بيروت - جويل رياشي
يحمل الاعلامي ومقدم البرامج السياسية والمدير العام لدار «سائر المشرق للنشر» الزميل أنطوان سعد بعضا من أعمال الدار وأعماله الخاصة الى الديرة، مشاركا في الدورة الـ 44 لمعرض الكويت الدولي للكتاب.
وتعد هذه هي المشاركة الأولى لسعد، الناشط في مجال الكتب، والمعاند في زمن انحسار الورق لمصلحة الرقمنة.
وبعد جولات في بيروت (في معرضي الكتاب العربي وانطلياس) والشارقة والرياض والدوحة والبحرين وأبو ظبي ومسقط، يشد سعد الرحال «الى حيث سمعت الكثير عن قارئ كويتي ذويق ومثقف يحب المطالعة، ويقبل بنهم على الكتب السياسية وتلك التي تشهد تأريخا لقضايا كبرى (...) شجعني العديد من الناشرين العرب واللبنانيين على ضرورة المشاركة في الكويت، انطلاقا من تجارب ناجحة كما ذكروا».
يصطحب سعد الى المعرض 60 كتابا من إنتاج الدار، الى سبعة أعمال شخصية له، بينها مولوده الأخير «مسؤولية فؤاد شهاب عن اتفاق القاهرة»، الذي يوقعه في اليوم الأخير للمعرض الساعة الرابعة بعد ظهر السبت 30 نوفمبر، في الجناح الخاص بدار «سار المشرق» و«مكتبة اسطفان» التي يتشارك سعد وإياها خوض التجربة، علما ان «مكتبة اسطفان» تشارك منذ أعوام عدة في معرض الكويت الدولي للكتاب.
أما لماذا اختار سعد كتابا بحثيا يعرض فيه لاتفاق القاهرة بين الدولة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية، والذي شرع إطلاق الكفاح المسلح الفلسطيني على حساب سيادة الدولة اللبنانية «فيعود الى حيازة الكتاب (يقع في 150 صفحة من القطع الوسط)، الرقم الأعلى مبيعا في النسخة الـ 62 الأخيرة لمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب، الذي ينظمه سنويا النادي الثقافي العربي ونقابة اتحاد الناشرين في لبنان.
كذلك أريد الإضاءة على مسألة لبنانية متجذرة عانت من تفلت السلاح وعدم انضباط القوى السياسية في إطار القانون».
ومن الأعمال التي يحملها سعد معه الى الكويت كتب - مذكرات للبطريرك الراحل نصرالله صفير (ثلاثة أجزاء جعلت سعد المؤرخ الرسمي لسيرة صفير)، ولوزير الخارجية اللبناني الذائع الصيت الراحل فؤاد بطرس (يتطرق فيه الى ذكر الكويت أكثر من 20 مرة، ويتحدث عن صفات سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي زامله وزيرا للخارجية، وقال انه «فائق الذكاء»)، الى كتاب لسيرة الأباتي (الراهب) بولس نعمان، وأعمال أخرى.
لا يخفي سعد الصعاب التي تواجهها دور النشر العربية، «ذلك ان القارئ العربي لا يقبل على الشراء عبر المنصات الالكترونية الرقمية، لعدم ثقته ببطاقات الدفع الائتمانية، ولتفضيله المطالعة على الورق.
ونحن نعاني من قلة حماسة الجيل الجديد وعدم اندفاعه للمطالعة الكترونيا للكتب (...)».
كما يتناول ما لحقه من خسائر مادية جراء تأجيل معرض الكتاب العربي وإلغاء الدورة الحالية لمعرض الكتاب الفرانكوفوني، محددا خسارته بسبعين مليون ليرة (ما يعادل 14 ألف دينار كويتي، وهي القيمة التي حصل عليها العام الماضي من المعرضين).
ويتطرق «الى قوة دار سائر المشرق في الكتب السياسية، وقد حجزنا مكانا بين الأوائل.
واشترت صحف كويتية عدة حلقات من كتاب البطريرك صفير».
يتفاءل سعد بالكويت بعدما سمع عنها الكثير، ويرى انه يحقق خطوة رائدة بالمشاركة في معرضها العريق «ولو على طريقة أن تأتي متأخرا افضل من ألا تأتي».