- عمال النظافة كفاح مستمر في التنظيف والتعقيم للشوارع والأسواق مع الالتزام الكامل بالإجراءات الوقائية ضد مخاطر «كورونا»
- العازمي لـ «الأنباء»: عزل عمال النظافة في أماكن التشوين لتجنب المخالطة والالتزام بالإجراءات الصحية
- أكثر من 11 ألف عامل نظافة موزعون على مختلف المناطق بموجب 17 عقداً وملتزمون بقرارات الحظر
- القطان: مستمرون خلال الحظر الكلي من 4 فجراً إلى 8 صباحاً.. والعمال المحجورون مناطقياً يعملون داخل مناطقهم
- الكندري: «باركود» لدخول المباركية.. والخوف من الفيروس والعقوبات ساهمت في ردع المخالفات
دعاء خطاب
doua_khattab
بشر مثل كل البشر، يرفعون أحمالا وأطنانا من القمامة والمخلفات، بينما تلفح أشعة الشمس الحارقة وجوههم في النهار ويسد الغبار أنوفهم دون رحمة أو هوادة، الحديث هنا ليس على أناس غريبين عن المجتمع، فكل يوم ترمق أعيننا «عامل نظافة» كل سلاحه لكسب قوت يومه عصاة تقف على مكنسة يجر بها مخلفات غيره، وبين هذا وذاك تروقهم التحية وتسعدهم الابتسامة من الغير، ودعونا نتخيل وضع شوارعنا من دون هؤلاء المكافحين! «الأنباء» رافقت بلدية العاصمة خلال جولة على عمال النظافة في سوق المباركية بعد تفعيل الهيئة العامة للقوى العاملة قرار حظر تشغيل العمال في الأماكن المكشوفة وقت الظهيرة، وتحديد ساعات عملهم، فتواجدنا معهم منذ الرابعة فجرا وحتى الحادية عشرة قبل الظهر، لنتابع التزامهم بالمواعيد المحددة وكيفية عملهم لاسيما مع التحديات التي تفرضها أزمة «كورونا».
وعلى هامش الجولة، أكد مدير إدارة النظافة وإشغالات الطرق في بلدية العاصمة مشعل العازمي أن العمال الذين تجاوز عددهم 11 ألف عامل في الكويت، لم يتوقفوا عن العمل خلال فترة الحظر، سواء الجزئي أو الكلي وفقا للتعليمات للحفاظ على نظافة وجمال الكويت.
وتحدث العازمي عن مراقبة هؤلاء العمال باستمرار للتأكد من التزامهم بالإجراءات الوقائية، مشيرا إلى خضوع عدد منهم إلى الحجر.
وقد تحدثت «الأنباء» مع عدد من العمال لإلقاء الضوء على ظروف عملهم في ظل الوضع الراهن، فإلى التفاصيل:
في البداية أكد مدير إدارة النظافة العامة وإشغالات الطرق في بلدية محافظة العاصمة، مشعل فهد العازمي، أن البلدية تعتبر من الصفوف الأمامية لمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد، بما تقدمه من أعمال نظافة وتعقيم لجميع مناطق الكويت، حيث تم إنشاء فرق عمل على مدار الساعة بناء على تعليمات وزير الدولة لشؤون البلدية وليد الجاسم، ومدير عام البلدية م. أحمد المنفوحي، فلم تتوقف الأعمال منذ بداية الأزمة، بموازاة متابعة توافر الاشتراطات الصحية في الأنشطة التي تم السماح لها بمزاولة مهامها على خلفية قرارات مجلس الوزراء الخاصة بذلك.
ساعات العمل
وأشار العازمي إلى أن البلدية ملتزمة بما جاء في قرار «القوى العاملة» بحظر تشغيل العمالة في المناطق المكشوفة، من الساعة الحادية عشرة صباحا وحتى الرابعة مساء حتى نهاية أغسطس، وهو ما يتوافق مع تعليمات المدير العام لمواعيد العمل الصيفية من كل عام، وتحديد ساعات عملهم من 3 صباحا حتى 11 صباحا، وذلك في إطار حرص البلدية على سلامة وصحة عمال النظافة من مخاطر التعرض لارتفاع درجات حرارة الجو، فضلا عن استمرار جهود البلدية لمنع حالات التسول لبعض عمال النظافة العاملين لدى شركات النظافة المتعاقدة مع البلدية، مضيفا أن عدد عمالة التنظيف في الكويت يتجاوز 11 ألف عامل (بين عامل وسائق) يغطون جميع المحافظات، موزعة على 17 عقدا.
وأكد العازمي متابعة البلدية لقرارات الحظر سواء الشامل أو الجزئي، وما ترتب عليه من تقليل ساعات العمل من الساعة الرابعة صباحا وحتى الثامنة مساء، إضافة إلى تغيير مواعيد رفع القمامة، فبعد أن كانت في السابق من الساعة الـ 9 م وحتى 12 بعد منتصف الليل، أصبحت خلال الفترة من 4 إلى 6 مساء، حيث يتم تقسيم الأعمال (الكنس والكبس) إلى فترتين، فتكون الفترة الأولى المجموعة التي ترفع القمامة من الساعة الواحدة بعد الظهر ولمدة 8 ساعات، والفترة الثانية منذ الساعة 4 مساء ولمدة 8 ساعات.
وعن ضرورة الفحص الدوري للعمالة، أجاب العازمي: منذ بداية الجائحة، تم إبلاغ شركات النظافة المتعاقدة مع البلدية بضرورة عزل عمالتها في أماكن التشوين وعدم مخالطتهم لأي عمالة أخرى، وقياس درجات حرارتهم قبل وصولهم لأماكن العمل وبعد الانتهاء، والحرص على ضرورة الالتزام بإجراءات الصحة الوقائية وارتداء الكمامات والقفازات والحفاظ على التباعد الاجتماعي حسب توصيات وزارة الصحة.
واكد عدم التهاون أو التساهل في تطبيق الجزاءات والغرامات بحق شركات التنظيف غير الملتزمة بالمواعيد المحددة بالكنس اليدوي، طبقا لأحكام العقود المبرمة والمنصوص عليها في جدول المخالفات والجزاءات الخاصة بعدم الالتزام بمواعيد الدوام الرسمي أو مناطق العمل «عامل - سائق»، فضلا عن استمرار جهود البلدية لمنع حالات التسول لبعض عمال النظافة العاملين لدى شركات النظافة المتعاقدة مع البلدية.
من ناحيته، قال رئيس مركز المدينة سعد القطان: استجابة لقرار القوى العاملة بتحديد فترة عمل عمال النظافة من الساعة الرابعة فجرا وحتى الحادية عشرة قبل الظهر، حيث يتواجد العمال في الأماكن المكشوفة للقيام بعمليات التنظيف اليدوي (الكنس) خلال فترة الفجر وينتقلون إلى المحال والأماكن المغلقة بعد ذلك، موضحا أن دورهم في البلدية يبدأ من الإشراف على التزامهم بالإجراءات الوقائية بارتداء كمامات وقفازات والمحافظة على التباعد الاجتماعي.
حجر مناطقي
وأضاف القطان أن شركة النظافة توفر سيارات مخصصة لنقل العمال من محل إقامتهم إلى أماكن العمل، وعن تواجد عدد من العمال في المناطق التي تخضع حاليا للحجر المناطقي أجاب: أن العقد المبرم يخص منطقة العاصمة التي تشمل منطقة شرق والمرقاب والصالحية والمباركية موضحا أن سوق المباركة مخصص له 40 عاملا في الفترة الصباحية، فيما يبلغ عددهم في منطقة شرق 70 عاملا ومنطقتي القبلة والصالحية تضم 50 عاملا، لافتا إلى أن المنطق تختلف في احتياجها للعمالة حسب مساحتها فضلا عن اختلاف المناطق التجارية والاستثمارية عن النموذجية، وواصل: أما باقي الشركات التي قد يسكن عمالها مناطق الحجر فيكون مكان عملهم داخل المنطقة.
وألمح القطان إلى أن أعمال التنظيف كانت مستمرة خلال الحظر الكلي للبلاد بشكل يومي منذ الرابعة صباحا وحتى الثامنة صباحا، فضلا عن استمرار عمليات التنظيف والتعقيم للأسواق خلال فترة الإغلاق أيضا.
من ناحيته قال مفتش نوبة في البلدية وليد الكندري لـ «الأنباء»: نقوم بدورنا في تنظيم وتعقيم السوق بالكامل، ونحن بمنزلة العين الرقابية على المحال، كما نقوم بالتأكد من حجز «الباركود» المخصص لسوق المباركية أسوة بالجمعيات والأسواق الموازية، كما يتم قياس درجة الحرارة والتأكيد على ارتداء الكمام والقفازات، مشيرا إلى قلة عدد المخالفات التي تنحصر أغلبها في حالات الباعة المتجولين أو عدم التزام البعض باشتراطات النظافة، ملمحا إلى عدم تسجيل مخالفات منذ عودة فتح سوق المباركية، مؤكدا أن الخوف من المرض والمخالفات كان رادعا للغالبية ودافعا للالتزام، واردف قائلا: إن ساعات العمل داخل السوق من السابعة صباحا وحتى الرابعة عصرا.
عمال نظافة لـ «الأنباء»:«في معاشات وبيت.. وماكو مشكل»
في سياق ذات صلة، تحدث عدد من عمال النظافة المتواجدين في منطقة المباركية لـ «الأنباء» وأكدوا التزامهم بتعليمات الشركة والبلدية بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية وارتداء الكمامات والقفازات وخضوعهم لقياس درجات الحرارة بشكل دوري لاسيما خلال عملية نقلهم إلى أماكن السكن في مناطق مختلفة التي تخصصها الشركة، كما أكدوا التزام الشركة بتسليمهم الراتب الشهري في موعده.
قائلين: «في معاش وبيت وما في مشكل».