لقد كان يوم السبت 24/10/2020 يوما حزينا على أسرتنا وعلى الكويت فقدت فيه ابنها البار رائد العمل الاجتماعي والرياضي المغفور له بإذن الله عبدالرحمن يوسف المزروعي، والذي تبوأ مسؤولية الإشراف على الشباب والطفولة والرياضة في السبعينيات لغاية نهاية التسعينيات، وكان يحرص طوال عمره على تشجيع الشباب، وتنمية مهاراتهم واستثمار طاقاتهم، ومخرجات مراكز الشباب وحدائق الأطفال ومعسكرات العمل شاهدة على ذلك ودليل عليه، وبصماته واضحة وجلية في هذا الشأن.
كما كان له، رحمه الله، دور مع الأندية والاتحادات الرياضية وجمعيات النفع العام، وكل مؤسسات المجتمع المدني.
وكان الفقيد رائدا من رواد العمل الاجتماعي، وقدوة طيبة في حسن التعامل مع الجميع.
تدرج عبدالرحمن يوسف المزروعي في عمله في وزارة الشؤون، وتحمل عدة مسؤوليات حتى أصبح وكيلا للوزارة، وبعدها مستشارا للوزير.
كانت له علاقات وطيدة مع كثير من الجهات واللجان في الدولة (وزارات التربية، الصحة، الإعلام، الأوقاف، الداخلية، الجامعة، التطبيقي، رعاية المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة ورعاية الأحداث وجمعية الهلال الأحمر)، إذ كان له دور ومشاركة معهم وفي أنشطتهم.
كما كان الفقيد مشرفا عن المقاهي الشعبية، وساهم في تأسيسها، ورعاها واهتم بروادها واحتياجاتهم وطلباتهم. وقامت الوزارة مشكورة بتسمية أحد المقاهي باسمه في حياته، تكريما للدور البارز الذي قدمه للمقاهي وروادها.
ورغم هذا المصاب إلا أن الاتصالات الهاتفية والبرقيات والرسائل النصية التي انهالت علينا وما فيها من مشاعر طيبة وأحاسيس مرهفة بعثت فينا وأكدت لنا أن ما قدمه عبدالرحمن يوسف المزروعي، رحمه الله، خلال مسيرته وخدمته لبلده وأبناء وطنه لم يذهب سدى، بل كان حاضرا في أذهان من عاشروه وعملوا معه، وهذا الوفاء بكل معانيه.
اتصل أحدهم ونحن في المقبرة (قبل الدفن) يعزي ويعتذر لعدم تمكنه من الحضور لظرف صحي، ويؤكد على حسن علاقته مع الراحل خلال عمله معه في مجال الرياضة، وفي الوزارة ومن المشهورين رياضيا، وآخر يقف بعد العزاء في المقبرة ويثني على الفقيد وحسن أخلاقه وطيبته وتعامله الراقي مع الجميع، وهذا كان أحد رؤساء الأندية الرياضية المشهورة، ومن رجالات الدولة النادرين.
هذان مثالان، وغيرهما كثير، لكن المقام لا يسع.
إن علاقة عبدالرحمن يوسف المزروعي، رحمه الله، كانت مميزة مع الجميع والكل يثني على تعامله وأسلوبه، سواء من اتفق معه أو من اختلف.
وكان، رحمه الله، يعمل ليل نهار غير مكتف بساعات العمل الرسمية، لذا كان قدوة صالحة ورمزا لشباب الكويت.
كان من جيل الطيبين، ومن رجالات الكويت المخلصين الحريصين على سمعتهم وسمعة بلدهم وأهل ديرتهم.
لذا، علينا أن نكون قدوات صالحة في مجتمعنا كل في مكانه، ونعمل بجد واجتهاد وإخلاص، وأن نحسن التعامل مع الجميع، والاستماع للرأي والرأي الآخر ونهتم بالعمل التطوعي، ونعتز بشباب هذا الوطن، فهو عماد المستقبل، تحت ظل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، حفظهما الله ورعاهما.
ورحم الله العم عبدالرحمن يوسف المزروعي وأسكنه فسيح جناته.