بقلم: يوسف عبد الرحمن
[email protected]
نجاح فلكي حققته المملكة العربية السعودية في موسم هذا العام (1440هـ - 2019م) واتضح هذا كله في الجاهزية الفريدة ولعل (صور الحجاج في كل المشاعر المقدسة) تغني كل صاحب بصر وبصيرة عن أن يؤكد نجاح الحج، ولعل لغة الأرقام هي المقياس الحقيقي الذي يعكس المجهود الضخم والجبار الذي قدمته المملكة مليكا وولي عهد وشعبا وجيشا ومتطوعين، وتناقلته كل وكالات الإعلام المختلفة بعين الإنصاف لا النكران!
صور الشعب السعودي الشقيق كل منهم في مكانه وموقعه وفي كل المدن الرئيسية بدءا من جدة الغالية الى مكة المكرمة الى المدينة المنورة وكل المواقع والأماكن المقدسة، أكدت حقيقة واحدة وهو هذا (الاحترام والتوقير) من ضيوف الرحمن لأهلنا في السعودية التي أبهرت العالم كله بقدرتها على تنظيم موسم الحج بملايينه البشرية التي قدمت من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم.
لغة الأرقام
نجاح كبير حققته السعودية، فلقد بلغ عدد الحجاج 2.489.406 حجاج منهم 1.855.027 حاجا من الخارج ومن الداخل 634.369 حاجا، وبلغت أعداد القوى العاملة لخدمة هؤلاء الحجيج أكثر من 350 ألفا، إضافة الى 35 ألف متطوع ومتطوعة بينهم 12 ألف رجل أمن و200 ألف من مختلف القطاعات و30 ألف ممارس صحي.
وزعت الجهات والمؤسسات الخيرية أكثر من 26 مليون وجبة تحت إشراف لجنة السقاية والرفادة بإمارة مكة ونقل قطار المشاعر 2.489.406 حجاج من عرفات الى مزدلفة ومنى وتم تقديم العلاج لأكثر من نصف مليون حاج ومعتمر تم استقبالهم في 173 مستشفى ومركزا صحيا وعيادة.
أعجبني تخصيص 7098 موظفا وموظفة من جهات حكومية لخدمة كبار السن والتوجيه والإرشاد والترجمة في المجال الاعلامي والصحي والتوجيهي والخدمي.
لعل من دقة الإحصاءات السعودية هذا العام تسجيل عدد السيارات التي دخلت المناسك 32978 سيارة.
وحجاج الجو: 1.741.568 حاجا خلال 15 ألف رحلة جوية، وفي طريق البر: 96.209 والبحر: 17.250.
أعجبتني (جدارية - شكر الملك سلمان) حيث وقع عليها أكثر من 300 إعلامي من ضيوف وزارة الاعلام وقد دونوا مشاعرهم وانطباعاتهم على جدارية ضخمة في فندق الرتز كارلتون بجدة وكتبوا عبارات مؤثرة وجميلة وشكر لخادم الحرمين وحكومته وشعبه.
نقلة سعودية
يجب أن نفرح للنقلة الحضارية التي وجدناها في حج هذا العام، انسيابية المرور والتنقل خاصة في الجمرات بلا مخاوف من التدافع والموت. مليونان ونصف المليون من الحجاج على مختلف ثقافاتهم وعاداتهم تم توجيههم في (فن سعودي إداري) لافت للنظر وبامتياز!
واضح ان هناك اتفاقا (حكوميا ـ شعبيا) متضامنا على إنجاح موسم الحج عبر (مشاريع وبرامج ومبادرات) باسم منصة الحج الذكي!
كما أن الرقابة السعودية على الخدمات أعطت الحج تكاملا في توفير السكن والنقل (فتفويج) هذه الحشود عبر الاجهزة الالكترونية والبشرية في المشاعر المقدسة وغيرها (عمل جبار) خاصة أنني لاحظت أن الحاج هذه السنة وكأنه بلا حقيبة أو متاع يحمله ويدخل به الاماكن المقدسة وهذا (تفوق سعودي) في إيصال الرسالة للحجاج.
كما أن ضبطهم لمنع (الحجاج المسيسين) من استخدام أمر الحج لأغراض سياسية أو دعائية أمر طيب لاقى استحسان الحجاج ليمارسوا شعيرتهم العظيمة دون أجندات حزبية وأيديولوجية فكرية!
سجناء حجوا!
شاهدت في سكاي نيوز - العربية تقريرا عن تجربة سعودية تمكن سجناء من أداء فريضة الحج برفقة ذويهم تحت إشراف الادارة العامة للتوجيه الفكري والمعنوي بالمديرية العامة للسجون.
تجربة أولى أكيد راح تقيّم تبنتها السعودية كعادتها لتسهيل فريضة الحج.
واضح أن هناك اهتماما سعوديا بتحقيق أكثر من هدف من وراء هذه التجربة الميدانية الدينية الروحية لإعادة تأهيل السجناء ودمجهم في المجتمع وتحفيزهم وبرفقة ذويهم كي يكونوا هم المسؤولين عنهم بالدرجة الأولى!
الجميل في الموضوع أن (ضباطا) يرافقونهم كمصاحبين ومراقبين ومن غير (ملابس سجن) أو أي ظاهرة قيود على حريتهم وتنقلاتهم.
فرصة للسجين كي يغير نفسه وسلوكه ويستقيم ويتوب بعد أن تم تيسير عمرة وحجة له!
من يفعل هذا غير المملكة العربية السعودية التي اختصها الله ببيته المعمور؟! فجزاهم الله خيرا.. خووش مشروع إصلاحي.. أعجبني وسيعجبكم وندعو لهؤلاء السجناء الحجاج.. فكرة ناجحة للإصلاح المباشر.
الأمطار أبهجت الحجاج
اللافت في حج هذا العام هو كثرة نزول (المطر المبهج) الذي ليس من ورائه ضرر وسيول وكوارث وإنما أمطار رحمة غشيت المناسك والمشاعر المقدسة في يوم عرفة وكل أيام التشريق في جنبات مكة المكرمة.
شعور لا يوصف وأنت في إحرامك والمطر يغسلك وكأنما هذه الديمة التي أنزلت ماءها على الحجيج لتغسلهم من ذنوبهم!
إنها بلا شك أمطار رحمة وسلام وبهجة أفرحت الحجاج، خاصة أنها جاءت في شهر (أغسطس) وليس هناك أي فرصة للمطر في هذا الشهر الحار! لكنها رحمات ومنح ربانية أراد الله بها عز وجل أن يُكمل المشهد الإيماني الروحي الكبير بفضله وكرمه وآلائه على حجاجه بآمال العفو والمغفرة.. لن ننسى هذا المشهد العظيم يوم خالطت قطرات المطر دمعات الحجاج وهم يشاهدون رحمة الله بهم وتطهيره للمكان!
بيّض الله وجوهكم!
كالعادة كويت الخير والوفاء تقدم الشكر والتقدير والثناء ببرقية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، الذي هنأ خادم الحرمين الشريفين بنجاح موسم الحج.
وكذلك بعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ببرقية تهنئة الى أخيه خادم الحرمين الشريفين بمناسبة انتهاء موسم الحج، كما بعث سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ببرقية تهنئة مماثلة، كما أن وزير الأوقاف ووزير الدولة لشؤون البلدية فهد الشعلة أشاد بالجهود الكبيرة التي بذلتها المملكة العربية السعودية مليكا وولي عهد وشعبا لخدمة ضيوف الرحمن لتأدية مناسكهم على الوجه الأكمل.
دعاء
اللهم احفظ بلدي الكويت وحكامها وشعبها من كل كائد وحاقد واجعل تدبيره تدميره.. وارفع عنا الحسد والفساد والدسائس.. الكويت جميلة وما مثلها بلد، احفظها لنا يا رب!
أعظم صورة!
شاهدنا عشرات، بل مئات من الصور الجميلة في مناسك الحج والتي تعبّر عن (عظم أخلاقيات الدين الإسلامي الوسطي النقي) ولكل صورة دلالة ومعنى ورسالة خاصة في موسم الحج، غير أنني أسجل إعجابي وملايين معي للعسكري السعودي (سعود خالد المسيهيج) الذي خطفت صورته الأنظار وحققت انتشارا واسعا في (الميديا) والتواصل الاجتماعي لعمق معانيها ولتكون الصورة الأولى والأروع في موسم الحج وكأفضل صورة إنسانية في هذا الحج وهي بلا شك توفيق من الله. والصورة التقطت من مشعر عرفات في يوم وقفة الحجاج بجوار (قطار المشاعر المقدسة) وهي لحاج آسيوي حمله هذا (العسكري السعودي الشهم) ليوصل رسالة الى العالم وشعوبه بأن هذا الفعل الإنساني هو إثبات على روحانية المكان والزمان وما يستشعره المواطن السعودي لضيوف الرحمن زوار بلده، وقد عملت منصات التواصل على بث الصورة لتتصدر الحدث، وقد كان!
شكر خاص
لحملة د.عبدالله الكندري ولحملة علي المكيمي فأبو الحارث وأبو أحمد لم يقصرا مع حجاجهما ونالهما الثناء والشكر والتقدير وهما يستحقان هذا الثناء العاطر، وحج مبرور وذنب مغفور.