أسامة أبو السعود
نظمت الكنيسة المصرية بالكويت غبقتها الرمضانية السنوية احتفالا بشهر رمضان المبارك، بحضور السفير المصري لدى البلاد طارق القوني ونيافة د.الأنبا أنطونيوس مطران القدس والكويت والشرق الأدنى، وجمع من الشخصيات العاملة إضافة إلى عدد كبير من أبناء الجالية المصرية والمواطنين.
وقال السفير المصري طارق القوني في كلمة ألقاها خلال الغبقة التي أقيمت مساء أول من أمس بقاعة سلوى الصباح إن الاحتفال الذي تحرص الكنيسة المصرية في الكويت على إقامته سنويا خلال شهر رمضان الكريم، هو أدل تجسيد عما جاء به هذا الشهر الفضيل من دروس وعظات، تدعو إلى الألفة والمودة والرحمة وإعلاء القيم والفضائل، ويؤكد على ما جاءت به الديانات السماوية من رسائل، الجميع في أمسّ الحاجة للتمسك بها في مواجهة التحديات التي تواجه الدول العربية.
وأضاف القوني: «يؤكد حضوركم اليوم على ما لمسته منذ رئاستي للبعثة الديبلوماسية المصرية، من العلاقة المتميزة التي تربط الكنيسة المصرية بكل مكونات الجالية، وكذلك المسؤولين بالكويت، ولا يسعني في هذا الشأن إلا أن أثمن الدور المقدر للأنبا بيجول في رعاية مصالح الكنيسة، وأقباط مصر المقيمين في الكويت، وهو الأمر الذي إن دل على شيء، فإنما يدل على خصوصية العلاقة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، وتجذرها لتتسع لكل مناحي العلاقات الثنائية، علاوة على ما يعكسه هذا التقليد السنوي من مناخ الحرية والتسامح الذي تنعم به الكويت الشقيقة».
وقدم السفير المصري التهنئة إلى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وإلى حكومة ودولة وشعب الكويت بهذه المناسبة، متمنيا لهم دوام الرفعة والأمن والاستقرار، كما هنأ أبناء الجالية المصرية، مشيدا بإسهامهم الكبير في العديد من القطاعات الحكومية وغير الحكومية داخل الكويت، لافتا إلى أن ذلك الإسهام هو محل تقدير وإشادة من الجميع.
من جانبه، قال الشيخ حسين الأزهري إن احتفال الكنيسة المصرية اليوم يؤكد أن رباط المحبة هو ما يجمع المسلمين والمسيحيين، الذين يحرصون على التزاور وتبادل التهاني في جميع المناسبات، سواء الدينية أو الوطنية، مشيرا الى أن الكنيسة وجهت الدعوة للحضور لحبها لإخوانها المسلمين، والذين لبوا الدعوة أيضا حبا فيها.
قيم المحبة
بدوره، قال نيافة الدكتور الأنبا أنطونيوس مطران القدس والكويت والشرق الأدنى، «ما أعجبني اليوم هو اسم الغبقة (غبقة المحبة).. فالمحبة هي التي تجمعنا، لأن الله محبة، وعندما نمتلئ بالحب، نعود للصورة التي خلق الله الإنسان عليها».
وشدد الأنبا أنطونيوس على ضرورة تنفيذ تعاليم السيد المسيح عليه السلام، في نشر المحبة والإخاء بين أفراد البشرية، معربا في الوقت نفسه عن خالص التهنئة إلى أمير الكويت الشيخ صباح الحمد الجابر الصباح بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، وولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وجميع المسؤولين الكويتيين.
المحبة والترابط
من جانبه، قال القمص بيجول الأنبا بيشوي راعي الكنيسة المصرية إن الاحتفال هو الثامن عشر له في الكويت، مؤكدا حرصه الدائم على التواجد في الكويت خلال الشهر الكريم، لمشاركة المسلمين احتفالهم بشهر الخير والبركة.
وشدد على أن المحبة والترابط متجذران بين المسلمين والمسيحيين في الكويت منذ قديم الأزل، مؤكدا أن السماحة التي أرساها أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، جعلت الجميع ينصهر في بوتقة واحدة يملؤها الحب والود والتفاهم.
عيش مشترك
من جهته، ألقى وزير الإعلام السابق محمد السنعوسي كلمة قال فيها إن «المحبة هي عنوان ملتقانا هذا الذي يجمع الكثير من الأطياف والمذاهب والجنسيات، وهو انعكاس لروح التسامح وقبول الآخر التي جبل عليها أهل الكويت منذ بواكير عصورهم وحتى الآن».
وأوضح ان هذا الملتقى الذي ترعاه الكنيسة القبطية المصرية قد أصبح من المشاهد الرائعة التي تدفعنا إلى الاطمئنان بأن المستقبل ينحاز إلى قيم التعايش والسلام وهما الضمانة الأساسية لتقدم البشرية وصونها والحفاظ على البيئة.
وتابع قائلا «إننا نقف يدا واحدة ضد دعاة التطرف والغلو من كل الأطراف، واسمحوا لي من هذه القاعة أن أوجه معكم رسالة إلى العالم أجمع، قياداته وحكوماته وشعوبه: انهضوا بقيم التآخي.. انبذوا الفرقة.. توجهوا بالعلم إلى آفاق من الابتكار والإبداع.. وجهوا جهود البحث والتطوير إلى تنمية الإنسان.. اذهبوا بالعلم إلى ميادين العمل لا إلى ساحات الحرب».