- تمسك الملاك بقيمة إيجارية ثابتة لن يدوم طويلاً
- الشقق الحديثة مساحاتها صغيرة وغير ملائمة لسكن العائلات
- العقارات القديمة شهدت شواغر كبيرة وتأثرت بانخفاض الطلب
باهي أحمد
أطلق حراس بعض العمارات «صرختهم» نتيجة وجود شقق فارغة تمتد لاكثر من شهر، وذلك في ظل تمسك ملاك العقارات بالايجارات المرتفعة التي لا تتوازى مع انخفاض الطلب، وفي مقابل ذلك اشتكى العديد من المستأجرين ارتفاع الايجارات مع تحميلهم دفع اسعار الكهرباء التي ارتفعت هي الاخرى قبل فترة.
وقامت «الأنباء» بجولة ميدانية لمعرفة آخر ما وصل إليه القطاع الاستثماري حيث التقت بعدد من المستأجرين وحراس العقارات لمعرفة أسباب تواجد عدد كبير من الشقق الشاغرة التي أصبحت لا يخلو منها شارع في الكويت، وعن أسباب عزوف العديد منهم عن التأجير، فقد أكد المستأجرون وحراس العقار أن هناك العديد من العوامل التي أثرت على القطاع الاستثماري في الفترة الأخيرة أبرزها العمارات الحديثة ذات المساحات الصغيرة والتشطيبات الرديئة والذي أصبح يتبعه معظم الملاك في البناء والتشييد في الفترة الأخيرة.
وقالوا ان الاستغناء عن الوافدين أثر على القطاع الاستثماري بشكل سلبي حيث اتجه العديد منهم للسكن معا وذلك لارتفاع قيمة الإيجار مقارنة بالدخل العائد عليهم وتمسك العديد منهم بالبنايات القديمة.
بداية، أكد مهدي الزين أن الشارع الذي يقطن به في منطقة حولي به العديد من الشقق الشاغرة وأن قيمة الإيجارات انخفضت بنسبة تتراوح بين 15% إلى 20% في البناية التي يسكن بها وذلك خلال العام الحالي، وأرجع تلك الأسباب إلى أن هناك العديد من العائلات التي أصبحت تسكن معا بدلا من السكن بمفردها في مساحات صغيرة وذلك لعدم قدرتهم على تحمل تكلفة الإيجار الشهري والذي يتراوح بين 250 دينارا و 350 دينارا لشقة غرفتين وصالة ولا تزيد مساحتها على 70 متر.
وأضاف أن البنايات الجديدة لا تلاقي إقبالا من المستأجرين نظرا لصغر مساحتها وتشطيباتها الرديئة مقارنة بقيمة الإيجار المرتفعة لها حيث ان هناك العديد منها لا تتجاوز مساحتها 40 إلى 50 مترا وهي مساحة لا تناسب أسرة للعيش بها.
وعلى صعيد آخر، أشار الى أن هناك العديد من الوافدين قاموا بمغادرة البلاد في الاونة الأخيرة ما تسبب في زيادة الشواغر في البنايات، وبالتالي فإن الإيجارات أصبحت ثابتة وبعضها هبط في الاونة الأخيرة، مشيرا إلى أن قيمة الإيجار مرتفعة جدا في الكويت مقارنة بدولة كلبنان حيث ان قيمة الإيجار الحالية لشقة واحدة تساعدك في تملك شقة أكبر مساحة وأفضل مكانا في لبنان.
قيمة إيجارية ثابتة
من جانبه، أكد أحمد عبدالعظيم أن الاستغناء عن الوافدين يعد بالدرجة الأولى أبرز أسباب حدوث شواغر في القطاع الاستثماري وذلك لأن معظم الاتجاه السائد لدى القطاع الخاص هو توفير عمالة بأرخص تكلفة مما جعل العديد من تلك العمالة يتجه إلى البنايات الأقل تكلفة أو السكن معا.
بدوره، أكد همام عبدالرحمن أن الإيجارات انخفضت في المنطقة التي يقطن بها بنسبة 30% بسبب خلو عدد كبير من البنايات وكونها أصبحت شاغرة، اضافة إلى انخفاض عدد المستأجرين، ما اضطر ملاك العقار لخفض الإيجارات بسبب كثرة المعروض وقلة المطلوب من قبل المستأجرين، ما وضع حالة من التنافس بينهم لتحسين الأوضاع في الوقت الحالي.
من جانبها، قالت وفاء بسيسة ان الإيجارات ثابتة في الفترة الحالية ولم تنخفض، حيث ان ملاك العقار متمسكون بالقيمة الإيجارية على الرغم من أن عدد الشقق الشاغرة أصبح كبيرا ولا يخلو منه شارع في الكويت حتى أن العقارات القديمة لم تخل من الشقق الفارغة، متمنية أن تنخفض الإيجارات في الفترة المقبلة تماشيا مع الدخول الثابتة لها.
حراس العقارات
على الجانب الآخر، استطلعت «الأنباء» رأي حراس العقارات للتعرف على وضع العمارات الاستثمارية، حيث قال محمد عبدالله وهو حارس في احدى العقارات بمنطقة حولي إن البنايات الشاغرة أصبحت كثيرة في الفترة الأخيرة وإن عددا كبيرا من العائلات ترك شققهم لعدة أسباب أبرزها عدم القدرة على دفع الإيجارات نظرا لغلاء أسعارها عليهم واتجاه بعض العائلات إلى تقسيم الشقة بينهم، ما يجعلهم يعيشون حياة أصعب. وأضاف أن الإيجارات هبطت في بعض مناطق حولي بنسبة تصل في بعض الأحيان إلى 25%.
بدوره، أعرب حارس احد العقارات في منطقة الفروانية أحمد حسين أن الفروانية في الفترة السابقة شهدت ركودا غير طبيعي في السوق مع انخفاض طفيف في الأسعار؛ نظرا للكثافة السكانية الكبيرة بالمنطقة، الا أن الإيجارات التي هبطت لم تتجاوز نسبة 10%، مشيرا إلى أن أصحاب العقار يقومون بتثبيت الأسعار في الفترة الحالية على أمل أن تتجه الدولة إلى استقطاب وافدين بشكل أكبر في الفترة المقبلة، ما قد يساعد في اعادة انعاش القطاع.