في كتاب «القوة الناعمة» للكاتب جوسيف ناي ذكر ما يسمى بـ «القوة الذكية»، حيث قال انها مزيج بين القوة الناعمة والقوة الصلبة.
تعريف الكاتب للقوة الصلبة، هي القوة التي تكون عبر لغة «الأوامر والتهديد» وما يترتب عليها من استخدام القوة او استخدام النقود كطريقة ترغيبية ومنها دفع الرشاوى، وفرض العقوبات، اما القوة الناعمة فهي القوة التي تعتمد على القيم والمبادئ كعناصر جذب لكي يصل مستخدمها لمبتغاه، فالقوة الناعمة تعتمد على تحديد الأجندة التي نستطيع من خلالها الوصول إلى أهدافنا، ويكون للعاطفة حيز كبير في تحديد نتائج اللجوء لهذه القوة.
أما القوة الذكية فهي ببساطة مزيج بين «الأوامر والتهديد» وتحديد الأهداف والاعتماد على القيم والمبادئ، الكاتب والكتاب يناقشان الجانب السياسي من النظرية، لذلك نكتفي بهذا القدر من الشرح لأننا سنقوم بربط القوة الذكية بعالم الإدارة في قطاع المال والأعمال.
لكم ان تتخيلوا إدارة تعتمد على ما يسمى بالقوة الصلبة بحيث تأخذ من الأوامر والتهديد باتخاذ عقوبات غليظة منهجا للوصول إلى النتائج المرجوة للشركة، مما يساهم في خلق جو مشحون بدايته «ضغط» ونهايته «انفجار».. لذلك قد تكون النتائج ابعد ما تكون عما هو متوقع.
في المقابل، لنتخيل إدارة تعتمد على القوة الناعمة بحيث يتم تحديد الأجندات والأهداف وتأخذ من أخلاقيات العمل والقيم والمبادئ سبيلا للوصول إلى النتائج المرجوة.. ما لم يلتزم جميع العاملين بخطة العمل الموضوعة ويتشارك الجميع في نفس الهدف المراد الوصول اليه سيكون مصير هذه الشركة مصير سابقتها التي اعتمدت على إدارة «الأوامر والتهديد».
إذن ما الحل؟
لا يوجد حل موحد يتماشى مع مختلف الشركات، ولكن هناك محاولة جادة للوصول الى توازن إداري من شأنه المساهمة في تحقيق المعادلة الصعبة والتي تتمثل في تحقيق الشركات لنتائج جيدة وتحقيق طموح الموظفين والقائمين على الشركة.. وذلك من خلال استخدام «الإدارة الذكية».
تعتمد الإدارة الذكية على تطبيق مبدأ الثواب والعقاب من خلال محاورة جادة ومباشرة بين إدارة الشركة والموظفين، بحيث تتعرف الإدارة على طموح وأهداف موظفيها وتسعى لإنشاء علاقة طردية بين أهداف الشركة ككل وطموح وأهداف الموظفين.
يستطيع الموظف التعرف على مهامه المباشرة وعلى الدور الذي سيلعبه في خارطة «طريق نجاح الشركة»، فلا يكون المردود (المكافأة) ماديا فقط، بل يتعدى ذلك ليصل الى مردود نفسي «ذاتي» من الصعب تقييمه، أغلب قصص النجاح تعتمد بالدرجة الأولى على رضا شخصي ومن ثم مكافأة مادية، فالمكافأة المادية وحدها لا تحدث الفارق في أغلب الأحيان.
التهديد والوعيد ينقل اي علاقة مهنية الى خانة «الشخصانية» ومتى ما وصلت العلاقة في اي مؤسسة الى هذه الخانة فسيصبح الخروج منها اشبه بـ «المهمة المستحيلة».. متى ما تعرف الموظف على مهامه فسيكون على دراية تامة بنتائج تقصيره في العمل، وسيعمل جاهدا لإتمام مهامه بشكل سليم لأنه على وعي تام بأن مصلحته الشخصية مربوطة بمصلحة الشركة.
المدير الناجح هو من يستطيع ان يوظف قدرات فريق عمله ليصل الى اعلى نسبة إنتاجية ممكنة.. فلا يتم ذلك الا من خلال توازن إداري ومعرفة الموظفين عن قرب.. فالديكتاتورية ستساهم في ابتعاد خطوط الفريق الواحد.. والديموقراطية «المفرطة» قد تستغل بشكل سلبي.. لذلك تقوم الإدارة الذكية على استخدام السياسة المناسبة مع الجمهور المناسب.
كيف؟
انت خير من يجيب عن هذا السؤال.. متى ما تعرفت على شخصيات فريق عملك فستتمكن من خلق إدارتك الذكية.
وفي النهاية..
دعوة من آيديليتي لإيجاد إدارتكم الذكية.
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع : www.idealiti.com
follow us on twitter:@idealiti
زاوية أسبوعية هادفة تقدمها كل اثنين شركة آيديليتي للاستشارات في إطار تشجيعها على إنشاء وتطوير واحتضان ورعاية المشاريع التجارية المجدية واقتناص الفرص أو معالجة القصور في الأسواق.
واقرأ ايضاً:
مقالة سابقة بعنوان مفاهيم «معكوسة...»
مقالة سابقة بعنوان «طَموح محمد البسيط»
مقالة سابقة بعنوان «معقولة..؟! »
مقالة سابقة بعنوان «لا تطق طاسة وبالبيت أقرع!»
مقالة سابقة بعنوان «العبرة في النهاية»
مقالة سابقة بعنوان «خير اللهم اجعله خير...»
مقالة سابقة بعنوان «البيض والسلة»
مقالة سابقة بعنوان «نظرة مختلفة....!!»
مقالة سابقة بعنوان «حالة... وليست أزمة!»
مقالة سابقة بعنوان «ترتيب الأولويات.. أولوية»