شريف حمدي
واصل سوق الكويت للاوراق المالية تراجعاته التي بدأها منذ بداية تعاملات الاسبوع الجاري تفاعلا مع تداعيات الأحداث الاقتصادية العالمية والتي من أبرزها تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من (aaa) الى (+aa)، فضلا عن بوادر أزمة مالية جديدة في الدول الآسيوية بدأت تلوح في الأفق.
واستهل السوق تعاملات جلسة الامس على انخفاض تجاوز 27 نقطة على مستوى المؤشر السعري لينهي تعاملات امس على انخفاض بلغ 74.2 نقطة، واكثر من 3 نقاط على مستوى المؤشر الوزني جراء عمليات بيع واضحة شملت كثيراً من الاسهم القيادية والرخيصة في كل القطاعات ليغلق على تراجع 4.84 نقاط، وكانت هذه العمليات اكثر تركيزا على قطاع البنوك الذي تعرض اكثر من غيره لعمليات البيع، ومع مرور الوقت زادت حدة هذه العمليات بشكل أوسع نطاقا على اسهم القطاع البنكي الذي شهد تراجعات لأسهم الوطني وبيتك والخليج والمتحد والدولي بكميات كبيرة، كما زادت عمليات البيع على عدد من الاسهم الثقيلة في قطاعات عدة منها أسهم زين وبورتلاند والاغذية مما اثر بشدة على المؤشر الوزني الذي تراجع بشكل لافت خلال التعاملات وصل الى 8 نقاط.
ومن العوامل التي ألقت بظلال سلبية على سوق الكويت للاوراق المالية في جلسة تعاملات الامس تراجع اسعار النفط لأدنى مستوياتها منذ سبتمبر 2010 بالتزامن مع تراجع الاسهم الآسيوية والاسهم الأميركية التي تأثرت جراء تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، بالاضافة إلى تراجع الاسهم الاوروبية في بداية تعاملات الامس اثر قيام المستثمرين ببيع الاصول عالية المخاطر عن ملاذ آمن في ظل المخاوف المتنامية بشأن سلامة الاقتصادي العالمي وهو الامر الذي ادى الى ارتفاع قياسي جديد لاسعار الذهب.
وشهدت لحظات الاقفال تقليصاً لخسائر مؤشري السوق على أثر عمليات تجميع لبعض الاسهم التي هوت اسعارها خاصة في القطاع البنكي.
المؤشرات العامة
انخفض المؤشر العام للبورصة بواقع 74.2 نقاط ليغلق عند مستوى 5882.2 نقطة بانخفاض نسبته 1.25% مقارنة مع جلسة الأمس، وانخفاض المؤشر الوزني بمقدار 4.84 نقاط ليغلق عند مستوى 404.72 نقاط بانخفاض نسبته 1.18% مقارنة مع الجلسة الاخيرة.
وبلغ إجمالي الأسهم المتداولة 95.06 مليون سهم نفذت من خلال 2042 صفقة قيمتها 23.1 مليون دينار، وعلى مستوى المتغيرات الثلاثة شهدت ارتفاعات لافتة في الاداء، فكميات التداول ارتفعت بنسبة 19.6%، وارتفعت الصفقات بنسبة 17.6%، وكذلك ارتفعت القيمة بنسبة بلغت 43.4% مقارنة مع جلسة أول من امس.
وجرى التداول على أسهم 89 شركة من أصل 215 شركة مدرجة، ارتفعت أسعار أسهم 5 شركات فقط، وتراجعت أسعار أسهم 66 شركة وحافظت أسهم 18 شركة على أسعارها السابقة، ولم يشمل النشاط أسهم 126 شركة في أغلب القطاعات.
وتصدر قطاع البنوك النشاط من حيث القيمة، اذ تم تداول 18.3 مليون سهم نفذت من خلال 606 صفقات قيمتها 11.2 مليون دينار، وجاء قطاع الخدمات في المركز الثاني من حيث القيمة، اذ تم تداول 20.4 مليون سهم نفذت من خلال 476 صفقة قيمتها 5.9 ملايين دينار، وجاء قطاع الاستثمار في المركز الثالث من حيث القيمة، اذ تم تداول 20.7 مليون سهم نفذت من خلال 361 صفقة قيمتها 1.95 مليون دينار، وجاء قطاع الصناعة في المركز الرابع من حيث القيمة، اذ تم تداول 5.9 ملايين سهم نفذت من خلال 216 صفقة قيمتها 1.92 مليون دينار.
آلية التداول
حظي قطاع البنوك بـ 48.4% من إجمالي السيولة في جلسة تعاملات الأمس، وذلك على اثر عمليات البيع الواسعة التي شهدها القطاع، وشهدت الجلسة تراجع 4 اسهم عن مستويات اغلاقاتها السابقة وهي اسهم المتحد بواقع 40 فلسا، والتجاري بواقع 20 فلسا، وبرقان بواقع 10 فلوس، وبيتك بواقع 10 فلوس ليصل الى مستوى 890 فلسا بعد ان هبط لمستوى 870 فلسا خلال التعاملات جراء عمليات البيع القوية التي تعرض لها، فيما استقرت باقي اسهم القطاع عند مستويات اغلاقاتها السابقة بعد ان قلصت خسائرها وابرزها اسهما الوطني والدولي اللذان شهدا عمليات بيع وتراجع اثناء الجلسة.
شهد قطاع الشركات الاستثمارية عمليات بيع واسعة، حيث تراجعت اسهم 16 شركة من اصل 19 شركة تم تداولها، وكانت اكثر الاسهم تراجعا هي اسهم المشاريع وايفا وجلوبل والديرة وصكوك والصينية، فيما شهد سهم الامتياز نشاطا ملحوظا على اثر النتائج المالية الجيدة التي اعلنت عنها الشركة في النصف الأول، ولكن السهم تعرض لعمليات بيع لجني الارباح مما جعله يفقد مكاسبه ويستقر عند مستوى اغلاقه السابق 156 فلسا.
شهد قطاع الشركات العقارية توسعا في عمليات البيع، حيث انخفضت قيمة 11 سهما من اصل 16 سهما تم تداولها، وسجل سهم ابيار اعلى تداول ولكنه استقر عند مستواه السابق 25 فلسا، وتراجع سهم رمال بشكل لافت على اثر عمليات بيع لجني الارباح انخفض على اثرها السهم بواقع 5 فلوس ليصل الى مستوى 310 فلوس.
تراجعات لافتة شهدها قطاع الشركات الصناعية، حيث تراجع سهم الصناعات بمقدار 8 فلوس بعد تداولات نشطة نسبيا غلب عليها البيع واستقر السهم عند مستوى 204 فلوس، كما تراجع سهم بورتلاند بواقع 40 فلسا وسهم بوبيان للبتروكيماويات بواقع 10 فلوس.
شهد قطاع الاسهم الخدماتية تراجعا ملحوظا وكان من اكثر القطاعات الضاغطة على مؤشري السوق، واستحوذ القطاع على نحو 25.8% من القيمة جراء عمليات البيع، وشهد سهم زين تراجعا بمقدار 10 فلوس ليستقر عند مستوى 950 فلسا، وتراجعت الاسهم اللوجستية اجيليتي والرابطة بواقع 10 فلوس لكل منهما.