- الشركات العاملة بالطرق التقليدية ستفقد فرصاً كثيرة.. وستخرج من السباق
سان فرانسيسكو ـ أحمد بومرعي
تطور شركات عدة اليوم حلولا مبتكرة مستخدمة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. من الشركات الناشئة في هذا المجال شركة «Quid»، التي تتخذ من مدينة سان فرانسيسكو مقرا لها.
ومع ان الصخب قوي في المدينة التي تظهر يوميا قصة نجاح جديدة، الا ان «كويد» شقت طريقها بشكل مبتكر حيث توفر حلولا للشركات والاعمال عن طريق تحليل بيانات مختلفة نوعا ما عن الارقام والجداول او محتوى السوشيال ميديا، اذ تعمل في مجال جديد في تحليل النصوص الطويلة على الاونلاين.
وفي مقابلة مع «الأنباء» من مقر الشركة، يشرح المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة بوب جودسون نموذج العمل وكيف سيفيد الشركات في تطوير اعمالها، ويقول ان منصة الشركة تستخدم لوغاريتمات تستطيع قراءة نحو 10 آلاف نص على الاونلاين وربط المتشابه منها ثم رسم خارطة مختصرة تكشف للشركة موقع سلعة ما لديها في السوق او موقع الشركة بين المتنافسين، وما يقوله المستهلكون عنها، وعليه يمكن ان تبني استراتيجيتها او تتخذ قراراتها المستقبلية.
ويرى بوب ان هذه الخريطة تختصر الوقت والجهد والتكاليف على الشركات وتمكنها من اتخاذ قرارات اسرع واكثر كفاءة من الطرق البحثية التقليدية التي يقوم بها فريق بحثي داخل الشركة او يتم التعاقد معه خارجيا، معتبرا ان الشركات التي تعمل بشكل تقليدي ستفقد فرصا كثيرة في المستقبل مقابل تلك المستخدمة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وكانت شركة «Quid Inc»، جمعت تمويل جديدا بقيمة 37.5 مليون دولار مؤخرا من مجموعة من المستثمرين بقيادة شركة «REV Ventures»، الذراع الاستثمارية لمجموعة «RELX Group»، المالكة لـ «LexisNexis»، ومن بين المستثمرين الآخرين جوليان روبيرسون، مؤسس شركة «Tiger Management Corp» وهنري كرافيس، المؤسس المشارك لشركة «KKR & Co»، وشركة «Lixil Group Corp»، وشركة «Artis Ventures» وشركة «Salesforce Ventures» وصندوق «Peter Thiel».
ويقول بوب ان الاستثمارات الجديدة ستستخدم في تطوير منصات ولوغاريتمات الشركة التي تعتبر رائدة في مجالها، مؤكدا ان الابواب مفتوحة للمستثمرين من المنطقة وقد حصل فعليا على استثمارات خليجية في الشركة.. وفيما يلي تفاصيل المقابلة:
كيف يعمل نموذج عمل الذكاء الاصطناعي في شركة «كويد»؟
٭ في الواقع نحن نعمل في قطاع جديد في سوق تحليل البيانات الضخمة عن طريق الذكاء الاصطناعي او تعلم الآلة. في هذه السوق تعمل الشركات على قراءة البيانات الرقمية او محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الاخيرة هناك كم هائل من المعلومات لكنه مختصر واغلبه لا يمكن قراءته بشكل منظم، لذا جاء نموذج عملنا بشكل مختلف لتحليل البيانات الضخمة ذات المحتوى الكبير الذي يتجاوز حجمه محتوى ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي مثل المقالات والاخبار على الاونلاين على سبيل المثال. وفي هذا المجال هناك صعوبات في تعلم الآلة، ليس لأن المحتوى صعب ولكن لأنه كبير. لذلك بنينا مجموعة من اللوغاريتمات تعادل 12 لوغاريتم، ما جعلنا نقرأ البيانات الضخمة والتمكن من خلق قيمة مضاعفة للاعمال.
كيف يمكن للاعمال ان تستفيد من قراءة آلاف المقالات او البيانات النصية المطولة؟
٭ كمــا ذكــرت هنــاك لوغاريتمات بنيناها لفهم محتوى المقالات. لنأخذ احد اللوغاريتمات الرئيسية المسماة «Topic Detection»، فهذه الخاصية تمكن من قراءة نحو 10 آلاف نص وفهم الانماط داخل النصوص، ثم ربط النصوص الشبيهة ببعضها، واخراجها على شكل خريطة توضح لك النمط الغالب، المشاعر الغالبة ايجابية او سلبية. فلنفترض ان لديك سلعة ما او عمل ما، وتريد ان تفهم ما يقال عنه في الاونلاين، يمكن لمنصتنا ان تقرأ 10 آلاف نص حول هذه السلعة وربط المتشابه ببعضه ثم رسم خريطة تكشف لك ما يقال عنك، وما يريده المستهلكون منك. هذه تقنيات تمكنك من تطوير اعمالك، فهم جمهورك جيدا، وضع خطط مستقبلية بناء على هذه المعلومات. نحن نعتقد ان الانسان لا يمكنه ان يقوم بهذا العمل بقدراته بينما الآلة تستطيع ان تختصر آلاف العمال والجهد والوقت.
ما القيمة المضافة التي تحصلها الشركات المستخدمة الذكاء الاصطناعي وما هي الفرصة الضائعة بالنسبة للتقليدية؟
٭ اذا اردنا ان نفهم القيمة المضافة للشركات التي تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فهناك امران رئيسيان: الاول اختصار الوقت، حيث يمكنهم ان يحصلوا على خريطة كاملة لمركزهم بالسوق او لسلعة ما ينوون الاستحواذ عليها بشكل سريع. وبهذه الطريقة يمكن ان يتخذ القائمون على الشركات قرارات سريعة، وان لا يفقدوا الفرصة في السوق، فعالم المال سريع وعليهم مجاراة ذلك. فالواقع حاليا ان هناك فرق بحث لدى الشركات تحتاج اشهر للانتهاء من دراسة سوقية بينما في منصتنا يمكن الانتهاء منها خلال ايام. الامر الثاني هو تلقي تقليل التكلفة، فإجراء دراسة يتطلب انفاقا كبيرا بملايين الدولارات، ولأنه جهد بشري فاحتمالات الخطأ كثيرة، ولا يمكن الحصول دائما على كل الاجوبة بينما في الآلة يمكنك ان تقوم بكل ذلك مع تكاليف اقل. وهنا لابد ان نذكر عامل الكفاءة العالية للتقنية في الحصول على الاجوبة.
حصلتم مؤخرا على ثقة من مستثمرين عالميين في شركتكم ضخوا نحو 38 مليون دولار، كيف ستستخدمون هذه الاموال؟
٭ نريد ان نستخدم الاموال لتكملة ما بدأنا به في شركتنا حيث نعتبر اليوم رواد في قطاع تحليل المحتوى النصي الطويل، خصوصا ان اكبر الشركات في العالم تستخدم منصتنا لايجاد حلول لمشاكلهم. لدينا حلول جديدة ولوغاريتمات جديدة في السنة المقبلة، ولا شك نحن تركنا الابواب مفتوحة للمستثمرين.
من «Quid Inc»؟
تعمل شركة «Quid Inc» في سان فرانسيسكو، وتعتبر بين اسرع الشركات التكنولوجية الناشئة في وادي السيليكون، وتملك الشركة منصة مبتكرة تساعد الشركات على تحليل البيانات والنصوص الضخمة في الاونلاين، وتعتبر رائدة في مجالها ويمكنها قراءة 10 آلاف مقال او نص طويل دفعة واحدة، عن طريق لوغاريتمات خاصة، ورسم خريطة شبيهة بخرائط «غوغل» تبين موقع سلعة ما في السوق او موقع الشركة تجاه المنافسين، كما تقرأ مشاعر المستهلكين تجاه العلامة التجارية محل البحث. وعلى ضوء ذلك يمكن للشركات استكشاف الفرص وفهم المنافسة ووضع الاستراتيجيات.