«شيلني.. انزين شوفني على الأقل!»
«چركككك» تم قفل الدرج بإحكام.. وها أنا ذا مستلقية بين زميلاتي ننتظر الفرج!
سأروي حكايتي لكم.. قبل حوالي 3 سنوات، كنت ورقة بيضاء صافية، اختارني شخص من بين زميلاتي الأوراق، وأخذ يسطر بحبر قلمه أفكاراً كثيرة.. ابتدأ بعنوان «مشروع دولة» واختتم كلامه بكتابة اسمه «ابن الكويت البار» فأخذ يسطر كلماته وسط صدري حتى امتلأت!
أرفقني مع زميلاتي الأوراق، ووضعنا في ملف «أحمر» وذهب بنا الى.. «يا الله شلون نسيت اسم المسؤول اللي راح له؟».. «سكتي والي يرحم والديك أنا ما اذكر اسم (قبيلة) الأوراق اللي أنا منها، صار لنا 3 سنين حتى لوننا صار أصفر والحبر اللي علينا بهت» أجابتها ورقة أخرى تشاركها ذات الملف!
«لحظة.. أخوي.. لو سمحت.. تكفه!.. ويييه كالعادة فتح الدرج أخذ ولاعته ومشى»!
وبعد حالة من الإحباط والظلام الدامس..
«تذكرت».. لقد سطر «ابن الكويت البار» مشاريع عدة، وتعد اغلبها حلولا لمشاكل عديدة تواجهها الدولة. حلول للاختناقات المرورية، وللتعليم والصحة، والإسكان وتطوير مستوى دخل الفرد.. لقد كانت مشاريع «تنموية» بامتياز!
لا أعرف سبب تجاهل المسؤولين لـ «ابن الكويت البار» على الرغم من كونه «منهم وفيهم» وإذا بصوت غليظ يخرج من بين الأوراق.. «أنا صار لي 21 سنة بهذا الدرج.. من التحرير لي الحين، المسؤولون ما قرأوا سطرا مني لأن اللي مقدمني بينهم وبينه مشاكل»!
استنكرت الأوراق هذا الحديث، ولكن ما أزعج الأوراق هو ان حالها قد يكون كحال مشروع الـ21 سنة فهم لم يتحملن الانتظار 3 سنوات فكيف يمكنهن الانتظار أكثر من 21 عاما؟!
فتح المسؤول الدرج، ورمى «الولاعة» فوق الأوراق.. ولسان حال الأوراق يقول نتمنى ان نحرق قبل ان يقرأنا احد.. لأن محتوانا أفضل وأرقى بكثير من عقولهم في بلدي نجد أن «عصارة» العقول حبيسة الأدراج... هكذا تتم مكافأة المبدعين!
لقد كان هذا حوار درج في مكتب مسؤول.. ويبقى سؤالنا.. كم مكتبا تقبع في ادراجه أوراق في ملفات فيها حلول لمشاكلنا؟
متى سنقوم بركن كل ما هو «عنصري» جانبا ونركز على محتوى ومضمون المشاريع؟
متى سنقوم من سباتنا السلبي؟
حتى الأوراق «بتتكلم عربي»!
وفي النهاية..
دعوة من آيديليتي لـ «نفض» الأدراج!
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع : www.idealiti.com
follow us on twitter:@idealiti
* زاوية أسبوعية هادفة تقدمها كل اثنين شركة آيديليتي للاستشارات في إطار تشجيعها على إنشاء وتطوير واحتضان ورعاية المشاريع التجارية المجدية واقتناص الفرص أو معالجة القصور في الأسواق.
واقرأ ايضاً:
مقالة سابقة بعنوان: عشوائية «التعليم»
مقالة سابقة بعنوان: «لجنة» ولو جبر خاطر
مقالة سابقة بعنوان «الديموقراطية والقرار»
مقالة سابقة بعنوان ثقافة «الاستقالة»
مقالة سابقة بعنوان «شكراً..»
مقالة سابقة بعنوان «إفساد الفرد»
مقالة سابقة بعنوان «الإدارة الذكية... »
مقالة سابقة بعنوان مفاهيم «معكوسة...»
مقالة سابقة بعنوان «طَموح محمد البسيط»
مقالة سابقة بعنوان «معقولة..؟! »