باهي أحمد
قال رئيس اتحاد شركات الاستثمار صالح السلمي ان نتيجة زيادة اهتمام المستثمر الأجنبي بالسوق الكويتية، بعد الترقيات التي شهدتها مؤخرا بورصة الكويت، تأتي أهمية تسليط الضوء على الدور الحيوي الذي تقوم به إدارات علاقات المستثمرين في الشركات مع هذه التطورات.
حديث السلمي جاء خلال ورشة عمل أقامها اتحاد شركات الاستثمار سلط فيها الضوء على أهمية وطبيعة دور علاقات المستثمرين للشركات المدرجة، وذلك بالتعاون مع جمعية علاقات المستثمرين الشرق الأوسط وبرعاية شركة «كامكو». وأضاف السلمي ان «إدارة علاقات المستثمرين هي مسؤولية إدارية استراتيجية مهمتها تكمن في جمع وفهم عمليات الدمج والتمويل والاتصالات والتسويق والامتثال لقانون الأسواق المالية، بالإضافة إلى نقل المعلومات بين الشركاء داخل الشركة والمستثمرين المهتمين».
ورأى أن علاقات المستثمرين تلعب دورا رئيسيا وحيويا في نجاح ونمو الشركات، ولذلك فهي مطالبة بالمحافظة على علاقات قوية وشفافة مع المستثمرين والقائمين على أسواق المال، خصوصا أننا أصبحنا نرى أن أغلبية الشركات المدرجة لديها إدارات لعلاقات المستثمرين، أو تخطو نحو تعيين متخصصين في إدارة علاقات المستثمرين، للإشراف على الاجتماعات الخاصة بنشاط الإدارة، والمؤتمرات الصحافية، والاجتماعات الخاصة مع المستثمرين، وممارسة دورهم مع المسؤولين على المواقع الإلكترونية، وإعداد التقارير السنوية للشركة. وتابع: غالبا ما تشمل وظيفة علاقات المستثمرين نقل المعلومات المتعلقة بالقيم غير الملموسة مثل سياسة وثقافة عمل الشركة أو مجالات الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية للشركات. وفي ظل هذا المفهوم، هناك أهداف رئيسية للعاملين في مجال إدارة علاقات المستثمرين لا بد من التأكيد عليها، أهمها تحديد وظائف وكيفية التواصل مع المجتمعات الاستثمارية والاقتصادية.
من ناحيته، بيّن مدير عام جمعية علاقات المستثمرين الشرق الأوسط ميرا جون جوليفر أن جمعية علاقات المستثمرين تسعى عبر شراكاتها مع العديد من الجهات في السوق الكويتية لزيادة نسبة الوعي بأهمية دور إدارات علاقات المستثمرين المسؤولة عن التنسيق والتعاون بين الشركات من جهة، والجهات الرقابية والتنظيمية من جهة أخرى، كما تسعى إلى بناء آليات عمل لتعزيز طرق وقنوات التواصل مع المساهمين والمستثمرين بشكل يسهم في الوصول إلى تكوين صورة حقيقية لقيمة المؤسسة.
وأضاف قائلا: من خلال الدورات التدريبية وورش العمل التي تشارك فيها الجمعية، فإنها تحاول أن تؤسس روابط شراكة قوية بين المتخصصين في مجال علاقات المستثمرين والمسؤولين في الشركات المدرجة، بهدف بناء مجتمع متنوع من خبراء علاقات المستثمرين، الأمر الذي سيرفع من مستوى الشفافية خلال التعاملات مع المستثمرين العالميين.
من جانبها، أبرزت رئيس قطاع الأسواق بالتكليف نورة العبدالكريم الأهمية المتزايدة لاعتماد أفضل الممارسات في مجال علاقات المستثمرين والتي تعود بالنفع على السوق الكويتية، كما بينت بقولها «إن المستثمرين من القطاع الخاص والمؤسسات يمثلون عاملا رئيسيا لتطوير سوق رأس مال مزدهر، حيث بإمكان الشركات أن تقود نمو الأعمال المستدامة من خلال التكامل بين عناصرها الاستراتيجية، المالية، الإدارية، التسويقية، بالإضافة الى الحوكمة والاستدامة».
من ناحيته، اعتبر رئيس إدارة التسويق وعلاقات المستثمرين في شركة كامكو للاستثمار مصطفى زنتوت أن المساهمين شركاء في نجاح ونمو الشركات وعليه فإن توفير المعلومات اللازمة لهم تساهم في تحديد مستوى دعمهم للشركة. وأضاف: من دون بيانات ومعلومات موثوق بها، ومقدمة في الوقت المناسب، فإن وظيفة علاقات المستثمرين تصبح عديمة الفائدة وعليه فإن الشفافية تعتبر العمود الفقري لنظام علاقات المستثمرين. وتابع زنتوت: نلتزم في «كامكو» بتطبيق أعلى معايير الشفافية بما يتماشى مع ثقافة المجموعة، ففي العام 2005، وبهدف تعزيز الشفافية وقبل أن تصبح مطلبا رقابيا، أطلقت «كيبكو» مبادرة الشفافية التي أصبحت منذ ذلك الحين جزءا لا يتجزأ من التقارير المالية والجمعيات العمومية لشركات المجموعة.
وقال: كما نؤمن بأن الشفافية، جنبا إلى جنب مع برامج جيدة لعلاقات المستثمرين، لن يكون لها تأثير إيجابي على الشركة فحسب، بل يمتد تأثيرها إلى سوق رأس المال، ومع ترقية بورصة الكويت إلى سوق ناشئة وإدراجها في العديد من مؤشرات الأسواق الناشئة، أصبحت الشركات الكويتية والسوق تحت مجهر مجتمع المستثمرين الدوليين، وبالتالي لم تعد مهمة علاقات المستثمرين خيارا، بل أصبحت ضرورة ويجب توافرها لدى جميع الشركات لتلعب دورا في تعزيز الشفافية والاحتراف ووضع تلك الشركات بالإضافة إلى سوق رأس المال.
بدورها، قالت مدير الدعم الفني بالاتحاد ومدير مركز دراسات الاستثمار فدوى درويش إن هذا اللقاء سيكون حلقة من سلسلة الحلقات التوعوية التي يحرص عليها اتحاد شركات الاستثمار لنشر الوعي للشركات المدرجة في أسواق المال، وذلك من خلال تقديم دورات وورش عمل متخصصة في المجالات المالية والفنية وتقديم أفضل الممارسات العالمية.