- الاستثمار الرأسمالي يتراجع والمشاريع تتأجل حتى يتعافى النفط
قال تقرير صادر عن شركة كامكو للاستثمار ان أسعار النفط استمرت في الارتفاع خلال شهر فبراير مسجلة أعلى ارتفاع شهري لها منذ حوالي 9 أشهر بعد موافقة الدول الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة الأوپيك على تثبيت أسعار النفط عن طريق تجميد مستوى الإنتاج النفطي.
وقد استمر هذا الاتجاه خلال الأسبوعين الأولين من شهر مارس 2016، مما يشير إلى احتمال تشكل مستوى قاعدة وذلك نتيجة لانخفاض سعر صرف الدولار وارتفاع سعر صرف اليوان الصيني الذي وصل إلى أعلى مستوى له في عام 2016 إضافة إلى الانخفاض المستمر في عدد الحفارات النفطية التي وصلت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق.
ووفقا لوكالة بلومبرغ، فإن الإنتاج النفطي للدول الأعضاء في منظمة الأوپيك تراجع بمعدل هامشي وقدره 79 ألف برميل يوميا ليصل إلى 33.06 مليون برميل يوميا خلال شهر فبراير حيث إن تراجع الإنتاج في العراق ونيجيريا قد قابله جزئيا ارتفاع الإنتاج في إيران.
وبقيت معدلات الإنتاج في السعودية والكويت ثابتة خلال شهر فبراير عند 10.2 ملايين برميل يوميا و3 ملايين برميل يوميا، على التوالي.
هذا وقد استمرت إيران في رفع معدلات الإنتاج خلال شهر فبراير حيث لامس معدل 140 ألف برميل يوميا ليصل حجم إنتاجها النفطي إلى 3 ملايين برميل يوميا.
ومن ناحية أخرى، أدى تعطل الإنتاج النفطي في العراق ونيجيريا إلى تراجع إجمالي الإنتاج النفــطي بمعدل 264 ألف برميل يوميا خلال شهر فبراير.
تجميد الإنتاج
واشار التقرير الى ان السعودية وقطر وروسيا وفنزويلا وافقت منتصف شهر فبراير على تثبيت إنتاجها النفطي عند المستوى المسجل في شهر يناير مع تشديدها على أن تحذو الدول الأخرى المنتجة حذوها مما أدى إلى ارتفاع سعر نفط أوپيك على المدى القصير ليصل إلى أعلى مستوى له منذ 3 شهور عند 35.62 دولارا للبرميل.
وعلى الرغم من الترحيب بقرار تجميد مستوى الإنتاج النفطي قال وزير النفط الإيراني في تصريحه الأخير أنه سيدرس سبل التعاون مع الدول الأخرى المنتجة للنفط من أجل إيجاد حلول لإعادة التوازن إلى سوق النفط العالمي وذلك بعد وصول إنتاج النفط الخام إلى مستويات ما قبل فرض العقوبات والبالغة 4 ملايين برميل يوميا، وهو مستوى لم تشهده البلاد منذ عام 2008.
ونتيجة لذلك التصريح، انخفضت أسعار النفط بما يقرب من نسبة 3% في 14-مارس. إضافة إلى ذلك، صرح أحد المسؤولين بأن إيران تخطط لرفع إنتاجها النفطي بمعدل مليون برميل يوميا بحلول شهر يونيو المقبل كما يتوقع أن ترتفع الصادرات النفطية إلى مليوني برميل يوميا مع نهاية الشهر المنتهي في 20 مارس مقابل حوالي 1.75 مليون برميل خلال الشهر الأسبق.
العراق ونيجيريا
ولفت التقرير الى ان تعطل الإمدادات النفطية في شمال العراق ونيجيريا بما يقرب من 0.85 مليون برميل يوميا ساعد على دعم أسعار النفط بنهاية شهر فبراير. وقد أدى توقف تدفق النفط الخام من كردستان إلى أحد خطوط الأنابيب في تركيا إلى خفض الإنتاج النفطي بحوالي 0.6 مليون برميل يوميا. ومن جهة ثانية، دفع تسرب النفط في أحد خطوط شركة رويال دوتش شيل بنيجيريا الى توقف الإنتاج البالغ 0.25 مليون برميل يوميا.
وقال التقرير ان أوپيك أبقت على توقعاتها لنمو المعروض النفطي من الدول غير الأعضاء في منظمة الأوپيك لعام 2016 دون أي تغيير، حيث توقعت أن يتراجع المعروض النفطي بمعدل 0.70 مليون برميل ليصل إلى 56.39 مليون برميل يوميا.
ويرجع السبب في الانخفاض المتوقع في حجم المعروض النفطي بصفة أساسية إلى تراجع التدفق النقدي في عام 2016 مما أدى إلى تراجع الاستثمار الرأسمالي وتأجيل المشاريع الكبرى الجديدة إلى أن تظهر أسعار النفط تعافيا مقبولا.
ومن ناحية التصنيف حسب المنطقة، يتوقع أن تحقق دول الاميركتين الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التراجع الأكثر حدة في نمو المعروض النفطي بمعدل 0.48 مليون برميل يوميا في عام 2016 تليها دول الاتحاد السوفييتي السابق بتراجع وقدره 0.12 مليون برميل يوميا.
تراجع الحفارات
وقال التقرير ان سوق النفط شهد تراجع عدد الحفارات النفطية في الولايات المتحدة للشهر الثاني عشر على التوالي بمعدل 6 حفارات ليصل إجمالي عددها إلى 386 حفارا مسجلا أدنى مستوى له على الاطلاق وفقا للبيانات الصادرة عن شركة بيكر هيوز.
وتكبد نشاط الحفر في الولايات المتحدة خسائر فادحة بسبب محاولة شركات الحفر الحفاظ على النقد وخفض الإنتاج النفطي حتى من الابار الحديثة على أمل زيادة الإنتاج عندما ترتفع أسعار النفط.
ووفقا لوكالة رويترز، يعمل بعض المنتجين على استخراج النفط من الآبار القديمة سعيا وراء المزيد من النفط في حين قلصت بعض الشركات حجم إنفاقها الرأسمالي على معظم أنشطتها بل إنها في بعض الحالات لم تستكمل أعمالها في الآبار النفطية للحفاظ على النقد في انتظار حدوث ارتفاع مقبول في أسعار النفط.