- الإحلال الرقمي قد يكون حدثاً ساراً للشركات الكبيرة لكنه قد يكون أيضاً مدعاة حقيقية للقلق
- توجهنا للتحول الرقمي ينحصر في شقين: تطوير شركتنا من الداخل والاستثمار في الشركات الرقمية الناشئة
- أطلقنا أول منصة شحن رقمية في العالم تعمل في 100 دولة لخدمة الشركات الصغيرة والمتوسطة ومساعدتها على زيادة حصتها من التجارة العالمية
- انضممنا إلى عضوية معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لاستكشاف الأفكار والتقنيات التي ستشكل المستقبل
- وضع الإستراتيجيات لتقليل الأثر البيئي للعمليات اللوجيستية مهم للغاية لذا نستثمر في التقنيات اللوجيستية الخضراء
- أصبحت التكنولوجيات الحديثة متوافرة فعلياً ويجب الاستثمار في الكفاءات البشرية لمضاهاة هذا التطور
- قمنا بالاستثمار في منصة حمولة لتنسيق الشحنات والتعامل مع التحديات التي تواجهها شركات الشحن والنقل
تواجه الصناعات المختلفة ظاهرة الإحلال الرقمي التي تحدث حاليا بصور متعددة وعلى مختلف الأصعدة في كل مكان حول العالم، وقد يعني ذلك للشركات الكبيرة التي تعمل في صناعات متطورة حدثا سارا أو مدعاة حقيقية للقلق.
في «أجيليتي» نحن نرى أن الإحلال الرقمي للصناعة اللوجيستية فرصة حقيقية لسد العديد من الثغرات وتعزيز الكفاءة وتعميق الوصول إلى الخدمات وتسهيل التجارة العالمية وفتح أسواق جديدة بطرق مبتكرة لأداء الأعمال.
ولا يقتصر التحول الرقمي بالنسبة لنا في «أجيليتي» على تطوير المشروعات التي نديرها في الوقت الحالي فقط، بل يشمل أيضا استباق طرق جديدة لتنفيذ الأعمال، ولهذا السبب قمنا بتكوين فريق متخصص للاستثمار في التقنيات الحديثة التي من شأنها إحلال الطرق التقليدية لأداء الأعمال في الصناعة اللوجيستية حيث نبحث خارج شركتنا عن نماذج الأعمال التي نرى فيها إمكانية لتغيير الصناعة وتبسيط الأداء بالنسبة لعملائنا في جميع مراحل سلسلة الإمدادات، حيث ينحصر توجهنا للتحول الرقمي في شقين، الأول: تطوير شركتنا من الداخل وتأصيل التكنولوجيا في جوهر أعمالنا، والثاني: الاستثمار في الشركات الرقمية الناشئة.
نحن نؤمن في أجيليتي بأن الشركات الكبرى مثلنا لها دور رئيسي في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وخاصة تلك الموجودة في الشرق الأوسط، ونحن نقوم بذلك من خلال بناء المنتجات والخدمات التي تسهل أعمال هذه الشركات، إضافة إلى توفير التمويل والتوجيه والخبرات وغيرها من الموارد الهامة للشركات الناشئة في الكويت والمنطقة ككل.
ومن المتعارف عليه أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تمثل ما يقدر بنحو 95% من جميع الشركات وتوظف ثلثي العاملين في العالم وتعتبر من الروافد الهامة لنمو وتنوع الاقتصاد في كثير من البلدان. إلا أن هذه الشركات لم تأخذ نصيبها الحقيقي من المشاركة في التجارة العالمية وقد ناضلت كثيرا من أجل تحقيق المساواة في الاقتصاد العالمي مع الشركات الكبيرة والمتطورة. ويقول الكثيرون من منتقدي العولمة إنه قد مرت عقودا من الجهود الرامية إلى تسهيل تدفق السلع ورأس المال وتعزيز فرص العمل عبر الحدود إلا أن هذه جميعها قد جاءت على حساب الشركات الصغيرة والمتوسطة وقد أفادت بشكل غير متكافئ الشركات الكبيرة.
ولأن الخدمات اللوجيستية هي العمود الفقري للتجارة، فقد أطلقت أجيليتي منصة Shipa والتي تضم Shipa للشحن وهي أول منصة شحن رقمية في العالم تعمل في 100 دولة لخدمة الشركات الصغيرة والمتوسطة ومساعدتها على زيادة حصتها من التجارة العالمية. وتتيح هذه الخدمة للشركات الصغيرة الحصول على عروض أسعار مفصلة وحجز ودفع وتتبع شحناتهم الجوية والبحرية في جميع أنحاء العالم من خلال أي جهاز رقمي أو محمول.
وقد أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته أجيليتي مؤخرا مع 800 شركة صغيرة ومتوسطة، أن هذه الشركات بحاجة ماسة للتخلص من التعقيدات المرتبطة بالمتطلبات الجمركية والامتثال والبيروقراطية عند الشحن عبر الحدود، ذلك إذا كانت عليها زيادة المشاركة في التجارة الدولية.
وقد ظهر جليا أن الشركات الصغيرة ترى في التقنيات وسيلة لسد الفجوة مع المنافسين الأكبر حجما، والتعامل مع متطلبات التوثيق والوصول السريع إلى خيارات الشحن التنافسية حيث يقول 86% من المشاركين في استطلاع الرأي إن التكنولوجيا «تجعل مستوى الفرص متكافئا» للشركات الصغيرة والمتوسطة للعمل على مستوى العالم، فيما يعتقد 89% أن التكنولوجيا تقوم بتحويل الصناعة اللوجيستية. وتساعد Shipa للشحن العملاء على التغلب على هذه التعقيدات من خلال توفير قاعدة بيانات للامتثال توفر معلومات حول المستندات المطلوبة في جميع المسارات التجارية، وتتيح لهم فرصة الاطلاع على المتطلبات القانونية والتنظيمية التي تشكل عقبات أمام العديد من الشركات الصغيرة.
كما تضم منصة Shipa أيضا Shipa للتوصيل التي توفر خدمة التوصيل للشركات والمستهلكين بحسب الطلب في اليوم نفسه أو في اليوم التالي، أو التوصيل العابر للحدود في منطقة الخليج العربي. والمنصة سهلة الاستخدام بصورة بديهية ويمكن الوصول إليها عن طريق الهاتف المحمول أو من خلال الدمج المباشر مع أنظمة العملاء من الشركات.
وتوفر الخدمة حلولا لتحسين سرعة الأداء وتحقيق الراحة والملاءمة لتصبح خدمات التوصيل الخالية من المتاعب حقيقة واقعة. إضافة إلى Shipa للتجارة الإلكترونية التي توفر لشركات التجارة الإلكترونية إمكانية الوصول إلى بعض أسواق التجارة الإلكترونية الأسرع نموا وتعقيدا في العالم. وتقدم هذه الخدمة حلولا متكاملة للشحن والتوصيل والمرتجعات في دول الخليج العربي، مع إمكانية الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي وأفريقيا في المستقبل القريب.
فضلا عن ذلك، قامت أجيليتي أيضا بالاستثمار في منصة «حمولة» التي تم إطلاقها رسميا في المملكة العربية السعودية في العام الماضي وقريبا في دول مجلس التعاون حيث من شأنها تحقيق الكفاءة في قطاع الشحن البري من خلال دمج جهات الشحن وشركات النقل.
وتقدم تقنية «حمولة» خدمات تنسيق الشحنات وتتعامل مع التحديات التي تواجهها شركات الشحن والنقل حيث تمنح الشاحنين إمكانية الاستفادة من السعات المتاحة في الشاحنات متى احتاجوا إليها وتجنب شركات النقل قطع أميال طويلة بحاويات فارغة أو الانتظار للحصول على شحنات.
التقنيات الخضراء لسلاسل إمداد مستدامة
كما أننا في أجيليتي نهتم بتقليل الأثر البيئي للعمليات اللوجيستية، ونؤمن بأن وضع الاستراتيجيات المستدامة للعمليات هام للغاية ونعمل على الاستفادة من التكنولوجيا لتخضير سلاسل الإمداد. لذا نقوم بالاستثمار في التقنيات الخضراء التي تؤثر إيجابا على كفاءة العمليات وحلول سلاسل الإمداد. وفي هذا الصدد، أعلنت أجيليتي مؤخرا عن استثمار 18 مليون دولار أميركي حتى الآن في تقنيات سلاسل الإمداد الخضراء حيث تنتهج أجيليتي استراتيجية بيئية طموحة تهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 25% في عملياتها بحلول عام 2025 مقارنة بالمستويات المسجلة لعام 2016. وتقوم الشركة في سبيل تحقيق ذلك، بتنفيذ مشاريع تجريبية للطاقة المتجددة في منشآتها ومرافقها الكبيرة في شتى أنحاء العالم، فضلا عن اتباع معايير البناء الخضراء خلال تشييدها للمرافق الجديدة التي تتضمن إضافة ما يزيد على 300 ألف متر مربع من المرافق التخزينية ومنشآت الصناعات الخفيفة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
كما تقوم أجيليتي بتضمين الحوار حول الاستدامة في مختلف مناقشات الأعمال مع العملاء، وتوفر تقارير حول الانبعاثات الكربونية باتباع معايير نظام إدارة وتسجيل الغازات الدفيئة ISO 14064.
ومن ضمن الشركات التي تستفيد من برنامجنا الموجه لاستثمار 18 مليون دولار أميركي في دعم تطوير التكنولوجيا الخضراء شركتا «Hyliion» و«TVP Solar». وتعتبر «Hyliion»شركة رائدة في قطاع تصنيع الشاحنات المعتمدة على التقنيات الهجينة، والتي تسهم في الحد من استهلاك الوقود والانبعاثات الضارة بنسبة 30% عبر إعادة تدوير الطاقة الحركية لنظام المكابح وتسخيرها لتوليد طاقة كهربائية. أما «TVP Solar» فهو نظام مبتكر عالي التفريغ لإنتاج الطاقة الشمسية الحرارية يصلح لخدمة معظم التطبيقات الأكثر استهلاكا للطاقة مثل مكيفات الهواء وتحلية المياه والمعالجة الحرارية، ويتم استخدام هذا النظام فعليا في الشرق الأوسط بما في ذلك المقر الرئيسي لشركة أجيليتي ويعمل بشكل مستقل دون الحاجة إلى التنظيف، حيث يستبدل فيه الوقود الأحفوري بالتدفئة الشمسية الأرخص والأكثر نظافة.
التدريب وتطوير الكفاءات
التحول الرقمي لا يعني فقط تطبيق التكنولوجيات داخل الشركات بل هو برنامج متكامل ينعكس على طريقة أ داء الأعمال وقد أصبحت التكنولوجيات متوافرة فعليا في شتى المجالات خلال الأعوام القليلة الماضية ومع هذا التطور الرقمي الهائل في الصناعة اللوجيستية وغيرها من الصناعات الأخرى، أصبح من الضروري تطوير الكفاءات البشرية تزامنا مع التطور التكنولوجي وبصورة مستمرة لمضاهاة التغير الدائم فيها وكي لا تفشل المؤسسات – حكومية كانت أو خاصة - في تطوير برامجها للتحول التكنولوجي.
وقد قمنا منذ عامين وضمن جهودنا لفتح آفاق التفكير المبدع في شتى المجالات بالانضمام إلى عضوية اتحاد معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT Media Lab لاستكشاف الأفكار والتقنيات التي ستشكل المستقبل.
ويجمع MIT Media Lab بين الإبداع ومهمة البحث في العديد من التخصصات مع التركيز على تصميم التقنيات ووضع الحلول لحل إبداعي للمشكلات من أجل مستقبل أفضل. وتتعاون أجيليتي مع مجموعات البحث في MIT Media Lab لتفعيل الكفاءة ونقل الخبرات في مجالات متعددة منها تصور البيانات وتقنيات الخرائط والاتصالات، وصولا إلى العلوم الحديثة.
ومن هذا المنطلق تعمل أجيليتي على تقديم أفكار وتكنولوجيات جديدة لمشاريعها والاستفادة من هذه الابتكارات بعيدة المدى. كما نعقد أيضا سلسلة من ورش العصف الذهني من خلال تعاوننا مع MIT Media Lab، حيث تعد تلك التجارب بمنزلة فرصة فريدة للاستفادة مــن ثروة وموارد المعرفة والتكنولوجيا الجديدة المتاحة. وقد قمنا أيضا، بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بإطلاق هاكاثون Data Agility وهو فعالية سنوية للمبرمجين تقام بمشاركة طلاب من الجامعات التكنولوجية والمبرمجين ورواد الأعمال في الكويت، بهدف حل إشكالات حياتية واقعية خاصة بالأعمال.