- نتطلع أن يتم العمل بمبادرة «طريق مكة» من قبل جميع الدول الإسلامية ومصرون على أن تكون مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة مدينة ذكية
رفع الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، الشكر والتقدير والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، على كل ما يبذلانه في سبيل راحة الحجاج وتوفير جميع الإمكانات السعودية لخدمة ضيوف الرحمن.
وقال في مؤتمر صحافي عقده بمكتبه في مقر الإمارة بمنى أمس بعد انتهاء موسم الحج «هذه الإمكانات التي ساهم فيها كل مواطن سعودي من داخل الحكومة ومن خارجها، هو شرف عظيم يعتز به كل سعودي، بأن هيأ الله تعالى لنا جميعا خدمة ضيوف الرحمن، ولا استثني أحدا من العاملين في هذا الحج وهم بمئات الألوف».
وأوضح أمير منطقة مكة المكرمة أن عدد الحجاج بلغ في هذا العام 2.489.406 حجاج، منهم 1.855.027 حاجا من الخارج، ومن الداخل 634.379 حاجا، وبلغ عدد الحجاج النظاميين 336.000 حاج وعدد المخالفين 298.379 مخالفا، مؤكدا أن عدد المخالفين انخفض خلال العام الحالي عن العام الماضي بواقع 29% حيث بلغ المخالفون في العام الماضي 383.000 مخالف.
وأكد سموه أن عدد القوى العاملة في الحج من مختلف الجهات بلغ أكثر من 350.000 بالإضافة إلى 35.000 متطوع ومتطوعة، بينهم 120.000 رجل أمن، و200.000 من مختلف القطاعات، و30.000 ممارس صحي، فيما وزعت الجهات الخيرية أكثر من 26 مليون وجبة خلال حج هذا العام تحت إشراف لجنة السقاية والرفادة بإمارة منطقة مكة المكرمة.
وبلغت الأحمال الكهربائية خلال حج هذا العام في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة 4715 كيلو وات، وتم ضخ 41 مليون متر مكعب من المياه لمكة المكرمة والمشاعر، خلال الحج.
وأضاف «كما تم نقل 2.489.406 حجاج من عرفات إلى مزدلفة خلال ست ساعات منهم 360.000 حاج عبر قطار المشاعر و100.000 استخدموا طرق المشاة والباقي تم نقلهم عبر 20.000 حافلة، وفي مجال الخدمات الطبية تم تقديم الخدمة العلاجية لأكثر من نصف مليون حاج.
وتحجيج 400 حاج من المنومين بواسطة القافلة الصحية الطبية، هؤلاء نقلوا إلى عرفات وهم في سيارات الإسعاف ليتموا حجهم، منهم من هو مغمى عليه ولكنه أتم حجه لله الحمد وسوف يراه مسجلا مستقبلا أنه أكمل حجه إن شاء الله، وهناك 173 مستشفى ومركزا صحيا وعيادة متنقلة عملت خلال حج هذا العام بلغت طاقتها السريرية 5000 سرير، وتم إجراء 336 عملية قلب مفتوح وقسطرة و2700 عملية مختلفة.
بعد ذلك أجاب الفيصل على أسئلة الصحافيين، حيث أكد سموه في سؤال حول الخطط التطويرية في مشعر منى، أن اكثر الأمور أهمية لدى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والحكومة السعودية بشكل عام، هي خدمة الحاج والمعتمر، مشيرا إلى أنه تم خلال العام الماضي إنشاء هيئة ملكية خاصة بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة برئاسة سمو ولي العهد، من صلاحيتها ومسؤولياتها تطوير المشاعر المقدسة وتطوير مدينة مكة المكرمة.
وأكد أن الآراء توافقت في الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة على الدراسات الأولية للمشروعات التطويرية الخاصة بالمشاعر المقدسة، والبدء في تنفيذ الدراسات الفنية والتنفيذية وهي الآن في طور النهاية.
وقال: سنبدأ إن شاء الله بعد هذا الحج مباشرة في إنشاء أول أنموذج لتطوير منى، وهذا يشمل المساكن والمخيمات، وسيكون هذا الانموذج جاهزا في العام القادم، لطرحه تحت التجربة لنرى فعالية هذا المشروع وإذا كان يحتاج إلى إضافة أو حذف منه أو تغييره بالشامل، لكننا بدأنا بالتطوير، وهناك إصرار من الدولة على أن تكون مدينة مكة المكرمة مدينة ذكية، والمشاعر المقدسة مدينة ذكية، وسوف يتم ذلك في السنوات القليلة القادمة.
وفي سؤال عن إمكانية زيادة عدد الحجاج في الموسم المقبل إلى 15 مليون حاج، أكد الأمير خالد الفيصل أن حجاج هذا العام كلهم بمن فيهم حجاج المملكة لم يصلوا إلى 3 ملايين حاج، ولا اعتقد أن العام القادم سيأتي 15 مليون حاج.
وعن سبب تفاوت أسعار الحج بين الجنسيات وبين الدول المختلفة، أشار سموه إلى وجود أسعار محددة لكل فئة من الفئات، وإن كان هناك أي ملاحظات على تنفيذ هذه الاتفاقيات بين الحجاج ومؤسسات الحج، فيجب مخاطبتنا عنها وستتم مراجعتها لتصحيح الأخطاء لأن ما يهم المملكة هو راحة الحجاج.
وأضاف الأمير خالد الفيصل: «الحج للعبادة فقط، ولا يناقش بالحج أي أمر آخر، وليس هناك حق للسعودية أن تناقش أي حاج مسلم يأتي إلى هذه الأرض للعبادة وليؤدي هذا الركن من أركان الإسلام، أن تناقش معه أحواله الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في بلاده، فهذا خاص بكل بلاد وكل دولة وكل شعب ونحن لا نتدخل في شؤون الآخرين، ومسؤوليتنا نحن في هذه البلاد وعلى هذه الأراضي المقدسة وبهذا الوقت المقدس والمكان المقدس مهمتنا الأساسية هي أن نضمن للحاج الراحة والطمأنينة والسكينة ليؤدي العبادة التي أمره الله سبحانه بها لتأديتها في هذه الأماكن وفي هذه الأيام، أما ما يحدث في بلاد المسلمين فهذا متروك لهم ولا نتدخل فيه، المملكة لا تتدخل في شؤون البلاد الإسلامية عن طريق هذا التجمع الإسلامي على هذه الأراضي المقدسة، وهذه الأراضي المقدسة مهيئة فقط للعبادة».
وأكد سموه حرص المملكة أن يتم العمل بمبادرة «طريق مكة» من قبل جميع الدول الإسلامية وأن يستفيد منها كل مسلم في رحلته الإيمانية إلى السعودية، لما تسهم به في راحة الحجاج في رحلتهم الإيمانية، حتى إنهم أصبحوا لا ينتظرون أكثر من نصف ساعة في مطار الملك عبدالعزيز بجدة أو في أي مطار سعودي.
واستطرد قائلا «الجميع هنا في المملكة العربية السعودية في خدمة الحجاج عندما يصلون إلى المملكة، أما قبل وصولهم إلى المملكة فهذا ليس من مسؤوليتنا، هذه مسؤوليتهم هم ومسؤولية دولهم».