بعد توقفنا عن الكتابة في الاشهر الثلاثة الأخيرة بغرض أخذ راحة هدفها العودة لكم أعزاءنا القراء بكل ما هو جديد و«مفيد» لأنكم وبكل تأكيد تستحقون الأفضل.
ثلاثة شهور من الزمن قد تكون كفيلة بتغيير الإنسان من حال الى حال، وتغيير شكل الدول اجتماعيا وسياسيا و«اقتصاديا»... «وصلنا خير... اقتصاديا نحط تحتها خطين»!
لنأخذ سوق الكويت للأوراق المالية على سبيل المثال... سنرى ان التداولات خجولة، والشركات المتعثرة في ازدياد، ولجنة الطوارئ «أفضل متفرج على الوضع».. ولنكون أكثر دقة، سنقول ان توصيات لجنة الطوارئ الاقتصادية (إن وجدت) فالحكومة لم تأخذ بها، والدليل ان الوضع العام «الاقتصادي» لايزال بانتظار موافقة لجنة العلاج بالخارج لكي يلحق بمن ذهبوا ليتلقوا علاجهم خارج الكويت (شر البلية ما يضحك).
منذ ان توقفنا عن الكتابة مرت الأيام وتغيرت «بالأرقام» ولكن ظل الوضع على ما هو عليه فتم تجميد التطور وأصبحت التنمية كلمة كثر استخدامها حتى فقدت محتواها وباتت كالفاصلة أو كنقطة في آخر سطر مؤلم بكلمات نزفت أسى وحسرة!
وقادنا هذا الوضع لمحاولة معرفة أسباب «استمرار الانحدار»، فتوصلنا الى قناعة واضحة وذلك لمعرفتنا بأسباب الإخفاقات الإدارية المزمنة... فالسبب هو «المسؤول» بغض النظر عن القطاع، فالإخفاقات كثيرة ولا تقتصر على الاقتصاد فقط فلدينا إخفاقات رياضية وصحية وتعليمية وغيرها وغيرها!
نظرة سلبية؟
لا يوجد ما يذكر من الأشياء الإيجابية سوى محاولات فردية من البعض للتغريد خارج سرب الإخفاق الإداري!
لذلك لا نستطيع تغيير النظرة، فالعين لا تكذب ولو كان مسببات هذه النظرة السلبية في أيدينا لأصلحنا الوضع من غير ان نحمل هذا الوطن الجميل حمل إخفاق أبنائه نعم أبناؤه... سبب تدهور الدولة اقتصاديا ورياضيا وصحيا وتعليميا.. إلخ... وسياسة الدولة في هذه المجالات والقائمين عليها.
عندما حدث الزلزال المدمر في اليابان العام الماضي، قدم رئيس وزراء اليابان استقالته من منصبه بسبب تقصيره في إدارة الأزمة التي أحدثتها «كارثة طبيعية» ونحن في بلدنا لدينا مسؤولين بمثابة «الكارثة الطبيعية» بسبب تمسكهم القوي بمناصبهم ولا عزاء للوطن... لا عزاء للوطن... لا عزاء للوطن!
تقديم الإستقالة ثقافة، لا يعرفها ويعمل بها سوى من لديه ثقة بالنفس وحس بالمسؤولية وهاجس تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة... فلو فكرنا بدقة بمعنى المصلحة العامة، نرى انها تؤمن راحة للجميع وتفيد الجميع وتحرص على تأمين «المصلحة» للجميع. فمتى سندرك ان «الأنا» هي جزء من الجميع؟!
نتمنى ان نصل لمرحلة يدرك فيها كل مسؤول حدود قدراته، وتكون لديه الشجاعة في إدراك «صغر حجمه» أمام المسؤولية... فالمرحلة المقبلة بحاجة «لخلايا نحل» تعمل عملا دؤوبا حتى لا نقع جميعا في «وحل الإحباط»!
وفي النهاية...
دعوة من آيديليتي لتقديم الاستقالة قبل «الإقالة».
ويبقى السؤال... هل نستطيع تفعيل الإقالة؟!
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع : www.idealiti.com
follow us on twitter:@idealiti
* زاوية أسبوعية هادفة تقدمها كل اثنين شركة آيديليتي للاستشارات في إطار تشجيعها على إنشاء وتطوير واحتضان ورعاية المشاريع التجارية المجدية واقتناص الفرص أو معالجة القصور في الأسواق.
واقرأ ايضاً:
مقالة سابقة بعنوان «شكراً..»
مقالة سابقة بعنوان «إفساد الفرد»
مقالة سابقة بعنوان «الإدارة الذكية... »
مقالة سابقة بعنوان مفاهيم «معكوسة...»
مقالة سابقة بعنوان «طَموح محمد البسيط»
مقالة سابقة بعنوان «معقولة..؟! »
مقالة سابقة بعنوان «لا تطق طاسة وبالبيت أقرع!»
مقالة سابقة بعنوان «العبرة في النهاية»
مقالة سابقة بعنوان «خير اللهم اجعله خير...»
مقالة سابقة بعنوان «البيض والسلة»