من أكبر التحديات التي تواجه أي مدير أو مسؤول هي كيفية تطويع موظفيه بشكل سلس وطبيعي لتقديم مصلحة العمل على مصالحهم الشخصية؟
وقد فشل الكثيرون في محاولاتهم إما لإسرافهم في تطبيق نظم رقابية شديدة أو لتساهلهم وتراخيهم وعدم حرصهم على متابعة مجريات العمل يأتي النجاح عن طريق تحقيق توازن حقيقي بين تشجيع الموظفين وافتراض حسن النيّة من ناحية، وتطبيق نظام رقابي عادل وفعّال من الناحية الأخرى مما يسمح بمتابعة سير العمل من غير تدخل إلا في حالة الخروج عن المسار الطبيعي.
كما أنه لا يمكن تحقيق هذا الترابط الحيوي بين مصلحة الفرد ومصلحة المجموعة من غير الالتزام بالمبادئ التالية:
1- الشفافية في العمل وفي الرقابة عليه.
2- الوضوح في تحديد المهمة وبيان أبعادها للجميع.
3- الاعتماد على توكيل المهام لذوي الكفاءات.
4- الربط المباشر بين الاستفادة الفردية والاستفادة الجماعية.
وتظل هذه المبادئ صحيحة ومهمة سواء تم تطبيقها في البيت أو المدرسة أو الدكان أو المصنع أو الشركة أو البنك أو المجلس أو حتى على مستوى الدولة ككل.
هنا تكمن المشكلة ففي الكويت الشفافية معدومة.. والمهمة مبهمة.. والتوكيل مستنكر.. والاستفادة الفردية أصبحت تأتي على حساب الجماعة و«يسمونها شطارة»!
عزيزي القارئ نحن نعيش فترة مهمة وحرجة لهذا الوطن الغالي، وما تشهده الساحة السياسية في الكويت ما هو إلا نتيجة للخلل الواضح في موازنة كفاءة العمل والرقابة العادلة، فسواء كنت من المؤيدين أو المعارضين.. فاعلم عزيزي القارئ أن الحل يكمن في تقويم هذا الخلل وتحقيق التوازن المفقود، وليس عن طريق ترجيح كفة على حساب الأخرى «اليد الواحدة ما تصفق». كما انه مهما ارتفعت الأصوات أو طالت الأيادي يتعين علينا الالتزام بهويتنا الكويتية التي تحتم علينا مخافة الله عز وجل واحترام النفس والذود عن هذا الوطن الغالي.. ليس لنا بل لمن سيأتون من بعدنا!
وفي النهاية..
دعوة من أيديليتي لتحقيق التوازن.
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع : www.idealiti.com
follow us on twitter:@idealiti
* زاوية أسبوعية هادفة تقدمها كل اثنين شركة آيديليتي للاستشارات في إطار تشجيعها على إنشاء وتطوير واحتضان ورعاية المشاريع التجارية المجدية واقتناص الفرص أو معالجة القصور في الأسواق.
واقرأ ايضاً:
مقالة سابقة بعنوان: «العزلة»
مقالة سابقة بعنوان: «عقلية الضياع»
مقالة سابقة بعنوان: مترو «الأحلام»
مقالة سابقة بعنوان «مراكز التكلفة»
مقالة سابقة بعنوان: «حوار» الأدراج
مقالة سابقة بعنوان: عشوائية «التعليم»
مقالة سابقة بعنوان: «لجنة» ولو جبر خاطر
مقالة سابقة بعنوان «الديموقراطية والقرار»
مقالة سابقة بعنوان ثقافة «الاستقالة»
مقالة سابقة بعنوان «شكراً..»