ذكر تقرير شركة كامكو للاستثمار ان أسعار النفط شهدت مكاسب تدريجية منذ الشهر الماضي بعد الآمال في التوصل إلى اتفاق تجاري جزئي محتمل بين الولايات المتحدة والصين والأنباء عن وصولها الى المراحل النهائية.
هذا، وقد كانت لتلك الأخبار الوقع الإيجابي على أسواق الأسهم الأميركية، حيث لامست مستويات قياسية ودفعت الأسواق الآسيوية إلى أعلى مستوى في 6 أشهر.
من المتوقع أن يوفر الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين دفعة لتباطؤ نمو الطلب على النفط، وذلك بناء على تصريحات الأمين العام لمنظمة أوپيك في الآونة الأخيرة.
أما على جانب العرض، فهناك تقارير تفيد بأن دول أوپيك قد لا تنفذ تخفيضا أعمق في العام المقبل بعد انتهاء الاتفاقية الحالية حيث تتوقع تباطؤا في الإمدادات من المنتجين غير الأعضاء في أوپيك، وخاصة الإنتاج الصخري.
وأشار التقرير ان التعافي التدريجي في أسعار النفط منذ الشهر الماضي كان مدفوعا بالتطورات المحيطة باتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين، حيث أدى ذلك إلى تقلب الأسعار مع مكاسب أقوى تلتها انخفاضات طفيفة مما أدى إلى اتجاه إيجابي عام في الأسعار. هذا، ودفعت المرحلة الأولى من المحادثات الخاصة بالصفقة التجارية إلى ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوى في شهرين خلال الأسبوع الماضي، حيث تم تداول النفط فوق مستوى 60 دولارا للبرميل خلال الجزء الأكبر من الشهر الماضي.
مع ذلك، كبح نبأ وصول انتاج الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي مرتفع هذا الشهر من ارتفاع الأسعار بشكل أكبر.
وتأثر متوسط أسعار النفط في أكتوبر 2019 بالضعف في البداية والانخفاضات الثابتة في نهاية الشهر.
هذا وقد تم تداول خام برنت أقل من مستوى 60 دولارا للبرميل في معظم أيام التداول لشهر أكتوبر حيث بلغ المتوسط 59.7 دولارا للبرميل، مسجلا انخفاضا 4.5% على أساس شهري.
كما شهد متوسط أسعار خام أوپيك انخفاضا أقل بنسبة 3.9% ليصل إلى 59.9 دولارا للبرميل، فيما شهد خام الكويت انخفاضا بنسبة 2.6%، ليصل المتوسط الى 60.5 دولارا للبرميل.
وقال التقرير ان أهمية الطلب على النفط كانت واضحة عندما كانت هناك إشارة طفيفة للعوامل التي تؤثر على الطلب أكثر من تلك الأنباء المتعلقة بزيادة المخزونات إلى جانب الإنتاج القياسي في الولايات المتحدة.
من بين العوامل الأخرى في جانب الطلب، التفاؤل الذي يحيط بقواعد وقود السفن الجديدة القادمة للمنظمة البحرية الدولية في 2020 والتي تجعل استخدام الوقود منخفض الكبريت أولوية بالنسبة لقطاع النقل البحري.
بالإضافة إلى ذلك، تعزز الطلب على النفط من الصين مع افتتاح مصافي جديدة في البلاد، حيث أظهرت البيانات الجمركية زيادة في الواردات بنسبة قاربت 11.5% على أساس سنوي في أكتوبر 2019.
وقد أدى ذلك بشكل خاص إلى ارتفاع الطلب على النفط الخام من الشرق الأوسط.
ووفقا لوكالة الطاقة الدولية، كانت الصين أكبر مساهم في نمو الطلب خلال الربع الثالث من العام الحالي حيث أضافت 0.64 مليون برميل يوميا مقارنة بالعام السابق.
أظهر التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية أن نمو الطلب في الربع الثالث من 2019 قد ارتفع بأكثر من الضعف مقارنة بالربع الذي السابق، حيث نما بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا مقارنة بنمو قدره 0.44 مليون برميل يوميا خلال الربع الثاني من 2019.
هذا وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يكون نمو الطلب في الربع الأخير من العام الحالي أعلى عند 1.9 مليون برميل يوميا على خلفية ارتفاع الطلب من شركات البتروكيماويات الأميركية.
وبقي الطلب على تكرير النفط منخفضا منذ بداية العام لأسباب دورية، ومن المتوقع أن يرتفع في الربع الأخير من العام الحالي وأن يمتد للعام 2020 مما قد يؤدي إلى ارتفاع الطلب على النفط.
و بشكل عام ووفقا لوكالة الطاقة الدولية، فان الطلب للعام الحالي بأكمله يقع عند 1 مليون برميل يوميا و1.2 مليون برميل يوميا للعام 2020.
أما على جانب العرض، فأظهر أحدث تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن انتاج النفط الأميركي قد سجل مستويات قياسية خلال الأسبوع الماضي عند 12.8 مليون برميل يوميا.
كما أظهر التقرير عن مخزونات النفط أيضا نموا أعلى من المتوقع بلغ 2.2 مليون برميل الأسبوع الماضي مما أدى إلى بلوغ مستوى التراكم 15.85 مليون برميل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
هذا وكان الإنتاج في أكتوبر 2019 أعلى بشكل عام في جميع المجالات، حيث أضافت أوپيك أكثر من مليون برميل يوميا، حيث سارعت المملكة العربية السعودية من معدل إنتاجها لتعويض تأثير الهجمات الأخيرة عليها.
وقد تراجعت توقعات نمو العرض للعام المقبل نتيجة الشكوك حول إمكانية النفط الصخري لزيادة إنتاج إضافي وسط تراجع عدد منصات الحفر، لكن وكالة الطاقة الدولية ذكرت أن السوق سيتم تزويده بالنفط بشكل كاف على خلفية ارتفاع المخزونات وارتفاع الإنتاج خارج أوپيك.