- الوليد بن طلال مغرداً: حققنا و«المملكة القابضة» 200% من استثمارنا بـ «تويتر»
- السهم يسجل ارتفاعاً بـ 92% في أول يوم تداول ببورصة نيويورك
مع ادراج سهم شركة تويتر في بورصة نيويورك أول من أمس، بدأ العالم يترقب مصير قطاعات التكنولوجيا الحديثة وما اذا كانت ستنقذ الاسواق العالمية من الركود الذي صاحبها منذ بداية الازمة المالية ام ستكون فقاعة جديدة كتلك التي حدثت في بداية العام 2000 المعرفة بـ «فقاعة الانترنت». وركب وقتذاك العالم موجة شركات التكنولوجيا والانترنت، لكن سرعان ما انهارت مكبدة المستثمرين مليارات الدولارات كخسائر اضافة الى احداث شلل في الاسواق، لكن يعول العالم اليوم على قطاع شركات التواصل الاجتماعي باعتبارها اكثر الاسواق الآخذة في النمو، بينما تبقى مشكلتها في كيفية تحديد سعر اصولها التي تبقى افتراضية بنسبة كبيرة.
وكالعادة انقسم العالم بين مؤيدين لثورة «التواصل الاجتماعي» بينما آخرون اعتبروها «نزوة استثمارية» ورأى فريق ثالث ان الحكومة الاميركية تروج لهذه الصناعة لكي تنتشل الاقتصاد من كبوته، خصوصا بعد الازمات المتلاحقة وآخرها ازمة الديون الاميركية الضخمة الآخذة في التراكم شيئا فشيئا، وعدم الاتفاق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي حول كيفية الخروج من الازمة وحول برنامج شراء سندات المركزي، وايضا الحلول المؤقتة لازمة سقف الدين الاميركي.
واحدث الواصلين الى الاسواق العالمية كان سهم شركة تويتر للتواصل الاجتماعي، والعيون كلها تترقب اليوم لمعرفة مصير هذا الاكتتاب وما اذا كان سيلحق نظيره «فيسبوك» وقبله الكثير من شركات التواصل الاجتماعي. وارتفع سهم تويتر بنسبة 92% في أول يوم تداول له ببورصة نيويورك للأوراق المالية أول من امس مع تهافت المستثمرين على شراء أسهم موقع التدوين المصغر، مما يرفع القيمة السوقية للشركة إلى 25 مليار دولار.
وبلغ سعر السهم عند الفتح 45.10 دولارا ارتفاعا من سعر الطرح العام الأولي البالغ 26 دولارا ثم صعد مجددا ليصل إلى 50 دولارا.
وقالت مصادر «رويترز» ان الطرح اجتذب طلبا قويا، حيث زاد حجم طلبات الشراء التي تقدم بها المستثمرون على حجم الأسهم المطروحة 30 مثلا، مراهنين على إمكانية نمو شركة التواصل الاجتماعي التي تكبدت خسائر مالية.
وإذا افتتح التعامل في السهم عند 45.50 دولارا فإن ذلك سيعادل قفزة بنسبة 75% مقارنة بسعر الطرح العام الأولي الذي حدد يوم الأربعاء الماضي مما يجعلها أكبر قفزة في سلسلة من «القفزات» التي سجلتها أولى أيام التداول في عمليات الطرح العام الأولي (الرسوم البيانية المرفقة).
وكانت شبكة التدوين المصغر سعرت السهم عند 26 دولارا في الطرح الذي يشمل 70 مليون سهم مساء الأربعاء الماضي وهو مستوى فوق النطاق المستهدف بين 23 و25 دولارا الذي تم رفعه من قبل.
وعلى أساس الطرح العام الأولي، تبلغ قيمة تويتر 14.1 مليار دولار مع إمكانية الوصول الى 14.4 مليار دولار إذا مارس المكتتبون خيارا لشراء أسهم فوق العدد المخصص.
وتشير بيانات تومسون رويترز إلى أنه في حال ممارسة هذا الخيار بالكامل كما هو متوقع، فإن الشركة قد تجمع 2.1 مليار دولار مما يجعله ثاني أكبر طرح عام أولي لموقع إلكتروني بعد طرح فيسبوك البالغة قيمته 16 مليار دولار العام الماضي ويليه طرح غوغل عام 2004 في المركز الثالث.
ويبلغ عدد مستخدمي تويتر 230 مليون مستخدم على مستوى العالم من بينهم رؤساء دول ومشاهير، ولكن الشبكة خسرت 65 مليون دولار في أحدث ربع وتظل هناك تساؤلات بخصوص توقعات المدى الطويل.
ويفتقر موقع تويتر أيضا إلى شيوع وانتشار فيسبوك أو عنصر «الإدمان» الذي يجعل الناس يزورون الشبكة الاجتماعية الأولى في العالم بصفة يومية.
وأظهر استطلاع أجرته رويترز ـ ابسوس الشهر الماضي أن 36% من المشتركين في تويتر يقولون انهم لا يستخدمونه ويظهر المستثمرون حماسا قويا لتويتر ـ التي تتباهى بعدد 230 مليون مستخدم من بينهم رؤساء دول وشخصيات شهيرة ـ رغم ان الشبكة لم تحقق ربحا قط. وقال تويتر في تغريدة على حسابه الرسمي انه في حال كان الطلب كبيرا فإن الشركة ستطرح خلال الأيام الثلاثين التالية 10.5 ملايين سهم أخرى، ما سيرفع المبلغ الى 2.1 مليار دولار.
ودخول تويتر الى البورصة حدث مرتقب جدا، والتحدي الماثل أمامه هو تجنب الاخطاء التي وقع فيها منافسه الاكبر «فيسبوك» الذي شابت جلسته الاولى في بورصة ناسداك مشاكل تقنية كثيرة وواجه سريعا جدا انهيارا في أسعار هذه الاسهم بالبورصة مما تطلب منه أشهرا كثيرة لتعويض الخسائر.
ومن ابرز المستثمرين في تويتر الوليد بن طلال الذي غرد مساء اول من امس عقب ادراج السهم على «تويتر»: «اتممت انا وشركة المملكة رفع ملكيتنا في اكتتاب تويتر واقفل سهمها بأول تداول بارتفاع اكثر من 200% من تاريخ استثمارنا»، من دون ان يذكر ما اذا كان سيستمر في هذا الاستثمار او سيتخارج منه او سيزيد حصته في المستقبل.