- التوقعات خلال 2018 استمرار موجة صعود النفط صوب 75 دولاراً
- الفالح: الخروج من تخفيضات الإنتاج سيكون تدريجياً لضمان ردّ فعل سلس للسوق
تباينت أسعار النفط في ختام تعاملات الأسبوع بعد تراجعات في الآونة الأخيرة لكنها بصدد أول انخفاض أسبوعي في 6 أسابيع تحت وطأة ارتفاع الإمدادات الأميركية وشكوك بشأن الدعم الروسي لمواصلة خفض إنتاج الخام.
ووصل سعر العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 61.23 دولارا للبرميل بانخفاض 13 سنتا عن الإغلاق السابق، وسجلت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 55.32 دولارا للبرميل مرتفعة 18 سنتا. وقال التجار إن صادرات الخام الأميركية القوية ترفع غرب تكساس.
لكن الخام مازال بصدد التراجع بين 2 و4% على مدى الأسبوع بفعل المخاوف المتعلقة بنمو الإنتاج والمخزونات بالولايات المتحدة بعد أن لامس كلا الخامين أعلى المستويات منذ 2015 الأسبوع الماضي.
وقال بنك الاستثمار الأميركي جيفريز «الدعم الروسي لتمديد رسمي لتخفيضات الإنتاج خلال اجتماع أوپيك في 30 نوفمبر يبدو موضع شك حتى ولو لمجرد إرجاء القرار إلى الربع الأول من 2018».
وكانت أسواق الخام تلقت دعما عاما في الأشهر الأخيرة من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوپيك) التي تكبح الإنتاج مع بعض المنتجين غير الأعضاء فيها مثل روسيا منذ يناير لتقليص المعروض بالسوق ودعم الأسعار.
وأفضى هذا إلى زيادة أسعار برنت نحو 40% منذ يونيو، وقال بنك ايه.بي.ان أمرو الهولندي إن اتفاق خفض الإنتاج بين بعض منتجي النفط من أوپيك وخارجها أدى إلى انخفاض في المخزونات وتعافي أسعار النفط.
وأضاف ان التوقعات خلال 2018 استمرار موجة صعود سعر النفط صوب 75 دولارا للبرميل.
ويقول المحللون إن المزيد من قيود الإنتاج ضروري للحدّ من تخمة المعروض، وقال وليام أولوخلين محلل الاستثمار لدى ريفكين الأسترالية للأوراق المالية «المشكلة ما زالت أن مخزونات النفط تتجاوز متوسط 5 سنوات».
وعلى صعيد آخر، قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن العالم سيظل لديه فائض من النفط بحلول نهاية مارس القادم، مشيرا إلى استعداد لتمديد التخفيضات الإنتاجية عندما تجتمع أوپيك في نهاية نوفمبر.
وقال الفالح أيضا إنه لا يريد أن ترتفع أسعار النفط بسرعة كبيرة وفي وقت قصير لتحدث صدمة للمستهلكين، مضيفا ان الخروج من تخفيضات الإنتاج سيكون تدريجيا بما يضمن رد فعل سلسا للسوق.
ومضى قائلا: «نحتاج إلى نتأكد من أنه بحلول نهاية مارس لن نكون عند المستوى الذي نريده وهو المتوسط لـ 5 سنوات، ذلك يعني نوعا ما من التمديد»، مشيرا إلى مستويات المخزونات في الدول المتقدمة.
وأبلغ الفالح الصحافيين على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في مدينة بون الألمانية «ذهبنا أكثر من 50% في خفض فائض المخزونات لكن ذلك يعني أننا مازال لدينا بعض المخزونات الفائضة التي نحتاج إلى خفضها».
وأضاف قائلا: «لا نريد أي زيادات حادة في السعر تسبب صدمة في السوق. لا نريد أي تحركات للأسعار تكون ضارة بالطلب. لا نعتقد أننا شهدنا أيا من ذلك حتى الآن لكن ذلك محتملا خصوصا إذا كانت لدينا، لا سمح الله، عرقلات في أي دولة رئيسية. يحدونا الأمل بأنه لن يحدث شيء كهذا».
وقال الفالح إن من المبكر جدا إعطاء تقييم الآن بشأن تمديد محتمل لاتفاق عالمي لتخفيضات إنتاج النفط لكن السعودية تؤيد اتخاذ قرار بالتمديد في اجتماع أوپيك المقبل في نهاية الشهر الجاري.
ومضى قائلا: «اجتماع الـ 30 من نوفمبر سيكون حدثا مهما لإعلان المسار المستقبلي. أنا أفضل إعطاء وضوح للسوق وأن نعلن في 30 نوفمبر ماذا سنفعل».
وقال إن الرياض تجري مشاورات موسعة مع جميع زملائها حول العالم داخل وخارج أوپيك.
وسئل الفالح عما إذا كانت روسيا ملتزمة فقال «أجريت مشاورات مكثفة مع زملائي الروس وسأجري المزيد من المشاورات في الأسبوعين القادمين، لكنني أعرف شيئا واحدا.. أن الروس ملتزمون بالعمل مع السعودية ومع باقي الدول الأربع والعشرين التي تكاتفت العام الماضي».
وأضاف انه مع اقتراب اجتماع أوپيك سيكون لدى المنظمة صورة أفضل بشأن أساسيات السوق التي ستساعد في صنع القرار.
وقال الفالح: «ستكون لدينا بيانات أفضل في غضون أسبوعين، نحن بانتظار الانتهاء بشكل كامل من وضع بيانات أكتوبر وتقاسمها مع الفريق التقني لأوبيك».
«نحن أيضا بانتظار توقعات أفضل للربع الرابع والربع الأول (من 2018) اللذين ينخفض فيهما الطلب في العادة، وستكون لدينا صورة للمعروض من مصادر ليست ضمن الاتفاق».
«ذلك سيعطينا تنبؤات أفضل بشأن متى ستتوازن الأسواق وأيضا لإتمام المشاورات».