قالت وكالة الطاقة الدولية أمس إنه من المرجح على ما يبدو نمو الطلب العالمي على النفط بوتيرة أكثر تباطؤا خلال الأشهر المقبلة في الوقت الذي يقلص فيه ارتفاع درجات الحرارة استهلاك الخام مما قد يدفع السوق مجددا صوب تسجيل فائض في النصف الأول من العام المقبل.
وخفضت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب على النفط في تقريرها الشهري بمقدار 100 ألف برميل يوميا للعامين الحالي والمقبل إلى 1.5 مليون برميل يوميا خلال العام الحالي و1.3 مليون برميل يوميا في 2018.
ودفعت التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتوقف الإمدادات لفترات متقطعة في مناطق مثل نيجيريا والعراق النفط فوق 60 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ العام 2015، بينما هبطت المخزونات العالمية مما دفع الكثير من مراقبي السوق إلى رفع توقعاتهم للأسعار.
وتساءلت الوكالة «هل يعني هذا أن السوق وجدت وضعا طبيعيا جديدا ربما انتقل فيه الحد الأدنى المقبول من 50 دولارا للبرميل إلى 60 دولارا للبرميل؟ قد تكون هذه وجهة نظر لها جاذبيتها، بافتراض أن تعطلات الإمدادات ستستمر وأن التوترات في الشرق الأوسط لن تنحسر».
لكن، إذا ثبت أن هذه المشكلات مؤقتة، فإن إلقاء نظرة جديدة على العوامل الأساسية سيؤكد وجهة النظر التي عبرنا عنها الشهر الماضي بأن توازن السوق في 2018 لا يبدو قويا كما يرغب البعض، وأن هذا في الحقيقة ليس وضعا طبيعيا جديدا.
وأشارت الوكالة إلى أن إنتاج منظمة أوپيك انخفض 830 ألف برميل يوميا على أساس سنوي في أكتوبر، ومن المتوقع أن يتراجع الطلب على خام المنظمة إلى 32.6 مليون برميل يوميا في الربع الأخير من العام الحالي وإلى 32 مليون برميل يوميا في الربع الأول من 2018.
وبلغ معدل التزام المنظمة بتخفيضات الإنتاج المشتركة التي تنفذها مع 10 شركاء والبالغة 1.8 مليون برميل يوميا 96% في أكتوبر، وهو أعلى مستوى منذ دخول اتفاق خفض المعروض حيز التنفيذ في يناير.
إلى ذلك، تراجعت أسعار النفط خلال تداولات أمس بسبب احتمالات استمرار ارتفاع الإنتاج الأميركي الذي يقوض تخفيضات الإنتاج التي تقودها أوپيك بهدف تقليص المعروض بالسوق.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت 62.85 دولارا للبرميل منخفضة 31 سنتا بما يعادل 0.5% عن الإغلاق السابق، وتراجع الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 21 سنتا أو 0.4% إلى 56.55 دولارا للبرميل.
وكان قد توقع وزير الطاقة الاماراتي سهيل المزروعي في وقت سابق ان تمدد الدول المنتجة للنفط بالاجماع في نهاية الشهر الجاري اتفاق خفض الانتاج لكن فترة تمديده لاتزال قيد البحث.
واعلن الوزير خلال مؤتمر «أديبك» الدولي للنفط في ابوظبي «ان هناك شبه اجماع بين الدول المنتجة الـ 24 الاعضاء في منظمة أوپيك وغير الاعضاء التي وافقت قبل عام على تخفيض الانتاج بـ 1.8 مليون برميل يوميا».
من جهته، أكد الأمين العام لمنظمة أوپيك محمد باركيندو أن اتفاق المنتجين أدى إلى نتائج ملموسة «كاستجابة فعالة لأسوأ تراجع تشهده أسعار النفط في تاريخها».
وأشار إلى أن سوق النفط في طريقه إلى التوازن جراء تقلص مخزونات الخام وزيادة الطلب العالمي. ودعا باركيندو أيضا المنتجين الجدد، بمن فيهم منتجو النفط الصخري في الولايات المتحدة، للانضمام إلى اتفاق أوسع لضمان مستقبل الطاقة.