- الدولار الملاذ الأكثر أماناً على مدى الأشهر القليلة المقبلة
- الأسواق تحاول العثور على الأفضل لتجنب تأثيرات التقلبات المتزايدة
قال تقرير صادر عن «ساكسو بنك» ان جميع المعطيات تشير إلى أن حالة عدم اليقين ستسود على المشهد خلال الربع الثالث من 2016 وما بعده، غير أن هذا الأمر ليس بالضرورة أن يكون سلبيا، إذ إن إجراء الإصلاحات والتحسينات المطلوبة للتعامل مع حالة عديم اليقين قد يكون من شأنه تحويل كل بوادر الخطر الحالية إلى عوامل تبشر بتغييرات إيجابية.
وأشار التقرير إلى انعدام حالة الرضا التي تخيم على الأجواء، إذ يسود انعدام اليقين على أوروبا، وقد وصلت الدورة الاقتصادية المحكومة بالمديونية إلى ذروتها، في حين تطرأ تعديلات على العقود الاجتماعية مع نفور المصوتين من النظام السياسي النخبوي القائم. ومن هنا، ستتمحور نشاطات أسواق التداول في الربع الثالث حول العثور على أفضل السبل لتجنب تأثيرات التقلبات المتزايدة، وفهم كيف تؤثر المعنويات والتوجهات العامة على الوجهة الاجتماعية، وذلك مع تقبل حقيقة أن الاقتصاد العالمي- بما يشمل الولايات المتحدة - على وشك أن يشهد نوعا من الركود مجددا.
وخلص التقرير الى مجموعة من التوقعات نبرزها فيما يلي:
٭ المشهد الكلي الأوروبي - تمزق ناجم عن أزمة اللاجئين: «التوقعات بأن أوروبا تسير قدما عندما تعصف بها الأزمات، غير أن هذا الاعتقاد بدأ يتراجع في ظل محدودية الإصلاحات التي أقدم عليها الاتحاد الأوروبي خلال السنين القليلة الماضية».
٭ الفوركس - الأمور قد تنزلق إلى الأسوأ: سيبقى تأثير هزة البريكست حاضرا بقوة لفترة من الوقت، مع تواصل ضعف الجنيه الاسترليني بعد نتيجة التصويت، ولو أن هذه التأثيرات ستتضاءل شيئا فشيئا.
ونتوقع أن يصل سعر صرف اليورو مقابل الجنيه الاسترليني إلى قمة أعلى قياسا بأسعار صرف الاسترليني مع عملات أخرى، مما سيطرح أسئلة بعيدة المدى بالنسبة لأوروبا بعد هذا الانحدار الكبير للعملة البريطانية.
وعلى الضفة الأخرى من الأطلسي، من المستبعد أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ـ الذي يتخذ قراراته بناء على معنويات السوق ربما - بتوفير أي دعم سوى اكتفائه بعدم فعل أي شيء (وهو حاله الآن)، وقد يعتقد بأن السياسة النقدية ليست الإجابة المثلى عن مخاطر الركود الجديدة.
وبعبارة أخرى، يبدو أن الدولار سيكون الملاذ الأكثر أمانا على مدى الأشهر القليلة المقبلة.
٭ السندات - أرباح منخفضة لفترات طويلة: هبطت السندات مجددا إلى قيعان غير مسبوقة بعد البريكست، وهو ما ينبئ (جنبا إلى جنب مع اللهجة لطيفة النبرة التي تبنتها أخيرا رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جانيت يلين)، بأن أرباح السندات ستبقى منخفضة لفترة طويلة جدا.
ولكن بالمقابل، وعند النظر إلى ما وراء العناوين الاقتصادية السلبية، سنرى أنه ثمة بوادر تعكس تحسنا في المعنويات ضمن مجالات اقتصادية عديدة، على سبيل المثال، فإن العديد من عوامل الخطر المهمة التي أثرت على الأسواق خلال الأشهر الستة المنصرمة قد وصلت إلى نهايتها أو أنها لم تعد ذات تأثير يذكر الآن، وقد تراجعت المخاوف حيال مدى استقرار الأسواق الناشئة، وبدأ البنك المركزي الأوروبي يفكر في التراجع عن التسهيلات الكمية.
وفي حال تحسن المنظور الاقتصادي العالمي بشكل تدريجي، فإننا نتوقع ارتفاعا محدودا في أهم السندات، لاسيما السندات الأوروبية الرئيسية.
٭ المملكة - ربع حاسم: تتسم نظرتنا تجاه الملكية بالسلبية خلال الربع الثالث من العام الحالي، وذلك بناء على المنحى الحالي للاقتصاد العالمي، حيث ستبقى البنوك الأوروبية - التي تعتبر من بين القطاعات الأكثر تضررا - رهينة تدني مستويات الثقة وخضوعها للمساءلة والتدقيق مجددا بخصوص هوامش الفائدة الصافية كنتيجة لمعدلات الفائدة السلبية، في حين ستعاني الأسهم في المملكة المتحدة من انخفاض في القيمة، مما سيشكل ضغطا على مؤشر «فوتسي 100».
ونظرا لتأثير نتيجة البريكست على النظام المالي، فإن معدلات الثقة بين الشركات والمستهلكين قد تتراجع لدرجة قد تضع الاقتصاد العالمي في حالة من السكون خلال الربع الأخير، وهذا هو السبب الذي يجعلنا ننظر إلى الأشهر القليلة المقبلة على أنها الفترة الأكثر حسما منذ أزمة اليورو في عام 2012.
«برنت» لن يتجاوز الـ 50 دولاراً بالربع الثالث
خلص تقرير ساكسو بنك إلى ان الربع الثاني من كل عام كان مخالفا للتيار العام منذ 2014، ولم يكن العام الحالي استثناء لذلك بعد الصعود الإيجابي الذي قاده النفط والذهب، والذي نهض بقطاع السلع ككل.
وفيما ندخل الربع الثالث، فإن إمكانيات النمو التي تنطوي عليها أهم الاقتصادات العالمية ـ بما فيها الولايات المتحدة والصين- أصبحت موضعا للسؤال، إذ قد يكون لمشاكل أوروبا تأثير سلبي قوي على الأسواق العالمية.
ونحن نرى أن سعر النفط الخام لن يتجاوز 50 دولارا للبرميل عند أخذ هذا الواقع في عين الاعتبار إلى جانب حالة عدم اليقين الناجمة عن نتيجة البريكست واحتمال أن تزداد قوة الدولار، وذلك علما بأن حالة عدم اليقين ذاتها أفضت إلى ارتفاع قيمة الذهب كملاذ آمن، لذا نرفع توقعاتنا الإيجابية لأسعار الذهب بحلول نهاية العام إلى 1350 دولارا للأونصة.