محمود عيسى
قال بنك اوف اميركا ميريل لينش انه على الرغم من الاتفاق الذي أبرم في ديسمبر الماضي بين أوپيك والمنتجين من خارجها، فقد تابع عرض النفط من قبل الكارتل النفطي المسار التصاعدي الذي انتهجه العام الماضي.
وقد انحى بنك اوف اميركا باللائمة في ارتفاع الإنتاج منذ مارس الماضي على كل من ليبيا ونيجيريا اللتين انتعش انتاجهما بصورة كبيرة، ليتضاءل بذلك التخفيض الفعلي المتفق عليه بين أوپيك وغيرها من المنتجين الى قدر ضئيل لا يتعدى 265 ألف برميل يوميا.
وتساءل البنك عما اذا كان ھذا الاتجاه سیستمر، وعما اذا كان الكارتل سيغرق السوق بالنفط الخام كما فعل في الربع الاخير من 2016؟ واجاب بان ذلك امر غير مرجح، وقال «ببساطة ان كلا من نيجيريا وليبيا لا تستطيع الاستمرار في تعزيز نموها بذات الوتيرة السابقة. فالبنسبة للاولى من المتوقع أن يصل معدل التحميل إلى 1.9 مليون برميل يوميا، مما يعني مستويات إنتاج مستقرة نوعا ما حتى نهاية العام. وفي ليبيا، نلاحظ استقرار إنتاج النفط الخام بنحو 940 ألف برميل يوميا في الربع الاخير من 2017. وأخيرا، فإننا نتوقع أن يبقى الالتزام السعودي قويا في النصف الثاني من 2017 بمتوسط انتاج 10.15 ملايين برميل يوميا، وبالتالي فان عرض النفط من قبل منظمة أوپيك يجب ان يبقى عند المستويات الحالية في الوقت الراهن.
ومع ارتفاع واردات النفط الخام الآسيوية، تحتدم المعركة على الحصص في السوق وفي ضوء الزيادة الموسمية القادمة على الطلب، ووقف نمو أو حتى انخفاض انتاج النفط الخام في آسيا، فمن المتوقع ازدياد الطلب على النفط الخام المستورد في المنطقة. وفي الصين، يزداد إنتاج النفط الخام عادة بمقدار 750 ألف برميل يوميا بين شهري أغسطس وديسمبر. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مخزونات الخام الآسيوية اصبحت الان منخفضة نسبيا. وبالنظر إلى الأسعار الحالية للخامات المماثلة من مختلف البلدان المصدرة، يبدو الخام الأميركي هو الدرجة الأكثر جاذبية مقارنة مع نفط إسبو من روسيا، ونفط (ديتيد برنت) من اوروبا وغربي أفريقيا. وتواجه الولايات المتحدة حاليا معوقات خاصة بها حيث ان محطات التصدير ليست في حالة تشغيلية كاملة في اعقاب اعصار هارفي، ولكن ما ان ينجلي الوضع وتتم اعادة الامور الى نصابها، فاننا نتوقع المزيد من الشحنات النفطية التي ستتدفق نحو الشرق، حيث ان المعركة بين الولايات المتحدة والشرق الاوسط وغربي افريقيا وروسيا للحصول على حصة في الاسواق الاسيوية سوف تبدأ على الارجح في هذا الاوان.
واذا كانت السعودية ستحافظ على استقرار إنتاج النفط الخام حول المستويات التي تم التعهد بها حتى نهاية العام، فان من المتوقع أن ترتفع صادرات النفط الخام بشكل ميكانيكي نظرا لانخفاض الطلب المحلي على النفط الخام بمقدار 470 ألف برميل يوميا في الفترة ما بين يوليو ويناير. وقد فضلت السعودية عملاء النفط الخام الآسيوي من خلال التسعير.
وبالتالي، فقد امكن تعزيز واردات الدول الاسيوية الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية – الاويسد – على نطاق واسع هذا العام، ومع ذلك فقد كانت واردات الصين من الخام السعودي ثابتة تقريبا على أساس سنوي، في حين أن إجمالي واردات الخام الصيني ارتفع هذا العام بنسبة 14% على اساس سنوي، بينما تبذل السعودية جهودا للحفاظ على حصتها من السوق الصيني.