق المالية والسوق السعودي «تداول»، لجمع ما يصل إلى 1.8 مليار دولار.
وعلى الرغم من انخفاض عدد الاكتتابات وعائداتها، إلا أن البورصة المصرية سجلت في عام 2022 أداء تجاوز أداء سوق تداول وسوق أبوظبي للأوراق المالية، اللذين يعدان أكبر أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، مع نمو سنوي بلغ 22.2%.