أصبحت كلمة «القيم» مصطلحا متداولا على أعلى المستويات، وفي جميع دول العالم، حيث وجدوا أنها هي المرجع الذي يحقق ثبات المجتمعات من الانحراف عن الجادة، في مختلف المجالات، التربوية، والاجتماعية، والعلمية، والنفسية، والاقتصادية، والثقافية، والفكرية، والسياسية.. وغيرها، وأصبحت «الضابط الأخلاقي» لأي سلوك لفظي أو حركي، والموجه للمشاعر والوجدان.
وكان إصدار كتاب «واثق لغرس القيم» من خلال تعزيز الثقة بالنفس وفق المبادئ الـ 19، من إعداد د.عصام عبداللطيف الفليج، وسيلة تربوية وعملية وميدانية لمشروع ضخم انتشر في كل محافظات الكويت، في عدة مدارس بمختلف المراحل التعليمية، حيث احتوى الكتاب في فصوله الخمسة أدبيات هذا المشروع.
بين المؤلف في الفصل الأول «القيم» مفهوما وتعريفا، والفرق بينها وبين الاتجاهات، وسبل قياسها، ومراحل اكتسابها.
وجاء الفصل الثاني ليعرف «الثقة بالنفس»، وسبل تعزيزها، وأسباب ضعفها، والتعامل مع النفس غير الواثقة.
وشرح الفصل الثالث مشروع «تعزيز الثقة بالنفس وفق المبادئ الـ 19» التي تم اعتمادها في مختبر علم النفس التربوي بكلية التربية بجامعة الكويت، والآثار المتوقعة لتطبيق المشروع.
وكان الفصل الرابع شارحا لأسلوب تطبيق المشروع وفق نظام «فرق العمل»، وسبل بنائها.
وأخيرا بين الفصل الخامس «منهجية العمل» بالتفصيل الدقيق، بدءا من تشكيل الفريق الرئيس للمشروع داخل المدرسة، وانتهاء بشرح عملي لفرق العمل الستة التي ستقوم بتنفيذ هذا المشروع، وهي: فريق الحوار، وفريق الإيجابية، وفريق التعامل مع الآخرين، وفريق المواهب، وفريق تربية الغضب، وفريق التجربة.
وأكد الفليج انه من المهم في مرحلة التعليم ربط الشباب بالقيم، لأجل صنع مستقبل مشرق واعد لهم، بعيدا عن المشاكل والانحرافات والإحباطات، فتعزيز القيم في حياة الشباب ضرورة، باعتبارهم أمل الأمة وعماد نهضتها، والفئة المعول عليها في البناء والعطاء، والتي تتوجه إليها معظم الخطط التنموية، ويعتمد عليها في بناء المجتمع وازدهاره.
ونقف هنا على بذل جهد كبير في الارتقاء بالشباب باعتبارهم هدفا لأي خطة تنموية، وركيزة أي إصلاح، فهم أغلى الثروات، والاستثمار الحقيقي، ومحور البناء، فلا نهضة ولا تطور بدون شباب واعد، مسلح بالعلم والإيمان، يرتقي بأمته إلى مصاف الأمم المتقدمة المتحضرة.
وبين د.عصام أن هذا المشروع لم يتوقف في مدارس الكويت، فقد ذاع صيته وانتشرت فكرته خارج الكويت، واستحق تكريما دوليا، مؤكدا انه عمل بشري يحتمل الخطأ والصواب، وهو بلا شك قابل للتعديل والتطوير وفق المستجدات والمتغيرات.
وخرج الكتاب بـ 175 صفحة من القطع الوسط، واحتوى على عدة نماذج وجداول يستفيد منها من يريد التطبيق، وتم إخراجه بشكل مبسط، وبأسلوب سهل ممتنع، وألوان متناسقة.
وبلفتة إنسانية رائعة، جعل د.الفليج ريع الكتاب خالصا لصالح تعليم الفقراء بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية.
وشكر د.عصام عبداللطيف الفليج كل من ساهم في إنجاح هذا المشروع، وبالأخص أعضاء فريق العمل الرئيس وهم: محمد القلاف، ود.أمل الدويلة، وسارة كميخ، والمستشارين الأكاديميين للمشروع د.حمود القشعان، ود.جابر المنيفي، ود.كلثوم الكندري. ويتوافر الكتاب في جناح ناشر الكتاب «الإبداع الفكري» في معرض الكويت الدولي للكتاب، خلال الفترة من ٢٠-٣٠ الجاري.