تراجعت أسعار النفط بشدة خلال تداولات أمس، إذ هبط الخام الأميركي لفترة وجيزة لما دون الـ 20 دولارا للبرميل، في حين بلغ خام برنت أدنى مستوى في 18 عاما بفعل مخاوف متنامية من استمرار الإغلاق العالمي بسبب فيروس كورونا لشهور ومزيد من الانخفاض في الطلب على الوقود.
وهبط خام القياس العالمي برنت 2.08 دولار، بما يوازي 8.3%، إلى 22.85 دولارا للبرميل بعدما تراجعت في وقت سابق إلى 22.58 دولارا، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر 2002.
وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.11 دولار، أو 5.2%، إلى 20.40 دولارا للبرميل. وفي وقت سابق من الجلسة، نزل الخام إلى 19.92 دولارا للبرميل.
وقال محللون إن سعر النفط منخفض حاليا بشدة، مما يجعل استمرار عمل الكثير من الشركات غير مربح، ولن يكون أمام المنتجين الذين ترتفع تكاليف إنتاجهم سوى وقف الإنتاج، لاسيما في ظل امتلاء المخزونات بكامل طاقتها تقريبا.
وقال محللو غولدمان ساكس إن وباء كورونا وما ترتب عليه من انخفاض لأسعار النفط سيقود لقطاع نفط أقوى وأصغر حجما.
وأضاف غولدمان في مذكرة «إذا حدث انسداد في خطوط الأنابيب بسبب إغلاق المصافي ولم يجر تكوين مخزونات وتقلص الاحتياطي، سيقود ذلك لتحول سريع جدا للخطر صوب حدوث نقص في النفط»، موضحا أن ذلك قد يؤدي بدوره لعجز نفطي لترتفع الأسعار فوق السعر المستهدف في توقعات البنك البالغ 55 دولارا للبرميل لعام 2021.
وقال البنك انه «من المرجح أن يغير ذلك قواعد اللعبة في الصناعة».
وتابع «ستجمع شركات النفط الكبرى أفضل الأصول في الصناعة وتتخلى عن أسوأها.. حين تنتهي فترة التراجع، سيكون هناك عدد أقل من الشركات ولكن القيود الرأسمالية ستظل قائمة».
السعودية ترفع صادراتها لـ 10.6 ملايين برميل يوميا بدءاً من مايو المقبل
قال مسؤول بوزارة الطاقة السعودية أمس إن المملكة تعتزم زيادة صادرات النفط بدءا من مايو إلى 10.6 ملايين برميل يوميا بفضل تقليص النفط المستخدم لتوليد الكهرباء للمنازل بالإضافة إلى انخفاض الاستهلاك المحلي.
وأضاف المسؤول إن الزيادة في النفط الخام ستكون «بدءا من شهر مايو المقبل، بنحو 600 ألف برميل يوميا».
وأوضح أن تلك الزيادة تأتي هذه الزيادة نتيجة إحلال الغاز الطبيعي المنتج من حقل الفاضلي، محل البترول، الذي كان يستهلك لغرض إنتاج الكهرباء».
وقال إنها تأتي أيضا بعد «انخفاض الطلب المحلي على مشتقات البترول جراء انخفاض حركة النقل بسبب الإجراءات الاحترازية المتخذة لمواجهة انتشار فيروس كورونا».
وأبلغت مصادر «رويترز» ان المملكة تعتزم الإبقاء على إستراتيجيتها النفطية، البقاء للأقوى، من خلال استخدام قدراتها الهائلة على صعيد الإمدادات والصعيد المالي لإقصاء المنافسين الذين تزيد تكلفة إنتاج النفط لديهم على المدى الطويل. وتنتج السعودية أكثر من 10% من الخام العالمي.
ومن المتوقع أن تزيد صادرات النفط السعودية في أبريل بعد أن خفضت أرامكو أسعارها الرسمية لبيع الخام لتحفيز الطلب، لكن يبدو الآن من المستبعد أن تكون الزيادة كبيرة في ظل هبوط الطلب بسبب فيروس كورونا وقفزة في أسعار الشحن.