قال تقرير صادر عن شركة «كامكو إنفست» ان أسعار النفط شهدت في 2019 أكبر مكاسب تسجلها منذ 3 أعوام مرتفعة بنسبة 34%، حيث أنهى مزيج خام برنت تداولات العام عند مستوى 67.77 دولارا أميركيا للبرميل على خلفية تحسن آفاق النمو الاقتصادي مع اقتراب الولايات المتحدة والصين من توقيع الاتفاقية التجارية.
وكان النمو واضحا على النطاق الأوسع لسوق السلع، حيث ارتفع المؤشر ذي الصلة بنسبة 6% خلال العام في ظل نمو كل مؤشرات السلع الرئيسية تقريبا خلال العام، باستثناء سعر الغاز الطبيعي الذي شهد تراجعا حادا بأكثر من ربع قيمته.
كما ساهم ايضا في تعزيز أسعار النفط العديد من العوامل من ضمنها استمرار القيود التي فرضتها منظمة الأوپيك على حصص الإنتاج طوال العام إلى جانب تراجع إنتاج إيران نظرا للعقوبات التي فرضت عليها من قبل الولايات المتحدة.
ومن جهة أخرى، ساهمت القضايا الجيوسياسية في المنطقة والهجمات التي تعرضت لها منشآت النفط السعودية في إضافة المزيد من الضغوط بما ساهم في زيادة تقلبات الأسعار على مدار العام 2019.
اتجاه أسعار النفط
وبدأ العام 2020 بارتفاع أسعار النفط بنسبة 4% تقريبا على مدار جلسات التداول الثلاث الأولى وكسره لحاجز 70 دولارا أميركيا للبرميل للمرة الأولى منذ 8 أشهر تقريبا بعد الهجمات التي تعرضت لها إيران.
إلا ان الأسعار فقدت من زخمها في ظل تراجع حدة التوترات لتنخفض الأسعار إثر ذلك بنسبة 9% تقريبا مقارنة بأعلى المستويات المسجلة خلال العام.
وجاء هذا التراجع أيضا على خلفية الارتفاع غير المتوقع في مخزونات النفط الأميركي في الأسبوع المنتهي في 3 يناير 2020 في ظل بلوغ زيادة مخزونات البنزين اعلى مستوياتها المسجلة في أربعة أعوام وفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وظل الطلب على البنزين في الولايات المتحدة ضعيفا في الآونة الأخيرة بما أدى إلى ارتفاع المخزونات في بداية العام.
إلا ان بيانات المخزون للأسبوع المنتهي في 10 يناير 2020 أظهرت انخفاضا قدره 2.5 مليون برميل على الرغم من استمرار ارتفاع مخزونات البنزين التي ارتفعت بواقع 6.7 ملايين برميل خلال الأسبوع.
المعروض النفطي
أما على جانب العرض، فقد بدأ العام بارتفاع إنتاج الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي جديد بلغ 13 مليون برميل يوميا وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.
كما ذكر التقرير أن مخزونات الدول التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تجاوزت 9 ملايين برميل متخطية متوسط الخمس سنوات، فيما يعد مؤشرا حيويا لمستوى المخزون المتوافر لدى قطاع النفط.
100.9 مليون برميل يومياً الطلب على النفط في 2020
قال تقرير كامكو إنفست انه تم تعديل تقديرات نمو الطلب العالمي على النفط للعام 2019 وخفضها بواقع 0.05 مليون برميل يوميا مع توقع بلوغ متوسط الطلب العالمي إلى 0.93 مليون برميل يوميا. ومن المتوقع الآن أن يصل إجمالي الطلب إلى 99.77 برميل يوميا في العام 2019.
وتعكس تلك المراجعة انخفاض الطلب من قبل الدول الأميركية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ونظيرتها من منطقة آسيا والمحيط الهادئ والذي قابله جزئيا ارتفاع الطلب في الربع الرابع من العام 2019 من منطقة الشرق الأوسط.
وشهدت الدول الأميركية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انخفاض الطلب على نواتج التقطير المتوسطة خلال النصف الأول من العام 2019 نظرا لتراجع أنشطة قطاعي الصناعات التحويلية والنقل بواسطة الشاحنات.
من جهة أخرى، تم تعديل توقعات نمو الطلب للعام 2020 ورفعها بواقع 0.14 مليون برميل يوميا لتصل إلى 1.22 مليون برميل يوميا ومن المتوقع الآن أن يصل إجمالي الطلب إلى 100.98 مليون برميل يوميا خلال العام.
وتعكس تلك المراجعة تأثيرات الصفقة التجارية الجديدة المبرمة ما بين الولايات المتحدة والصين بالإضافة إلى تراجع معدلات سنة الأساس نظرا لضعف المستويات المسجلة في العام 2019.
وقد تركزت مراجعة التوقعات بصفة رئيسية على معدلات الطلب لمنطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والتي تم رفعها بواقع 0.09 مليون برميل يوميا.
إنتاج «أوپيك» لأدنى مستوى في 3 أشهر
ذكر التقرير أن إنتاج دول الأوبك واصل تراجعه خلال ديسمبر 2019، حيث بلغ أدنى مستوياته المسجلة خلال 3 أشهر وصولا إلى 29.6 مليون برميل يوميا بانخفاض قدره 90 ألف برميل يوميا مقارنة بمستويات الشهر السابق، وذلك وفقا للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبرج.
ويعزى التراجع في المقام الأول لقيام أكبر ثلاث دول من أعضاء منظمة الأوپيك وهي السعودية والعراق والإمارات بخفض إنتاجها بواقع 160 ألف برميل يوميا.
كما انخفض انتاج ليبيا بواقع 60 ألف برميل يوميا وقابله جزئيا ارتفاع الإنتاج من قبل أنغولا بمقدار 110 آلاف برميل يوميا خلال الشهر.
كما قام منتجو الأوپيك الأصغر حجما مثل الغابون والإكوادور بزيادة الإنتاج خلال الشهر بواقع 30 ألف برميل يوميا.
من جهة أخرى، أظهرت مصادر الأوبك الثانوية تراجعا بمستويات أعلى لإنتاج الأوپيك خلال الشهر، حيث وصل إلى 29.44 مليون برميل يوميا.
وجاءت الزيادة الحادة في الإنتاج من قبل أنغولا بعد أن بدأت شركة إيني أعمال التنقيب في حقل اجوجو داخل المياه العميقة مقابل سواحل البلاد. كما منحت البلاد عددا من التراخيص النفطية خلال الشهر بما زاد من امكانية زيادة الإنتاج في السنوات القادمة.
ووفقا للتقرير، انخفض الإنتاج النفطي للبلاد إلى الثلث خلال العقد الماضي وجاء إسناد مشاريع التنقيب الجديدة بمنزلة خطة إنقاذ من قبل الحكومة لاحتواء تراجع إنتاج النفط.