بقلم: الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح
تمر اليوم على الكويت ذكرى أليمة، وهي الذكرى الـ 29 للغزو العراقي الغاشم على وطننا الحبيب، ولا يمكن لأي كويتي عايش تلك الفترة من الزمن إلا أن يتوقف طويلا في هذا اليوم، ليعيد شريط الذاكرة إلى يوم الخميس الأسود الموافق 2/ 8/ 1990م، ذلك اليوم الكئيب الذي شهد كارثة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معان، ذلك اليوم الذي اغتصبت فيه أرضنا الطاهرة على أيدي قوات الظلم والاستبداد، التي لم تراع أبسط معاني الحياة، فكيف تنسى الكويت ذلك اليوم العابس الذي فقدت به فلذات كبدها، فقد كانت أوقاتا عصيبة ومحنة قاسية على أبناء هذا البلد، عندما وجدوا أن بلدهم اختطف، وبفضل الله سبحانه ثم بجهود أبناء الكويت من كل فئات المجتمع، وتعاون الأشقاء والأصدقاء تحرر الوطن وزال العدوان وانقشعت الغمة، ففي شواهد ذلك الفعل الكويتي المشهود له، دروس وعبر نذكرها مثلما نذكر أحبتنا الشهداء والمفقودين، الذين بذلوا أرواحهم من أجل «كويت حرة»، وكويتيين أعزاء على أرضهم.
تسعة وعشرون عاما مضت على غزو غاشم هزمه الكويتيون منذ اللحظة الأولى، ليسجلوا ملحمة وطنية بأحرف من نور وليسجل التاريخ أن للقيم قدرتها على صد ترسانات الأسلحة، ورد كيد الطامعين، وكيف تصدوا لمحاولة العدو سرقة وطننا الحبيب.
وأبرزت محنة الغزو مدى تماسك الشعب الكويتي وصموده ومقاومته للاحتلال والدفاع عن بلاده والتفافه حول حكومته وقيادته الشرعية، وهذا ما عكسه مؤتمر «جدة الشعبي» الذي أظهر صورة الكويت كدولة حضارية وديموقراطية ودستورية وتمسك شعبها بنظام الحكم الذي اختاره منذ نشأته وارتضته الأجيال المتعاقبة ووقوفهم صفا واحدا خلف القيادة الشرعية للبلاد فلا مساومة ولا تفاوض على سيادة الكويت واستقلالها وسلامة أراضيها وهذا التماسك والوحدة أثارا إعجاب العالم بأسره.
وأخيرا ندعو الله العلي القدير أن يحفظ الكويت وشعبها الوفي من كل مكروه وأن يديم نعمة الأمن والأمان والاستقرار.