محمود عيسى
قالت وكالة «بلومبيرغ» الاخبارية إن الولايات المتحدة عززت وضعها كمنتج للطاقة عن طريق نشر بيانات لأول شهر كامل كمصدر صاف للنفط الخام والمنتجات النفطية المكررة منذ أن بدأت السجلات الحكومية بشأن النفط في عام 1949.
واضافت أن أميركا صدرت في سبتمبر الماضي 89 ألف برميل يوميا زيادة عما كانت تستورده حسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية الصادرة يوم الجمعة الماضي.
وفي حين سبق لأميركا الإعلان من قبل عن صافي صادراتها على أساس أسبوعي، فإن الأرقام الأخيرة تمثل علامة فارقة رئيسية لم يتوقعها إلا القليلون منذ 10 سنوات فقط، قبل بداية طفرة النفط الصخري.
وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاستقلال الذاتي لبلاده في مجال الطاقة قائلا إنها تنأى بنفسها عن الاعتماد على النفط الأجنبي.
ومع أن صافي الصادرات يظهر تراجع الاعتماد على الواردات، الا أن الولايات المتحدة تواصل شراء النفط الخام الثقيل من الدول الأخرى لتلبية احتياجات مصافيها، كما تشتري المشتقات المكررة عندما تكون متاحة بتكلفة أقل من الخارج.
وقال المستشار النفطي للرئيس الأسبق جورج دبليو بوش ورئيس مجموعة رابيدان للطاقة بوب ماكنالي إن استعادة الولايات المتحدة مركزها كمصدر صاف للنفط تسلط الضوء على المفاجآت التي يمكن أن تنطوي عليها الصناعة النفطية.
وفي هذه الحالة، فإن ثورة النفط الصخري هي التي فتحت الآفاق أمام أسعار النفط العالمية وإنتاجه وتداوله.
وقالت بلومبيرغ إن تصاعد إنتاج النفط الصخري وعلى الأخص من حوض بيرميان غربي تكساس ونيو مكسيكو هو المحرك الرئيسي لهذا التحول - لكن وضع أميركا كمصدر صاف قد يكون هشا، حيث يتنبأ العديد من المعنيين في تكساس بانخفاض سريع في نمو الإنتاج في العام المقبل.
وفي تقريرها عن توقعات الطاقة على المدى القصير في وقت سابق من هذا الشهر سجلت إدارة معلومات الطاقة الأميركية هذا التحول وتوقعت ان يصل إجمالي الصادرات الصافية من النفط الخام والمنتجات النفطية 750 ألف برميل يوميا في عام 2020، مقارنة بمتوسط صاف للواردات يبلغ 520 ألف برميل يوميا هذا العام.
وقال المحللون في شركة ريستارد انيرجي لابحاث الطاقة هذا الأسبوع إن الولايات المتحدة لا تبعد سوى بضعة أشهر عن تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة بفضل ارتفاع إنتاج النفط والغاز بالإضافة إلى نمو مصادر الطاقة المتجددة.
وستصبح الولايات المتحدة مستقلة في مجال الطاقة على أساس شهري، وبحلول عام 2030 سيتجاوز إجمالي الإنتاج الأساسي للطاقة الطلب الاولي على الطاقة بحوالي 30%.