محمود عيسى
أظهر استطلاع أجرته مـجـمـوعـة اوكـسـفورد بيزنس غروب على المديرين التنفيذيين في دول مجلس التعاون الخليجي ان آثار فيروس كورونا الذي انتشر بسرعة في جميع أنحاء العالم بعد ظهوره في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر 2019 كانت صعبة بالنسبة للكثير من الدول، ومأساوية للغاية بالنسبة للبعض الآخر، حيث خلق الوباء العديد من التحديات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة التي كانت لها آثار عميقة على أنماط المعيشة وإدارة الأعمال في جميع أنحاء العالم.
وقـالـت الـمـجـموعة البريطانية للإعلام والنشر انه كان على الشركات المحلية في كل دول مجلس التعاون الخليجي، ونظيراتها في جميع أنحاء العالم، الاستجابة بسرعة من أجل الصمود، وقد ساعدت استجابة الحكومات الخليجية السريعة والتي تم تفعيلها وتمكينها من خلال التنسيق الفعال بين مختلف السلطات وبدعم من حزم التحفيز، في تعزيز الاقتصادات المحلية.
وأظهرت نتائج استطلاع الرؤساء التنفيذيين الذي اجرته المجموعة في دول مجلس التعاون الخليجي والمتعلق بالفيروس أن 61% من المشاركين قالوا إنهم راضون أو راضون جدا عن استجابة حكومتهم الاقتصادية للوباء.
وقال المدير الاقليمي للمجموعة في الشرق الاوسط بيلي فيتزهيربرت في تحليله لنتائج الاستطلاع «ان إحدى الإحصائيات غير العادية التي أدهشتني ان أكثر من نصف سكان العالم - حوالي 3.9 مليارات شخص - كانوا اعتبارا من مطلع أبريل الماضي تحت الإغلاق الجزئي أو الكلي، وهذا يوضح الطبيعة العالمية للتحدي الذي واجهته جميع الحكومات في تلك الأشهر الأولى.
ومع ذلك، ففي مواجهة الوباء، كان من الواضح أن بعض الحكومات كانت أكثر نجاحا من غيرها، وصدرت في كثير من الأحيان رسائل من عواصم الدول الغربية تسلط الضوء على الكفاءة التي تمكنت بها البلدان الأخرى، ولاسيما دول الخليج، من إدارة أزمة كورونا.
وأضاف الكاتب ان المفاهيم تختلف عن الواقع عندما يتعلق الأمر بالعديد من أسواق «الشريحة الصفراء» التي تغطيها المجموعة، في حين أن الواقع غالبا ما يكون أقل بكثير من تصور بعض الأسواق المتقدمة خلال الأزمة.
ففي المملكة المتحدة على سبيل المثال كانت الرسالة الحكومية فاشلة وردود الافعال بطيئة ما يظهر تدنيها كثيرا عند المقارنة مع دول الخليج التي أدت تدابيرها السريعة والحاسمة إلى خفض معدلات الوفيات الى أدناها في العالم معدلات الوفيات.
وقال 90% من المشاركين إنهم قاموا بتنفيذ اجتماعات أعمال عن بعد نتيجة الفيروس، مقابل 42% قالوا إنهم يخططون للاحتفاظ بالعمل عن بعد كجزء من سياسة شركاتهم، فيما توقع 50% أن الوباء سيغير بشكل كبير أو كبير للغاية من طرق التواصل والتفاعل مع العملاء وشركاء العمل.
ورأى 31% من ممثلي سلاسل التوريد والتوطين انه من المحتمل أو المحتمل جدا أن يعيدوا توطين سلاسل التوريد الخاصة بهم استجابة للاضطرابات في سلاسل التوريد العالمية أثناء الجائحة.
وذكر 83% من المشاركين ان الجائحة أعاقت نشاطات سلاسل التوريد والتوطين في القطاعات التي يعملون فيها، فيما قال 33% ان الازمة الحالية من المحتمل او المحتمل جدا ان تؤدي الى تعزيز صناعاتهم المحلية وقطاعات التصنيع في الدول التي يعملون فيها فضلا عن أسواقهم المحلية، في حين توقع 73% من المشاركين ان تتمكن شركاتهم من العمل بأكثر من 60% من طاقتها، فيما ذكر 67% منهم ان يتوقعون ان تؤثر اسعار النفط بشدة على الانتعاش الاقليمي.