- تأخر أغلب البنوك في إعلان نتائجها يثير القلق رغم التوقعات بأداء جيد
هشام أبوشادي
سيطرت عمليات البيع لجني الأرباح على حركة التداول في سوق الكويت للأوراق المالية أمس الأمر الذي دفع مؤشري السوق للهبوط خاصة المؤشر الوزني الذي سجل انخفاضا ملحوظا متأثرا بالانخفاض الكبير لأغلب اسهم الشركات القيادية، وما زاد من عمليات البيع استمرار القلق بين اوساط المتداولين تجاه الاشاعات السلبية حول صفقة زين، ويلاحظ ان نفسية اوساط المتداولين تميل تجاه التفاعل مع الاشاعات السلبية اكثر من التفاعل مع المعلومات الإيجابية التي تدور حاليا حول صفقة زين، وهذا التفاعل السلبي يعود الى المخاوف من تكرار تجربة صفقة التحالف الهندي ـ الماليزي الذي كان يعتزم شراء 46% من اسهم زين ايضا، ولكن الفرق ان شركة الاتصالات الاماراتية تمتلك فيها الحكومة الاماراتية الحصة الكبرى، كما ان الشركة لديها مركز مالي قوي، فضلا عن ان سمعتها تجعل البنوك العالمية متحفزة لتوفير قرض تمويل الصفقة الذي يزيد عن 9 ملايين دولار، بالاضافة الى ان ما يؤكد على ان الصفقة قطعت شوطا كبيرا، ان عمليات الفحص النافي للجهالة سوف تبدأ الاسبوع المقبل، وهو ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الذي ضم مسؤولين في شركة اتصالات ومجموعة الخير والبنك الوطني والاستثمارات الوطنية في الإمارات، لذلك فإن هناك اطرافا في السوق تروج اشاعات سلبية حول الصفقة وتستغل ذلك من خلال الضغط السلبي على السوق لتحقيق مكاسب عبر المضاربة في السوق، ولكن المشكلة في ان بعض الشركات التي لها علاقة بالصفقة تقوم ايضا بالمضاربة على اسهمها وتتحكم في اسعارها الأمر الذي يولد انطباعات سلبية.
المؤشرات العامة
انخفض المؤشر العام للبورصة 27 نقطة ليغلق على 7018.8 نقطة بانخفاض نسبته 0.38% مقارنة بأول من امس، كذلك انخفض المؤشر الوزني 4.32 نقاط ليغلق على 476.39 نقطة بانخفاض نسبته 0.90% مقارنة بأول من امس. وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 255.9 مليون سهم نفذت من خلال 3993 صفقة قيمتها 36.2 مليون دينار. وجرى التداول على اسهم 112 شركة من اصل 212 شركة مدرجة، ارتفعت أسعار أسهم 20 شركة وتراجعت أسعار أسهم 52 شركة وحافظت أسهم 40 شركة على أسعارها و100 شركة لم يشملها النشاط. تصدر قطاع البنوك النشاط من حيث القيمة، اذ تم تداول 27.6 مليون سهم نفذت من خلال 560 صفقة قيمتها 13.2 مليون دينار. وجاء قطاع الشركات الخدماتية في المركز الثاني من حيث القيمة، اذ تم تداول 47.7 مليون سهم نفذت من خلال 948 صفقة قيمتها 8.5 ملايين دينار.
mبعيداً عما يتردد من معلومات إيجابية أو إشاعات سلبية حول صفقة زين، فإن الكثير من اوساط المتداولين يترقبون النتائج لفترة الربع الثالث للشركات التي لم تعلن حتى الآن خاصة الشركات القيادية الكبيرة وتحديدا البنوك التي لم يعلن منها سوى البنك الوطني وبنك بوبيان وتأتي اهمية نتائج الربع الثالث في انها المؤشر الأساسي لتوقعات الأوساط الاستثمارية للنتائج المالية للعام كله، وكذلك التوزيعات المتوقعة والتي تعتبر المحرك الاساسي لبناء مراكز مالية من قبل المحافظ المالية والصناديق الاستثمارية فضلا عن المكاسب السوقية التي يمكن تحقيقها حتى موعد اجتماع الجمعيات العمومية للشركات الجيدة والتي يتوقع الا تقل عن 20% لذلك فإن حالة سرعة اعلان الشركات القيادية عن نتائجها المالية يمثل عاملا اساسيا في استمرار دفع السوق لمزيد من الارتفاع خاصة البنوك التي لم تعلن حتى الآن.
آلية التداول
تباينت حركة اسهم البنوك بين الصعود والهبوط في تداولات ضعيفة نسبيا لاغلب القطاع باستثناء التداولات النشطة على سهم بنك برقان الذي سجل انخفاضا محدودا في سعره، فقد قرر البنك المركزي تمديد فترة شراء بنك الخليج 20% من اسهم بنك برقان لمدة ثلاثة اشهر اخرى، فيما ان هناك معلومات غير مؤكدة تفيد رغبة جهة اجنبية في الاستحواذ على حصة مؤثرة من اسهم البنك، ورغم التداولات الضعيفة نسبيا لسهم البنك الدولي قياسا بأول من امس الا انه حقق مكاسب سوقية جيدة متجاوزا حاجز الـ 300 فلس بفضل التوقعات بنتائج جيدة في الربع الثالث مقارنة بالربع الثاني والذي حقق فيه البنك ارباحا جيدة ايضا، وسجل البنك الوطني هبوطا ملحوظا في سعره في تداولات ضعيفة نسبيا، ويأتي هذا الهبوط في اطار عمليات التأسيس التي يشهدها السهم على اسعاره الحالية، خاصة انه حقق مكاسب سوقية كبيرة خلال فترة زمنية محددة، حيث يتوقع ان يشهد السهم تحركا سعريا محدودا لفترة طويلة نسبيا من الوقت استعدادا لمرحلة اخرى من الارتفاع والتي يتوقع ان يشهدها خلال المرحلة التي سيتم فيها الاعلان عن النتائج السنوية للبنك.
وتراجعت حركة التداول بشكل كبير على اسهم الشركات الاستثمارية مع انخفاض في اسعارها، وذلك بفعل ترقب اوساط المتداولين للنتائج المالية لهذه الشركات والتي ستعطي مؤشرا ايجابيا تجاه قدرة الشركات على التعافي من تداعيات الازمة، واستمرت عمليات البيع القوي على سهم المال للاستثمار الذي واصل الهبوط، فيما انه رغم التداولات المرتفعة نسبيا على سهم الاستثمارات الوطنية الا انه سجل انخفاضا في سعره، وتعد شركة الاستثمارات الوطنية اكبر المستفيدين من صفقة زين، فالعمولة التي ستحصل عليها الشركة من الصفقة تصل الى 100 مليون دينار بالاضافة الى المكاسب التي ستحققها الشركة من ملكيتها في اسهم زين تقدر بحوالي 50 مليون دينار. واستمرت حركة التداول على اغلب اسهم الشركات العقارية في الضعف باستثناء التداولات النشطة على سهم ابيار للتطوير العقارية الذي واصل تداولاته النشطة مع انخفاض في سعره السوقي بفعل عمليات جني الارباح.
أرقام ومؤشرات
استحوذت قيمة تداول أسهم 7 شركات والبالغة 19.4 مليون دينار على 53.5% من القيمة الإجمالية، وهذه الشركات هي: البنك الدولي، برقان، الاستثمارات الوطنية، المال للاستثمار، أبيار، أجيليتي، زين.
استحوذت قيمة تداول سهم بنك برقان البالغة 6.9 ملايين دينار على 19% من القيمة الإجمالية.
باستثناء ارتفاع مؤشر قطاع العقار بمقدار 3 نقاط، انخفضت باقي المؤشرات، جاء أعلاها قطاع البنوك بمقدار 42.6 نقطة تلاه قطاع الخدمات بمقدار 41.5 نقطة، ثم قطاع الصناعة بمقدار 39.1 نقطة.