بدأت شركة النفط الوطنية العملاقة «أرامكو» السعودية أمس بيع أسهمها الذي طال انتظاره وسبق أن تأجل مرارا، عارضة على المستثمرين الأفراد السعوديين ومن المؤسسات حصة في الشركة الأعلى ربحية في العالم من خلال إدراج في بورصة الرياض (تداول).
وتحت شعار «لا صوت يعلو فوق صوت اكتتاب أرامكو، أكبر اكتتاب في الكرة الأرضية»، الذي أعلنه مقدم البرامج التلفزيونية السعودي أحمد العرفج، قارعا طبول الحماسة الوطنية لما قد يصبح بالفعل أكبر طرح عام أولي في العالم.
وقد حددت «أرامكو» نطاقا سعريا لإدراجها بما يقدر تقييم شركة النفط العملاقة بين 1.6 و1.7 تريليون دولار، أي أقل من التريليوني دولار التي كان ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يستهدفها سابقا.
وقالت «أرامكو» إنها تخطط لبيع 1.5% من أسهمها أو حوالي 3 مليارات سهم، بسعر استرشادي في نطاق 30 إلى 32 ريالا، مقدرة قيمة الطرح الأولي بما يصل إلى 96 مليار ريال (25.6 مليار دولار) عند سقف النطاق، وقد تتجاوز بذلك الطرح العام الأولي القياسي لشركة «علي بابا» الصينية في 2014 والذي بلغت حصيلته 25 مليار دولار، ويمكن أن يكون حجم الطرح الأولي أكبر إذا استخدمت الشركة خيارا يسمح بتخصيص إضافي بنسبة 15%.
قدرات نفطية هائلة
ووفقا لبيانات رسمية، فإن الشركة تنتج 10.3 ملايين برميل من النفط الخام يوميا، بحسب بيانات العام الماضي، مستفيدة من أرخص تكلفة للإنتاج في العالم، إذ تبلغ تكلفة إنتاج البرميل الواحد 2.8 دولار، حسبما أوضحت وثائق الشركة، وأنتجت أيضا 1.1 مليون برميل من سوائل الغاز الطبيعي، و8.9 مليارات قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي يوميا.
توقعات بتدفق 3.5 مليارات دولار
توقع المؤسس والمدير التنفيذي لصندوق كوانسيا الاستثماري، ماجد كبارة، دخول نحو 3.5 مليارات دولار كتدفقات غير نشطة مع ضم «أرامكو» إلى المؤشرات العالمية للأسواق الناشئة «إس آند بي» «وفوتسي راسل».
واعتبر كبارة أنه سيكون هناك إقبال كبير من قبل المستثمر المؤسساتي سواء المستثمر المؤسساتي المحلي والإقليمي على اكتتاب أرامكو، بنسبة تغطية كبيرة، دون أن ننسى المستثمر الاستراتيجي الأجنبي بعدما أبدت الصين مؤخرا نيتها باستثمار حتى 10 مليارات دولار في طرح «أرامكو».
من جهة أخرى، ستحذو «MSCI»، أكبر شركة لمؤشرات الأسواق في العالم، حذو «ستاندرد آند بورز داو جونز» و«فوتسي راسل» اللتين أبلغتا عملاء هذا الأسبوع أنهما قد تسرعان في ضم أرامكو السعودية إلى مؤشراتهما بنهاية ديسمبر المقبل.
إقبال غير مسبوق
أكدت الرئيسة التنفيذية لمجموعة سامبا المالية، رانيا نشار، في مقابلة مع «العربية»، أن الإقبال غير مسبوق من الإفراد على الاكتتاب في أسهم أرامكو، ان كان من حيث الحجم أو الإقبال. وعلى صعيد «سامبا»، ومنذ ساعات الصباح أمس، أشارت نشار إلى أن عشرات الآلاف من المكتتبين اكتتبوا بمئات الملايين في أسهم «أرامكو».
قروض للمستثمرين للمشاركة في الاكتتاب
بوسع السعوديين التواقين لتملك قطعة من أكبر شركة مصدرة للنفط في العالم، الشراء عبر الإنترنت أو التوجه إلى البنوك المحلية، التي مددت ساعات العمل لتلبية الطلب الكبير المتوقع خلال عملية البيع التي تستمر حتى 28 الجاري.
وسيباع ما يصل إلى 0.5% من أرامكو إلى المستثمرين الأفراد، أي نحو 8.5 مليارات دولار من الأسهم، في الطرح الأولي الذي يقدر قيمة الشركة بين 1.6 و1.7 تريليون دولار.
وسيحق للمستثمرين الأفراد السعوديين الحصول على سهم مجاني واحد عن كل عشرة أسهم يشترونها، إذا احتفظوا بأسهمهم لفترة 180 يوما على الأقل، ومن المتوقع مشاركة ما يصل إلى 5 ملايين شخص، بحسب وسائل إعلام محلية.
وأبلغ مصرفيان «رويترز» أن عشرات الآلاف من السعوديين يسعون للاستثمار نيابة عن جميع من يعولونهم، كطريقة لزيادة عدد الأسهم التي يمكنهم شراؤها، فيما تسوق البنوك السعودية قروضا للعملاء للمساعدة في تمويل استثماراتهم، مع توسع البعض في الإقراض إلى 4 أمثال السقف المعتاد، حسبما قاله مصدران ماليان آخران لـ «رويترز».
وقال المصدران إن البنوك قادرة على زيادة الحد الأقصى لأنها ستحتفظ بالأسهم نيابة عن العملاء كضمان.
تواريخ مهمة لطرح «أرامكو»
٭ 7 يناير 2016.. الإعلان الأول عن إمكانية طرح جزء من «أرامكو» للاكتتاب.
٭ 17 نوفمبر 2019.. الإعلان عن بيع 1.5% بنطاق سعري للسهم الواحد بين 8 و8.5 دولارات.
٭ 28 نوفمبر 2019.. تنتهي فترة اكتتاب الأفراد.
٭ 4 ديسمبر 2019.. تنتهي فترة الاكتتاب للشركات والمؤسسات.
٭ 5 ديسمبر 2019.. تحديد السعر النهائي للسهم الواحد وبدء التداول بعدها بأيام.
لا خطط للتسويق في الخارج
ضمن نشرة الاكتتاب الأصلية التي أصدرتها أرامكو في 9 الجاري، قالت إن الطرح المحلي سيكون متاحا لمؤسسات الاستثمار خارج الولايات المتحدة وداخلها، ولكنها قالت في ملحق إنها ألغت هذه الإشارة، وقالت ثلاثة مصادر مطلعة ان هذا يعني أنه لن تكون هناك أي جولات ترويجية خارجية لتسويق الأسهم.