- السعودية صمام أمان للعالمين العربي والإسلامي بسياساتها الحكيمة ودفاعها عن الثوابت والحقوق العربية
- المرأة تحظى باهتمام كبير والكثير من مظاهر التمكين في عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز
- المملكة تواصل دورها الريادي في رعاية ضيوف الرحمن باستضافة أكبر موسم حج منذ «كورونا»
- مشروع «ذا لاين» نموذج عالمي رائد للاستدامة محوره الإنسان
تحتفل المملكة العربية السعودية اليوم الجمعة 23 سبتمبر 2022 بذكرى اليوم الوطني الـ 92، وهو اليوم الذي يوافق تاريخ توحيد أجزاء المملكة على يد الملك الموحد والمؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ حيث تم إعلان ذلك في 21 جمادى الآخرة 1351هـ الموافق 23 سبتمبر 1932، ومن ثم أصبح يوم 23 سبتمبر من كل عام يوما وطنيا للسعودية.
وفي مثل هذا اليوم من كل عام، يستذكر السعوديون والسعوديات تاريخ المملكة المجيد والإنجازات العظيمة التي تحققت منذ التأسيس وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي هو استمرار لعهود الخير في وطن الخير.
ويأتي احتفال المملكة بيومها الوطني الثاني والتسعين وقد تبوأت مكانة عالية بين دول العالم، في شتى المجالات الديبلوماسية والاقتصادية، وذلك استنادا إلى تأثيرها الجوهري في مسيرة الاقتصاد العالمي، ومواقفها السياسية الدولية الثابتة المرتكزة على الحكمة والتأني والوضوح والواقعية.
وأعلنت الرياض عن شعار الاحتفالات باليوم الوطني لهذا العام، والذي يتكون من خريطة المملكة العربية السعودية، وقد تلونت بألوان خلابة تعكس الطبيعة البرية والقوة.
فيما استخدمت عبارة «هي لنا دار» لتعبر عن المملكة باعتبارها وطنا لأهلها ولكل الوافدين إليها، ولما تحمله من معان مقدسة لوجود بيت الله الحرام وتوافد الحجاج والطوافين إليها من كل مكان بالعالم.
ويعكس شعار اليوم الوطني الـ 92 الروح القوية لدى الشباب السعودي من أجل رفعة الوطن، والمساهمة في تنميته من جميع الجوانب والحفاظ على تقدمه، كما انه يحمل في طياته الصدق والولاء من جميع أبناء المملكة لها.
وتشهد مناطق المملكة بهذه المناسبة الغالية، فعاليات وأنشطة متنوعة، هي الأضخم في تاريخ الاحتفالات الوطنية، والتي تستمر حتى 26 الجاري.
ومن هذه الفعاليات العروض الجوية والبحرية المهيبة التي تنفذها أكثر من 15 جهة عسكرية ومدنية، من خلال مجموعة من المقاتلات والمروحيات والطائرات المدنية والسفن والزوارق تحت شعار «تحية وطن»، لترسم في سماء المملكة تحية فخر وعز وانتماء للوطن والقيادة الرشيدة والشعب السعودي، وذلك في 13 مدينة بمختلف أنحاء المملكة.
رفاهية المواطن السعودي حاضراً ومستقبلاً
تتصدر رفاهية المواطن السعودي في الحاضر والمستقبل أولويات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء، وذلك انطلاقا من قناعة القيادة السياسية الرشيدة بمحورية دور الإنسان في مسيرة النهضة والتنمية المباركة، باعتباره أعظم ما تملكه المملكة، فهو قطب الرحى في مسيرة البناء والتقدم، وهو كذلك وسيلتها الفعالة وغايتها النهائية.
وقد ترجمت «رؤية المملكة 2030م» هذه القناعة على مختلف المستويات، لاسيما من خلال الاهتمام الكبير والمتواصل بالمشاريع التنموية الكبرى التي تمتد ثمارها إلى الأجيال القادمة ولا تتوقف عند الأجيال الحاضرة فحسب.
وقد شهد العام 2022م، تواصلا لجهود المملكة في هذا الإطار، تمثل أبرزها في إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، في 25 يوليو الماضي، تصاميم مشروع «ذا لاين»، وهي جزء من منطقة «نيوم» المطلة على البحر الأحمر، التي تعد أحد المشاريع المهمة في رؤية المملكة 2030.
ويتمحور «ذا لاين» حول الإنسان، ويمثل نموذجا عالميا رائدا يحقق الاستدامة ومثالية العيش بالتناغم مع الطبيعة.
وتقوم الفكرة والرؤية الرئيسية لمشروع «ذا لاين»، الذي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في يناير 2021م، على إعادة تعريف مفهوم التنمية الحضرية وما يجب أن تكون عليه مدن المستقبل.
وتعكس تصاميم مشروع «ذا لاين» ما ستكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلا في بيئة خالية من الشوارع والسيارات والانبعاثات، وتسهم في المحافظة على 95% من أراضي مشروع مدينة «نيوم» وهو أحد المشاريع الحضارية الذكية الضخمة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية عام 2017.
وتقع مدينة نيوم شمال غرب المملكة في منطقة تبوك حيث تمتد على سواحل البحر الأحمر بمسافة 460 كيلومترا مربعا.
ويعتمد مشروع «ذا لاين» على الطاقة المتجددة بنسبة 100%، لجعل صحة الإنسان ورفاهيته أولوية مطلقة بدلا من أولوية النقل والبنية التحتية كما في المدن التقليدية.
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عند إعلانه عن تصاميم «ذا لاين» أنها تحقق مثالية العيش وتعالج التحديات الملحة التي تواجه البشرية.
هذه التصاميم الاستثنائية توضح الهيكل الداخلي للمدينة المتعددة الطبقات وتعالج إشكاليات المدن الأفقية التقليدية المنبسطة، محققة بذلك التناغم التام بين التنمية الحضرية والحفاظ على الطبيعة بكل مواردها.
وقد انعكس اهتمام المملكة برفاهية مواطنيها ومواطناتها، على تبوئها مراتب متقدمة في مجال التنمية البشرية على الصعيد الدولي، حيث تقدمت 5 مراكز في مؤشر التنمية البشرية الصادر عن تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للعام 2022م، وأصبح ترتيبها الـ35 عالميا من بين 191 دولة مقارنة بالمرتبة الـ 40 في العام 2021م.
نهضة تعليمية غير مسبوقة
ترتكز التنمية البشرية في السعودية على تطوير أساس تعليمي متين، وتزامنا مع احتفالها بيومها الوطني الـ 92، تشهد المملكة نهضة تعليمية غير مسبوقة.
وقد حظي التعليم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز باهتمام بالغ، وبات يستهدف بناء مواطن يمتلك مهارات القرن الحادي والعشرين، ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة ووظائف المستقبل، والمشاركة في التنمية الوطنية، والقدرة على المنافسة عالميا.
وتطورت مؤسسات التعليم والتعليم العالي - كما وكيفا - باعتبار الشباب هم عماد الوطن وثروته الأولى.
وفي هذا السياق، أطلقت المملكة برنامج تنمية القدرات البشرية، وهو أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030م، والذي يستهدف تطوير مخرجات التعليم لمواءمتها مع احتياجات سوق العمل الحالي والمستقبلي، وزيادة فرص الالتحاق برياض الأطفال من 23% إلى 90%، ودخول 5 جامعات سعودية ضمن أفضل 100 جامعة في العالم.
وتم التوسع في افتتاح الجامعات حتى بلغ عددها اكثر من 42 جامعة، منها 30 جامعة حكومية، و13 جامعة خاصة وأهلية، بالإضافة إلى 7 كليات عسكرية.
كما استمرت المملكة في ابتعاث الطلاب للدراسة في الخارج في التخصصات التي لا تتوافر في الجامعات، حتى بلغ عدد المبتعثين ما يقارب 100 ألف مبتعث.
وبعد أن كانت نسبة الأمية في المملكة قبل 50 عاما تتجاوز 60%، انخفضت هذه النسبة حاليا لتصل إلى أقل من 4% وفق ما جاء في آخر إحصائية للهيئة العامة السعودية للإحصاء.
الاقتصاد الوطني.. نتائج إيجابية فائقة
يواصل الاقتصاد الوطني السعودي تحقيق المزيد من النتائج الإيجابية، التي تعكس نجاح خطط وبرامج رؤية المملكة 2030م، وذلك على النحو الذي حظي بشهادة وإشادة كبرى المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية وتصنيفات الملاءة الائتمانية العالمية.
فقد أعلن صندوق النقد الدولي في تقديراته للعام 2022م عن تسجيل السعودية أعلى ارتفاع لناتج قومي في العالم بنسبة 7.6%، وكشفت الهيئة العامة السعودية للإحصاء في احدث تقاريرها الصادر في مطلع اغسطس 2022م، أن الناتج المحلي السعودي الإجمالي، نما بالأسعار الثابتة على أساس سنوي 11.8%، خلال الربع الثاني من العام الجاري، مسجلا بذلك أعلى نمو مسجل منذ عام 2011م.
ويدل ذلك على نجاعة الإصلاحات الاقتصادية التي تتبناها المملكة، والتعافي الكلي للاقتصاد السعودي والخروج من تداعيات «كورونا» وأزمات الاقتصاد العالمي المرتبطة بها.
فقد ساهمت «رؤية 2030» في تطوير هيكلة الاقتصاد السعودي وتعزيز مقوماته، وتحفيز القطاعات الإنتاجية المختلفة، تزامنا مع دخول قطاعات جديدة، فضلا عن نجاح خطوات التحول الرقمي والتعدد الصناعي التقني، مما أثمر نتائج فائقة.
المرأة السعودية.. تمكين يتواصل وثقة تتزايد
تحظى المرأة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالكثير من مظاهر التمكين والبناء حيث أصبحت شريكا فاعلا في رفعة الوطن ونمائه، وحققت نجاحات نوعية تباينت مجالاتها علميا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.
وتكرس رؤية المملكة 2030 الجهود اللازمة للمرأة في التنمية المجتمعية والاقتصادية وإبرازها كعنصر مؤثر على الأصعدة كافة، حيث خصص هدف إستراتيجي مستقل في الرؤية برفع كفاءة المرأة وزيادة مشاركتها الاقتصادية في سوق العمل.
وقد حازت المرأة السعودية ثقة قادتها وتولت مناصب رفيعة في مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة.
وفي هذا الإطار، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمراً ملكياً أمس بتعيين الدكتورة هلا بنت مزيد بن محمد التويجري رئيسا لهيئة حقوق الإنسان بمرتبة وزير.
نجاح بامتياز لأكبر موسم حج منذ «كورونا»
واصلت المملكة العربية السعودية القيام بدورها الريادي في توفير كل سبل الرعاية والراحة والأمن لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين لأداء مناسكهم في أجواء إيمانية تفيض خشوعا وسكينة.
ونجحت المملكة باقتدار وامتياز في استضافة أكبر موسم للحج هذا العام منذ جائحة «كورونا»، وذلك وسط منظومة خدمية متكاملة حظيت بإشادات عالمية، ناهيك عن إشادات حجاج بيت الله الحرام أنفسهم.
فقد استقبلت المملكة موسم الحج الأكبر منذ بدء تفشي فيروس «كورونا» مطلع عام 2020، وكان حج هذا العام هو الأول الذي يتم فيه استقبال حجاج من الخارج، حيث جرى رفع إجمالي عدد الحجاج إلى نحو مليون بعد عامين من قصر الحج على أعداد محدودة من داخل المملكة فقط بسبب الجائحة.
وحقق موسم حج هذا العام، نجاحا مميزا، فيما غابت الإصابات والحوادث وكل ما يعكر صفو الحج، حيث حضرت الإنجازات، فلم يتم تسجيل حوادث أو أمراض وبائية بين ضيوف الرحمن، أو مؤثرات على الصحة العامة، وهو ما يعكس التكامل بين جميع الجهات الحكومية والاستعداد المبكر لأي طارئ محتمل.
وشهد حج هذا العام التوسع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي على مختلف الأصعدة الأمنية والصحية والدينية.
فقد توسعت المملكة في استخدام تقنيات الروبوتات الذكية لخدمة حجاج بيت الله الحرام بهدف الارتقاء بمنظومة العمل وتميزه، حيث وفرت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين في حج هذا العام روبوتا لتوزيع المصاحف على الحجاج داخل المسجد الحرام، خلال تأديتهم لطواف الوداع.
كما وفرت الرئاسة روبوتاً لقياس رضا قاصدي المسجد الحرام بـ(6) لغات.
كذلك، توسعت وزارة الحج والعمرة في استخدام التقنية الحديثة وتسخير أفضل الخدمات الإلكترونية لتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن، ومنها: استخدام المسار الإلكتروني وتطبيق «اعتمرنا» لتسجيل الحجاج من داخل المملكة، إضافة إلى إطلاق التسجيل الإلكتروني لحجاج أوروبا وأميركا وأستراليا.
كما توسعت الوزارة في استخدام بطاقة الحج الذكية للحجاج وهي بطاقة تعريفية لكل حاج تسهم في إرشادهم إلى سكنهم بالمشاعر، إضافة إلى دورها في الحد من الحج غير النظامي.
ومن نجاحات موسم حج هذا العام ايضا، العمل الإعلامي والتوعوي لوزارة الحج والذي أبرز الجهود الكبيرة والمبادرات النوعية للوزارة، ومن أهمها مبادرة أدلة الحج التوعوية التي لاقت تفاعلا واسعا وإشادة كبيرة من الحجاج بمختلف جنسياتهم، وتضمنت 13 دليلا توعويا بـ14 لغة.
وجاء هذا النجاح بفضل من الله عز وجل ثم بما وفرته حكومة المملكة من إمكانات مادية ومشاريع تطويرية، وكوادر بشرية لخدمة الحجيج وتهيئة كافة السبل ليؤدوا مناسكهم في طمأنينة ويسر.
وقد عبر ضيوف الرحمن الذين أدوا مناسكهم بكل راحة وأمن وطمأنينة وعلى الوجه الأكمل عن شكرهم لجهود المملكة في تنظيم الحج، وسعادتهم الغامرة بإتمام مناسك الحج.
وأشادوا بالتسهيلات الكبيرة التي قدمتها لهم الحكومة السعودية على مختلف الأصعدة وحرصها على سلامتهم من خلال تطبيق الاشتراطات والإجراءات الوقائية والاحترازية، وتقديم كل الخدمات ليؤدي ضيوف الرحمن حجهم بكل يسر وسهولة وأمان وطمأنينة.
قمة جدة للأمن والتنمية
تشكل المملكة العربية السعودية صمام أمان للمنطقة العربية والإسلامية بما تمتلكه من ثقل سياسي أهّلها للعب دور بارز في حفظ استقرار الشرق الأوسط، لاسيما أنها حاضنة الحرمين الشريفين والدولة صاحبة الدور الرائد وذات القوة السياسية والاقتصادية، ما أسهم بشكل واضح في حفظ التوازنات السياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم.
وتبرز المكانة الديبلوماسية الكبيرة التي تمتلكها المملكة في جهودها الساعية دوما الى تحقيق السلام والاستقرار والدفاع عن الثوابت والحقوق العربية والمقدسات الاسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
واتصالا بديبلوماسيتها الرصينة الهادئة، جاءت العديد من اللقاءات السياسية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، من خلال جولات خارجية لعدد من الدول العربية والاجنبية حققت نتائج إيجابية نحو تعزيز العلاقات بين المملكة وتلك الدول في مختلف المجالات.
كما يلعب الاقتصاد السعودي دورا مهما في المحافظة على التوازن في الأسواق الدولية للنفط من خلال عملاق النفط العالمي شركة (أرامكو) السعودية، إذ أثبت مرونة وقدرة عالية على التعامل مع الظروف الاقتصادية الطارئة، بالإضافة الى كون المملكة عضوا فاعلا في مجموعة الـ 20 الاقتصادية التي تضم اقوى اقتصادات العالم.
ومن أبرز الفعاليات الدالة على ثقل المملكة وفعالية سياستها الخارجية وديبلوماسيتها النشطة، هي «قمة جدة للأمن والتنمية» التي استضافتها السعودية يوم 16يوليو الماضي، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست، والولايات المتحدة الأميركية، ومصر، والأردن، والعراق.
وجاءت هذه القمة التاريخية في وقت مفصلي على مستوى العالم أجمع، حيث ناقشت العديد من الملفات الحيوية دوليا واقليميا خاصة تلك المتعلقة بالعالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط.
وقد أوضح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في كلمته الافتتاحية للقمة، نيابة عن خادم الحرمين أن هذه القمة جاءت «في الوقت الذي تواجه فيه منطقتنا والعالم تحديات مصيرية كبرى، تستدعي مواجهتها تكثيف التعاون المشترك في إطار مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، التي تقوم على احترام سيادة الدول وقيمها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واحترام استقلالها وسلامة أراضيها.
ونأمل أن تؤسس قمتنا هذه لعهد جديد من التعاون المشترك، لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة الأميركية، لخدمة مصالحنا المشتركة، وتعزز الأمن والتنمية في هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع».
وتأكدت أهمية قمة جدة للأمن والتنمية بما اسفرت عنه من نتائج ترجمها البيان الختامي الصادر عنها، حيث أكد القادة المجتمعون على دعم ضمان خلو منطقة الخليج العربي من كافة أسلحة الدمار الشامل، وتكثيف الجهود الديبلوماسية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، والتصدي للإرهاب وكافة الأنشطة المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة، بالإضافة إلى تأكيد السعي للتوصل إلى حل سياسي في اليمن وفقا لمرجعيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، كما رحب البيان الختامي للقمة بتأكيد الرئيس الاميركي جو بايدن على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لشراكاتها الاستراتيجية في الشرق الأوسط، والتزامها الدائم بأمن شركائها والدفاع عن أراضيهم.
اليوم الوطني السعودي ذكرى لقصة المجد والعطاء والخير للمملكة
تحتفل المملكة العربية السعودية بتاريخ 23 سبتمبر من كل عام بذكرى توحيد المملكة، وبهذه المناسبة أتشرف بأن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حفظهما الله، وإلى العائلة المالكة، والشعب السعودي الكريم في كافة أرجاء المعمورة.
إن هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا تعيدنا إلى قصة المجد والعطاء والخير لهذا البلد المعطاء منذ تأسيسه على يد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وما قدمه من بطولات وتضحيات لتوحيد المملكة وإرساء دعائم الدولة والحفاظ على وحدتها باتباع الشرع الحنيف وسنة خير المرسلين صلى الله عليه وسلم، واستمرار أبنائه البررة في حمل الراية من بعده يسيرون بنا بخطى ثابتة نحو تنمية وتطوير هذه البلاد المباركة متمسكين بعقيدتها الصافية وبالمحافظة على أصالة المجتمع وثوابته.
ولقد منّ الله سبحانه وتعالى على المملكة بشرف خدمة الحرمين الشريفين وزوارهما، وقد حرصت المملكة منذ نشأتها على القيام بواجبها ومسؤولياتها بما يخدم الإسلام ويحقق تطلعات المسلمين بأداء مناسك الحج والعمرة بكل يسر وسهولة، وكان آخرها إطلاق المملكة مبادرة (طريق مكة)، وهي أحد برامج رؤية المملكة 2030م والتي تهدف إلى استقبال ضيوف الرحمن وإنهاء اجراءاتهم من بلدانهم، وقد استفاد منها الحج الماضي قرابة 100 ألف حاج.
كما أن مشاريع رؤية المملكة 2030م تحظى بدعم ورعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبإشراف وقيادة سيدي سمو ولي العهد - حفظهما الله - حيث تم إطلاق العديد من المشاريع المختلفة، وفي مقدمتها: مشروع البحر الأحمر، و«نيوم»، و«ذا لاين»، ومبادرة السعودية الخضراء، والبرنامج الوطني للطاقة المتجددة، ومشروع «القدية»، وبرنامج تطوير الدرعية التاريخي، والقمر الصناعي «شاهين سات»، ومشاريع القطارات، ومشروعا «أمالا» و«تروجينا»، وبرنامج تنمية القدرات البشرية، والتي ستحقق - بإذن الله - ضمان استمرار الرخاء والازدهار للشعب السعودي وللأجيال القادمة.
إن سياسة المملكة العربية السعودية الخارجية مستمرة في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية وتسخير كل إمكاناتها لتحقيق السلام والأمن الدوليين، وعدم التدخل في شؤون الغير، مما أكسبها مكانة مرموقة تحظى باحترام وتقدير الجميع، كما أن القيادة الرشيدة حريصة على تقوية العلاقات الخليجية على كافة الأصعدة، وقد تمثلت في الجولة الخليجية الأخيرة التي قام بها سيدي سمو ولي العهد، حفظه الله، بهدف تعزيز التعاون الخليجي في كافة المجالات.
إن ذكرى اليوم الوطني الـ 92 تعتبر دافعا ومحفزا للمضي قدما في شحذ همم وعزيمة أبناء وبنات هذا الوطن الكريم لمواصلة المسيرة في البناء والتنمية والتطوير، والوصول به إلى مصاف الدول المتقدمة في جميع المجالات.
كل عام والمملكة العربية السعودية بخير وعزة، وستبقى (هي لنا دار) وحصنا قويا لكل محب للخير ومحب لدينه ووطنه.
المملكة تشهد تنمية حضارية مستدامة وغير مسبوقة بقيادة «ملك الحزم والعزم»
أصالة عن نفسي ونيابة عن منسوبي ومنسوبات الملحقية الثقافية والطلاب والطالبات السعوديين الدارسين في الكويت، يسرني أن أرفع أسمى آيات التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولمقام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله - والشعب السعودي بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الثاني والتسعين لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله.
وإننا - ولله الحمد - نعيش منذ إعلان توحيد المملكة العربية السعودية إلى وقتنا الحاضر بقيادة ملك الحزم والعزم، الملك سلمان بن عبدالعزيز - أطال الله في عمره - وسنده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مهندس رؤيتها، في أمن وأمان وعزة ورخاء واستقرار وتطور وازدهار مستمر، كما شهدنا قفزات تنموية غير مسبوقة وتنمية اقتصادية وحضارية مستدامة واهتماما بالتعليم تؤكد حرص حكومتنا الرشيدة نحو أبنائها، ومع إطلاق رؤية المملكة 2030م التي تحتوي على برامج عديدة، حيث تعد مرحلة جديدة من التطوير وتحقيق النمو المنشود والعمل الجاد لاستشراف المستقبل ومواصلة السير في ركاب الدول المتقدمة، حيث حققت المملكة العديد من الإنجازات ومنها إطلاق برامج الابتعاث التي ساهمت في تقدم المملكة في مجال التعليم على مستوى العالم، حيث إن التعليم إحدى أهم الركائز الأساسية التي يبنى عليها مستقبل الوطن، ويعول عليه في إعداد جيل يواكب عصره، ويؤمن بقيمه، ويعتز بهويته، وانتمائه لأرضه، وولائه لقيادته.
كما يطيب لي أن أنوه بالدعم اللامحدود الذي تلقاه الملحقية الثقافية بسفارة المملكة العربية السعودية في الكويت من سمو سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الكويت ومعالي وزير التعليم ومعالي نائبه، وذلك لضمان راحة وسلامة أبناء وبنات المملكة الذين يدرسون في جامعات الكويت والذين تتكفل الدولة - رعاها الله - بكافة تكاليف دراستهم ومتابعتها إلى حين تخرجهم وعودتهم سالمين لأرض الوطن - بإذن الله.
نحتفي بيوم الوطن مع أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات السعوديين مستلهمين كل ما من شأنه رفعة الوطن وغرس قيمه الوطنية في عيون أبنائه وبناته الطلبة الدارسين في مراحل التعليم المختلفة في الكويت، وهذه الاحتفالات تستهدف غرس الهوية الوطنية وإبراز دور حكومة خادم الحرمين الشريفين في توحيد جهودها لنشر السلام العالمي، واستشعار دور حماة الوطن وشهدائه في حماية مقدساته.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ وطننا وقيادتنا وشعب المملكة ويديم على بلادنا الأمن والأمان والاستقرار، وأن يعيد هذه المناسبة علينا، وقد تحقق لهذا الوطن الغالي ما يصبو إليه من رفعة وازدهار في ظل قيادته الرشيدة.