- إغلاق مناقصة الوقود البيئي نوفمبر المقبل.. وانسحاب تحالف «كي بي آر» للتنافسية بين المقاولين
- أرض المصفاة تعتبر من التربة الخفيفة «السبخة» وتحتاج معالجة ستمتد إلى سنة ونصف السنة
- الشركة تعمل حالياً على بناء 4 محطات وقود جديدة وأخذنا موافقات لبناء 3 محطات
من رحم الشدائد ولد، ومن تربة الإرادة الخصبة بنى المستحيل، ومن قلب صحراء الصبر القاحلة فجر ينابيع الفرج والخير ليؤهل لقيادة واحدة من أهم شركات القطاع النفطي، انه محمد المطيري الذي تدرج في العمل بمصافي الكويت لينهل من بحور معرفة تكرير وصناعة النفط في الكويت الكثير يأتي اليوم على قمة الهرم في شركة البترول الوطنية رئيسا تنفيذيا.
«الأنباء» أجرت لقاء صحافيا مطولا مع الرئيس التنفيذي الجديد لشركة البترول الوطنية محمد المطيري، الذي أكد فيه على أن مشروع الوقود البيئي سيحدث طفرة كبيرة لمصافي الشركة الثلاث التي لم يجر تحديث لها منذ أكثر من 25 عاما.
وأوضح المطيري أن الشركة تقوم حاليا بالتحضير لأرض المصفاة التي تعتبر من التربة الخفيفة (السبخة) التي تحتاج معالجة والتي ستأخذ من سنة إلى سنة ونصف السنة، فتحضيرات الأرض ستستغرق وقتا، على أن يكون الطرح بعد سنة من الآن، وأوضح انه لا يوجد تأخير في طرح المشروع بناء على المستجدات الجديدة لعملية إصلاح التربة في موقع المصفاة.
وذكر أن الشركة تنوي بناء منشأة دائمة لاستيراد الغاز المسال ستكون بجانب مشروع المصفاة الجديدة سيمكنها من استيراد 1500 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز المسال، وهذا سيواكب الطلب المتزايد على الغاز من الكويت، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية نود التعرف على الهيكل الجديد للشركات النفطية؟
٭ هذه التنظيمات التي صدرت من قبل مؤسسة البترول الكويتية والمتمثلة في مجلس إدارة المؤسسة الهدف منها حوكمة القطاع النفطي والشركات النفطية وذلك تنفيذا لمرسوم بقانون رقم 25 لسنة 2012 للشركات التجارية، فقد تم فصل رؤساء مجالس إدارات الشركات النفطية عن منصب العضو المنتدب أو الرئيس التنفيذي حسب المسمى الجديد، فمنصب الرئيس لمجلس الإدارة حسب الهيكل الجديد للشركات النفطية يعتبر إشرافيا وأصبح منصب الرئيس التنفيذي هو الأهم في التنفيذ والإشراف اليومي للعمل. وصدر قرار تغيير المسميات من العضو المنتدب إلى الرئيس التنفيذي في 27 مايو الماضي، ونأمل أن تكون هذه الخطوة دفعة نحو الطريق الصحيح وان تنقل القطاع النفطي نحو العمل بشكل أفضل وان يكون التغيير للصالح العام وللاقتصاد الكويتي.
ما الدور الذي يقوم به رئيس مجلس الإدارة وفقا للهيكلة الجديدة؟
٭ مؤسسة البترول تعمل حاليا على فصل الصلاحيات المالية والإدارية بين منصبي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي، وهذا سيصدر قريبا، وسيكون صفة رئيس مجلس الإدارة إشرافية وسيقوم بالإشراف على السياسات العامة واعتماد المشاريع الكبرى، وسيتم ترك الإشراف اليومي للشركة للرئيس التنفيذي.
ما المزايا الفنية لمشروع الوقود البيئي؟
٭ شركة البترول الوطنية تنظر دائما إلى المشروعين الكبيرين وهما مشروعي الوقود البيئي والمصفاة الجديدة، ويعتبر مشروع الوقود البيئي من المشاريع المهمة لنقل الشركة نقلة نوعية في تكرير المنتجات البترولية المطابقة للمواصفات العالمية. وللتوضيح، فإن الشركة تمتلك 3 مصاف هي مصفاة ميناء الأحمدي الكبرى بطاقة تكريرية تبلغ 466 ألف برميل يوميا، ومصفاة ميناء عبدالله بطاقة 270 ألف برميل يوميا ومصفاة الشعيبة بطاقة 200 ألف برميل.
وعندما نلاحظ المشاريع التطويرية الكبرى التي حدثت في مصفاة الأحمدي فأنها تمت في عام 1984 وجاء بعدها تحديث كبير وهذا ما يسمى rmp وقد اكتمل في عام 1986 مشروع الإضافات الجديدة في المصفاة وهو ما يعرف باسم fup، وجاء التحديث الأخير لتحسين منتجات البنزين الخالي من الرصاص في عام 1988، وفي مصفاة ميناء عبدالله تم إجراء تحديث شامل للمصفاة وبناء الوحدات الحديثة في عام 1988.
وفي المجمل، فإن آخر تحديث لمصافي الكويت كان منذ أكثر من 25 عاما، وخلال هذه الفترة حدث تغيير كبير في المتطلبات العالمية سواء للجازولين أو البنزين وأيضا الديزل والكيروسين، وحدث تغيير كبير في الخواص أو ما يسمى «خواص المنتج» ومنها استحدث المتطلبات البيئية للمشتقات البيئية، فنحن عملنا على تطوير المنتجات البترولية ولكن ليس بالصورة المطلوبة، فجميع دول أوروبا حاليا تبحث عن منتجات بترولية «يورو 4»، فالكويت تنتج اليورو 4 جزئيا، ومع مشروع الوقود البيئي سنواكب التطور العالمي في التكرير ونفتح أسواقا عالمية جديدة خاصة وان الأسواق الحالية التي تعتمد على منتجاتنا النفطية بدأت تضمحل من فترة لأخرى.
وللتأكيد فإن نسبة الكبريت في الديزل في الاشتراطات الدولية السابقة كانت تقدر بنحو 2000 جزء في المليون وكانت هذه متطلبات سابقة ونزلت هذه النسبة إلى 1500 جزء في المليون ووصلت حاليا في أوروبا إلى «يورو 4» وهي نسبة 10 جزء في المليون، فمع الوقود البيئي سنصل إلى هذه النسبة من المتطلبات العالمية.
ما آخر التطورات في مشروع الوقود البيئي؟
٭ بالنسبة لمشروع الوقود البيئي فتم طرحه رسميا في لجنة المناقصات المركزية والشركة قامت بتأهيل 7 تحالفات عالمية للمشروع بعد انسحاب تحالف عالمي، وهذه التحالفات أبدت استعداداتها للمشاركة في المشروع، وتم طرح المشروع في 28 ابريل الماضي، متوقعين الإغلاق في نوفمبر المقبل وبعدها ستتم عملية التقييم وإعلان الفائزين في المناقصة، والشركة تتوقع الانتهاء من العمليات الميكانيكية للمشروع في منتصف 2018 وبدء التشغيل الذي يتراوح بين 3 و 6 أشهر، فنحن نأمل في نهاية عام 2018 أن يعمل المشروع بكامل طاقته التكريرية.
ما الأسباب وراء انسحاب تحالف من الوقود البيئي؟
٭ تحالف «كي بي آر» كمقاول رئيسي مع شريك صيني ابلغ الشركة كتابيا بانسحابه من مشروع الوقود البيئي وتم إبلاغ لجنة المناقصات المركزية بهذا الأمر، وأسباب الانسحاب ترجع إلى التنافسية بين التحالفات المؤهلة للمشروع.
إذن، ما آخر التطورات في مشروع المصفاة الجديدة؟
٭ لاشك أن مشروع المصفاة الجديدة استراتيجي ومهم للدولة وستنتج وقودا صديقا للبيئة متمثلا في زيت الوقود ذي مستوى كبريت منخفض، بالإضافة إلى منتجات أخرى ستصدر خارج الكويت، ونقوم حاليا بالتحضير لأرض المصفاة التي تعتبر من التربة الخفيفة (السبخة) التي تحتاج معالجة والتي ستأخذ من سنة إلى سنة ونصف، فتحضيرات الأرض ستستغرق وقتا، لذا قررنا أن يكون الطرح بعد سنة من الآن، ولا يوجد تأخير في طرح المشروع بناء على المستجدات الجديدة لعملية إصلاح التربة في موقع المصفاة.
متى سيتم طرح المناقصات الرئيسية لمشروع المصفاة الجديدة؟
٭ من المتوقع أن يتم الطرح الرئيسي في يناير 2014، وهذا الوقت المناسب للطرح ويتوقع الانتهاء من الأعمال الميكانيكية للبناء والتشييد في سبتمبر 2018، ثم يتبع هذا عملية التشغيل التجريبي التي تتراوح بين 3 و 6 أشهر، وفي النهاية سيكون تشكيل مشروعي المصفاة والوقود متزامنين مع بعضهما بعضا والفارق سيكون من 3 إلى 4 أشهر تقريبا.
بالنسبة للتحالفات التي ستؤهل لمشروع المصفاة، هل ستكون نفسها لمشروع الوقود البيئي؟
٭ نحن قمنا بتأهيل شركات وتحالفات عالمية للمشروعين، لديها القدرة على تنفيذ مشاريع مليارية بهذا الحجم، فكان باب التأهل مفتوح لجميع الشركات، ومع هذا فإن المجال لا يزال مفتوحا أمام الشركات الراغبة في التأهل لمشروع المصفاة لتقديم أوراقها واعتمادها.
كيف ترى الشركة وضع السوق العالمي من تنفيذ مشروعي الوقود والمصفاة وفقا للميزانية الموضوعة من قبل؟
٭ بالنسبة لمشروع الوقود البيئي فإن التنافسية ستكون فيه كبيرة بين التحالفات، وتم عمل دراسة سابقا في السوق العالمي وقدرات المقاولين من تنفيذ مشاريع الهندسة والتوريد والتركيب، فوجدنا أن عام 2013 هو المناسب لتنفيذ المشاريع، ونتمنى أن تكون الأسعار أفضل من المتوقع، ونأمل أن تكون هناك قدرة تنافسية أفضل من السابق.
ما آخر التطورات في مشروع خط الغاز الرابع والخامس؟
٭ مشروع خط الغاز الخامس يأتي ليواكب زيادة إنتاج الغاز في شركة نفط الكويت، وتم الانتهاء من الدراسات الهندسية الأولية، وبعد مراجعة الدراسة النهائية سنذهب لأخذ الموافقات النهائية لطرح المشروع من مجلس إدارة البترول الوطنية ومن ثم مجلس إدارة مؤسسة البترول الكويتية، ولدى الشركة مشاريع قائمة تحت التنفيذ وهو مشروع خط الغاز الرابع، والمشروع في مراحل متقدمة من التنفيذ، ويتوقع الانتهاء منه في بداية 2014 ويتم بدء التشغيل في خط الغاز الرابع بعد التجربة بشهرين، ويوجد لدى الشركة حاليا مشروع الغازات الحمضية في مصفاة الأحمدي، وهي وحدة جديدة ويتم تحديث الوحدة الحالية لمعالجة الغازات الحمضية القديمة والمتوقع الانتهاء منهما من نوفمبر 2014، ويوجد مشروع إنشاء خزانات جديدة للغاز المسال وهو في مرحلة التنفيذ ويتوقع الانتهاء منه في ديسمبر 2014.
هناك تأخير من المقاول لتنفيذ إنشاء الخزانات للغاز المسال في الأحمدي، فما تعليقك؟
٭ طبعا بالنسبة للتأخير فإن الشركة لديها فريق للمشروع يقوم بإدارة المشروع والعمل بشكل يومي مع المقاول، وعندما تتم ملاحظة أي تأخير في المشروع تقوم الشركة بالتدخل، وقمنا بالتدخل مع المقاول المسؤول عن تنفيذ الخزانات وتم وضع خطة لاسترجاع الوقت الضائع، وأؤكد أن التأخير تحت السيطرة، وتم وضع خطة لاسترجاع التأخير وقمنا ببعض الإجراءات لدعم المقاول حسب الإجراءات المعتمدة لتطوير عمله حسب الخطة البديلة التي وضعت.
ما تقييم الشركة لخصخصة محطات الوقود وما خطط الشركة لبناء وتحديث المحطات التابعة لإدارتها؟
٭ تجربة الخصخصة أعطت 40 محطة وقود لكل من شركتي الأولى والسور، والشركة يوجد تحت إدارتها حاليا 39 محطة، وبالنهاية فإن خصخصة الأنشطة التي تعتبر غير أساسية لعمليات الشركة خطوة جيدة ويفضل أن تنمى الصناعة اللاحقة ولكن يجب أن يتم التركيز على الصناعة الأساسية، والشركة تعمل حاليا على بناء 4 محطات وقود جديدة وأخذنا موافقات لبناء 3 محطات جديدة ليصبح إجمالي عدد محطات الوقود التابعة للشركة 46 محطة، وشركة الأولى لديها حاليا 41 محطة والسور 40 محطة.
ما حجم الاستهلاك المحلي من المشتقات البترولية؟
٭ السوق المحلي يستهلك يوميا ما يعادل من 300 إلى 400 ألف برميل يوميا من الطاقة التكريرية البالغة حاليا 936 ألف برميل يوميا، وزيادة الاستهلاك المحلي من المشتقات يقابلها إنشاء المصفاة الجديدة لإنتاج وقود لمحطات الكهرباء ذي محتوى منخفض للكبريت وكميات اكبر ستصل إلى 215 ألف برميل في اليوم لتواكب الطلب على الطاقة في الكويت والتوسع العمراني بالإضافة إلى مشروع استيراد الغاز المسال الدائم الذي سينشأ بجوار المصفاة الجديدة لأنه سيكون مشروعا قائما بذاته.
ما خطط الشركة لإنشاء مرافق دائمة لاستيراد الغاز وما وضع المنشأة الحالية في الأحمدي؟
٭ المنشأة الدائمة للغاز المسال سيمكنها استيراد 1500 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز المسال، وهذا سيواكب الطلب المتزايد على الغاز من الكويت، والمنشأة الحالية من مصفاة الأحمدي تعتبر استيرادا مؤقتا إلى أن يتم بناء المنشأة الدائمة بجوار المصفاة الجديدة، وحسب الخطة الموضوعة يتوقع الانتهاء من المشروع في 2020 لأننا في مرحلة ما قبل الدراسات الهندسية، والشركة لديها منشآت لاستيراد الغاز المسال خلال موسم الصيف وتوجد لجنة الطاقة التابعة لمؤسسة البترول ووجدت هذه اللجنة أن أفضل السبل هو استيراد الغاز كطاقة نظيفة واقتصادية لتلبية الطلب فتم تحديث مرفأ الزيت الجنوبي في مصفاة الأحمدي فهي منشأة متوسطة الأمد لحين إنشاء منشآت دائمة طويلة الأمد، فحاليا المنشآت مرخصة وتعمل حتى عام 2015، وجار تحديثها لتعمل حتى عام 2020 و2025 فالمصنع القائم موجود ويعمل بطاقة من 300 إلى 500 مليون قدم مكعبة في اليوم.