محمد البدري
«كل ما هو آت قريب» هكذا كان لسان حال قاطني الفروانية عقب جلسة مجلس الوزراء أمس والتي أبقت العزل المناطقي على المحافظة حتى إشعار آخر.
إذ لم ينقطع الأمل لديهم في رفع العزل قريبا بحيث لا يمتد لفترة طويلة تزيد من معاناتهم الاقتصادية والنفسية. ويتسلح قاطنو الفروانية بالصبر والأمل، فضلا عن الثقة التامة في صواب القرار الرسمي المتخذ كونه يهدف في المقام الأول إلى الحفاظ على سلامة كل من يعيش على أرض الكويت من مواطنين ومقيمين على حد سواء.
«الأنباء» جالت في عدة مناطق بالفروانية، واستطلعت آراء قاطنيها الذين بدوا متفائلين بما ستكون عليه الأوضاع في القريب، متطلعين إلى عودة الحياة الطبيعية وانتعاش النشاط الاقتصادي من جديد، وإن كان تدريجيا وفقا للمراحل التي أعلنتها الدولة.
«الأنباء» رصدت المشهد العام في منطقة الفروانية، فكانت التفاصيل كما في السطور التالية:
منذ الضحى وحتى قبيل العصر، بدت شوارع مناطق الفروانية شبه خالية من المارة، وذلك على الرغم من إعادة فتح المجمعات التجارية، وتقليص ساعات الحظر الجزئي التي تنتهي في الخامسة صباحا في إطار المرحلة الثانية من مراحل العودة التدريجية للحياة الطبيعية في البلاد.
المواطن خالد الخنفور وصف الوضع العام في الفروانية وصفا بليغا بقوله: «الحركة موقفة.. وحنا في راية الله وراية الحكومة.. ما حنا في راية غيرها»، مشيرا إلى أن «هذا الأمر عام في العالم كله وليس قاصرا على الديرة وحدها»، ولفت إلى أنه مع رفع العزل «سوف نشعر بخير وسعادة إن شاء الله».
من جانبهم، عزا مديرو مجمعات التجارية وعاملون في محال تجارية، فضلوا عدم ذكر أسمائهم، قلة أعداد المرتادين إلى الأثر السلبي للعزل المناطقي، موضحين أن الكثيرين من العملاء هم من المواطنين القاطنين خارج محافظة الفروانية وبالتالي فهم لا يستطيعون المجيء لشراء متطلباتهم واحتياجاتهم كما كان الحال في الوضع الطبيعي.
وأضافوا أنه حتى سكان الفروانية فإن جانبا كبيرا منهم فقدوا دخلهم الشهري بسبب توقف أنشطتهم أو تعطل وظائفهم بسبب فيروس كورونا، إضافة إلى أن الجزء الباقي الذي لديه سيولة يخشى من المستقبل وبالتالي فهو يرشد انفاقه على السلع الضرورية وحدها.
وفي هذا الصدد، قال رأفت ناجي وهو مدير أحد محلات الأقمشة، إن حجم الطلب في الوقت الحالي ربما لا يزيد على 5% مقارنة بما كان عليه قبل فرض العزل.
وأضاف ناجي: رغم تقليص ساعات الحظر وفتح المجمعات التجارية والتزامنا بكل الاشتراطات الصحية من تعقيم وارتداء كمامات وقفازات وعدم السماح بدخول اكثر من 3 زبائن حسب تعليمات البلدية والتأكد من درجة حرارة الزبون قبل دخول المحل، رغم ذلك كله لا نكاد نجد عميلا يتردد علينا مثل قبل، فالناس خائفة من الإصابة بالفيروس، وآخرون ليست لديهم أموال للشراء والتبضع بسبب انقطاع رواتبهم نتيجة أزمة كورونا الحالية.
أما شريف مرسي، الذي يعمل في محل لبيع الملابس الرياضية باحد المجمعات، فقد ناشد رفع العزل عن الفروانية في القريب، مؤكدا الالتزام بكل الاشتراطات الصحية سواء من جانب المحلات التجارية او من قبل العملاء أنفسهم، مؤكدا ان المبيعات تكاد تكون «صفرا» لاننا «معزولون».
من جهته، قال خالد الحربي إن للعزل آثارا سلبية وأخرى إيجابية، فهو يعطل اشغال الناس ويؤثر على دخولهم، لكن من ناحية أخرى العزل هدفه الحفاظ على صحة الناس وسلامتهم، وهو «مؤقت ان شاء الله»، متمنيا رفع العزل عن الفروانية في أقرب وقت ممكن وتعود الحياة لطبيعتها ويعود «الناس إلى دواماتهم».
بدوره، قال عباس الشعبي، إن العزل اثر بشكل كبير على حياتنا العادية، فمثلا نجد الخياطين وغيرهم لا يعملون، كما ان العزل أدى الى ارتفاع كبير في أسعار بعض السلع، مثل الأسماك.
أما هند حسن، التي فقدت وظيفتها في احدى دور الحضانة بسبب التعطل الذي أصاب النشاط الاقتصادي نتيجة فيروس كورونا، فقد أكدت أن العزل المناطقي «وقف الدنيا خالص» في كل المجالات، مشيرة إلى أن ذلك الأمر طال الجميع «فأنا وزميلاتي أزواجنا متعطلين عن العمل منذ ما يزيد على 4 أشهر، والبعض منهم من يعملون في مناطق خارج الفروانية مثل الجهراء وغيرها فقدوا عملهم بسبب العزل المناطقي».
وقالت هند إن أضرار العزل علينا جميعا ليست فقط اقتصادية ولكن كذلك أثرت معنويا ونفسيا، مضيفة: «يا رب يترفع العزل عشان الناس هتعرف تروح شغلها وتدور على أكل عيشها»، مؤكدة أنها ستستقبل خبر رفع العزل بـ «الزغاريد».
وفي السياق نفسه، لفت المواطن عبدالرحمن الذي عرفه نفسه بكنيته (أبوفيصل)، إلى الضرر النفسي البالغ الذي ألم بسكان الفروانية، قائلا: «أكيد العزل أثر نفسا على العالم.. الناس بدأت شوية تتحرك مع إعادة فتح المجمعات التجارية وتروح الأسواق».
وأكد على ضرورة رفع هذا العزل حتى يمكن «للناس ان تدير مصالحها وحياتها»، مشيرا الى أن «الناس أصبح عندها وعي صحي كبير الآن، ولا خوف من الاختلاط، فالكل سوف يلتزم بالتباعد الجسدي وارتداء الكمامات، سواء كان هناك عزل ام لا.. لأني سوف أخشى على صحتي قبل ان أخاف على الآخرين».
وتابع: «إذا استمر العزل.. لا نقول إلا: لا حول ولا قوة إلا بالله.. الأمر بيد الجهات المختصة وهي تقرر ما فيه الصالح العام».
المواطن عبدالله الغريب، أكد ان الجهات المختصة قررت العزل لأنها «تخاف علينا.. لا أقل ولا أكثر»، معربا عن تفاؤله بأن فترة العزل للفروانية لن تطول بإذن الله.
«الأنباء» اختتمت جولتها التي امتدت لساعات، وقد استقر في وجدانها أن الفروانية تتطلع إلى رفع قريب للعزل المناطقي بحيث تكون مدته قصيرة على غرار محافظة حولي، وألا يطول كما كان في حالتي المهبولة وجليب الشيوخ.