- 7 مليارات يورو حجم الاستثمارات الكويتية في هولندا بمجال البتروكيماويات والخدمات اللوجستية
- 2.5 مليار يورو إجمالي حجم التبادل التجاري بين الكويت وهولندا وعلاقات البلدين تاريخية
- نتوقع عقد الجولة المقبلة من المشاورات السياسية بين البلدين خلال الأسبوع الثاني من ديسمبر
- الكويت تلعب دوراً إنسانياً رائداً وبصماتها واضحة في تخفيف آلام المشردين وضحايا الكوارث
- 17 ألف تأشيرة أصدرها القسم القنصلي العام الماضي وهولندا من وجهات الكويتيين المفضلة
- الشركات الهولندية مهتمة جداً بالمشروعات التنموية الكبرى في الكويت وتشارك بفاعلية فيها
- الكويت تمثل حالة ديموقراطية فريدة في المنطقة وبرلمانها نشط يمارس دوره في الرقابة والتشريع
- توافق في الرؤى وتنسيق بين البلدين حيال العديد من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك
- ننظر لاتفاقيات السلام بين الدول العربية وإسرائيل بإيجابية ويجب بذل الجهود لحل الدولتين
- ندعم التبادل الأكاديمي بين البلدين ولدينا جامعات عالمية مشهود بكفاءتها ومقرراتها متنوعة
أجرى اللقاء: أسامة دياب
أشاد السفير الهولندي لدى البلاد لورانس ويستهوف بقوة ومتانة العلاقات الهولندية - الكويتية التي وصفها بالتاريخية والمتطورة على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون الثنائي، مشيرا إلى وجود فرص كبيرة للبناء على هذه العلاقات المتميزة والانطلاق بها إلى آفاق أرحب تعود بالنفع على الشعبين الصديقين، كاشفا عن وجود توافق في الرؤى وتنسيق مستمر بين البلدين حيال العديد من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وكشف ويستهوف في أول لقاء له مع صحيفة محلية منذ توليه مهام عمله كسفير لبلاده عن موعد انعقاد الجولة القادمة من المشاورات السياسية بين البلدين خلال الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر المقبل، لافتا إلى وجود توافق في الرؤى وتنسيق بين البلدين حيال العديد من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، مشددا على أن الكويت دولة تتمتع بقدر كبير من الشفافية ولا تحمل أي أجندات خفية وديبلوماسيتها الناعمة أحد أبرز عوامل الاستقرار في المنطقة، فضلا عن أنها تمثل حالة ديموقراطية فريدة في المنطقة ولديها برلمان نشط يمارس دوره في الرقابة والتشريع.
وأشار إلى أن البلدين أمامهما فرصة مميزة لتطوير علاقاتهما الاقتصادية خصوصا في ضوء الإمكانات الهائلة التي يتمتعان بها، موضحا أن إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ 2.5 مليار يورو، في حين يبلغ حجم الاستثمارات الكويتية في هولندا نحو 7 مليارات يورو، وإلى التفاصيل:
في البداية كيف تصف العلاقات الكويتية - الهولندية وأبرز مراحل تطورها وآفاقها المستقبلية؟
٭ العلاقات الهولندية - الكويتية في مجملها قوية ومتينة ويمكن وصفها بالتاريخية حيث بنيت على أسس صلبة من الصداقة والثقة والاحترام المتبادل لذلك استمرت على مدار أكثر من 50 عاما من دون أي مشكلات أو منغصات من الممكن أن تعكر صفوها، فضلا عن كونها علاقات متطورة جدا على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، لذلك هناك فرص كبيرة جدا للبناء على هذه العلاقات المتميزة والانطلاق بها إلى آفاق أرحب تعود بالنفع على الشعبين الصديقين، وهناك العديد من القواسم المشتركة بين البلدين فكلانا دولتان صغيرتان محاطتان بجيران كبار، فالكويت محاطة بالمملكة العربية السعودية والعراق وإيران بينما هولندا محاطة بألمانيا وانجلترا وفرنسا لذلك يجمعهما إيمان راسخ بأن التعاون المثمر والبناء من أهم سبل الاستقرار، ولذا تلعب الدولتان دورا مهما في هذا الصدد.
ماذا عن الجانب السياسي لهذه العلاقات؟ وما مدى التنسيق بين البلدين؟
٭ على الصعيد السياسي لدينا مشاورات سياسية دورية منتظمة تعكس مدى توافق الرؤى والتنسيق بين البلدين حيال الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وخلال الشهر المقبل وتحديدا خلال الأسبوع الثاني منه ستكون لدينا جولة جديدة من المشاورات السياسية بين البلدين لكنها هذه المرة ستعقد عبر الاتصال المرئي نظرا للظروف الاستثنائية الحالية التي يمر بها العالم بسبب تفشي فيروس كورونا، وستناقش هذه الجولة من المشاورات السياسية العديد من القضايا والملفات على الساحتين الإقليمية والدولية، ولعل أبرز ما يميز الكويت أنها دولة ذات رؤية شفافة مميزة ولا تحمل أي أجندات خفية، وتؤمن بالحوار كسبيل لا بديل عنه لحل الأزمات لذلك نعول كثيرا على الجولة القادمة من المشاورات السياسية القادمة لنتعلم من الكويت ما يحدث في هذه المنطقة.
كم عدد الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم التي تسيّر العلاقات بين البلدين الصديقين؟
٭ بصفة لدينا اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم تغطي أبرز مجالات التعاون الثنائي مع الكويت مثل منع الازدواج الضريبي وغيره، ومذكرتا تفاهم في غاية الأهمية، الأولى تتعلق بالمشاورات السياسية حول الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك والتي تعقد سنويا على المستوى الوزاري، والثانية في مجال الطاقة وإيجاد بدائل متجددة لمصادر الطاقة التقليدية مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
حدثنا عن أبرز مجالات التعاون بين البلدين؟
٭ بالإضافة إلى المشاورات السياسية نتعاون مع الكويت بشكل مميز ونتبادل الدعم في المحافل الدولية خصوصا في إطار الأمم المتحدة، وأعتقد أن فترة تواجدنا مع الكويت بعضوية غير دائمة في مجلس الأمن كانت فرصة فريدة لتعزيز التعاون المشترك على صعيد القضايا الإقليمية والدولية وتعزيز التشاور الدائم بين البلدين.
والبلدان أمامهما فرصة مميزة لتطوير علاقاتهما الاقتصادية وخصوصا في ضوء الإمكانات الهائلة التي يتمتعان بها، وأعتقد أن الزراعة والأمن الغذائي من أبرز مجالات المقترحة للتعاون والتي يجب أن نوليها أهمية كبيرة، حيث إن هولندا لها باع طويل في هذا المجال بالعديد من الطرق والأساليب التكنولوجية الحديثة، بالإضافة إلى مجال الطاقة المتجددة.
ماذا عن الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين؟
٭ نولي الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين أهمية كبرى لكن بسبب الأوضاع الحالية التي فرضتها جائحة كورونا الحل المتاح دائما هو الاجتماعات الافتراضية.
خطة طموحة
الكويت لديها خطة تنموية طموحة، فما مدى اهتمام الشركات الهولندية بها؟ وما حجم مشاركتها فيها؟
٭ في الحقيقة لا أخفي انبهاري بحرص الكويتيين وحماسهم على تطوير بلدهم من خلال الخطة التنموية الطموحة «كويت جديدة 2035»، والشركات الهولندية مهتمة جدا بالمشروعات التنموية الكبرى في الكويت وتشارك بفاعلية فيها لكن كمقاولين فرعيين وليس كمقاولين أساسيين، وعلى سبيل المثال تشارك شركة هولندية في مشروع مطار الكويت الجديد بالتعاون مع الشركة التركية، وتشارك شركة «فان اورد» الهولندية في مشروع مصفاة الزور والذي يعتبر الأكبر عالميا.
وهناك العديد من الشركات الهولندية الكبرى والتي تعمل بفاعلية في الكويت مثل شركة «شل»، و«كي إل إم» و«تي إن تي» وغيرها، فشركة «شل» على سبيل المثال تعمل بشكل جيد في الكويت وتتعاون مع شركة نفط الكويت في عدد من المشاريع باستخدام أحدث التقنيات العلمية، كما نعلم أن ميناء روتردام مهتم جدا بالعمل والتعاون مع ميناء الكويت، وبصفة عامة فالشركات الهولندية مهتمة جدا بالسوق الكويتي وتضع خبرتها العالمية في متناول المشروعات التنموية الكبرى في الكويت.
ماذا عن حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
٭ على الرغم من القيود التي فرضتها «كورونا» علاقتنا الاقتصادية مع الكويت مازالت قوية ولا أنكر أنها قد تأثرت بسبب الجائحة.
ويبلغ إجمالي وارداتنا من الكويت نحو 650 مليون يورو من المشتقات النفطية، في حين يبلغ إجمالي صادراتنا لها نحو 1.8 مليار يورو، ليصبح إجمالي حجم التبادل التجاري في الاتجاهين 2.5 مليار يورو وهناك إمكانية كبيرة جدا لزيادة هذه الأرقام في ضوء الإمكانات المتميزة التي يتمتع بها البلدان الصديقان.
كم يبلغ حجم الاستثمارات الكويتية في هولندا؟
٭ الكويت من أبرز المستثمرين المباشرين في هولندا، وهناك إمكانية كبيرة لزيادة حجم تلك الاستثمارات خصوصا في ظل رغبة واهتمام الكويتيين بقطاعات مثل الطاقة والزراعة، وأعتقد أن إجمالي حجم الاستثمارات الكويتية في هولندا يبلغ نحو 7 مليارات يورو في مجالات البتروكيماويات والخدمات اللوجستية، وهي استثمارات مهمة تحرص الحكومة على تعزيزها وتشجيعها، كما تبذل السفارة جهودا كبيرة لتعريف المستثمرين الكويتيين بالفرص الاستثمارية المتاحة في هولندا وأهم التسهيلات التي تقدمها الحكومة للمستثمرين الأجانب، وأود أن أشير إلى سعادتنا باهتمام الكويتيين المتزايد بقطاع العقار في هولندا.
وجهة سياحية
كم عدد التأشيرات التي يصدرها القسم القنصلي في السفارة؟ ومتى سيتم فتح التأشيرات السياحية؟
٭ القسم القنصلي بالسفارة أصدر 17 ألف تأشيرة العام الماضي، ولكن يجب أن نضع في الاعتبار أن عدد التأشيرات لا يعكس عدد السائحين الكويتيين الذين يزورون هولندا سنويا، حيث إن أغلب الكويتيين لديهم تأشيرات شينغن طويلة الأمد، ما أود أن أؤكد عليه أن هولندا تعتبر من بين ابرز الوجهات السياحية المفضلة بالنسبة للكويتيين، ولذلك سنعمل على تعزيز هذا الجانب في الفترة القادمة، حيث إن هولندا لديها إمكانات سياحية رائدة وتنوع ثقافي وحضاري فريد.
أعتقد أن فتح باب تلقي التأشيرات السياحية أمر بيد المتخصصين الذين سيحددون متى سيصبح الوضع الصحي ملائما، ونأمل أن يكون ذلك في القريب العاجل وتنجح الجهود الدولية في القضاء على فيروس كورونا.
ما أبرز جهود السفارة لدعم التبادل الثقافي بين البلدين؟
٭ نولي التبادل الثقافي أهمية كبيرة كونه أحد جسور التواصل الشعبي بين البلدين والتي تدعم وتعزز أرضية مشتركة من الفهم المتبادل، ونحاول أيضا أن ندعم التبادل الأكاديمي بين البلدين وزيادة عدد الطلاب الكويتيين الذين يدرسون في هولندا وخصوصا أن لدينا جامعات عالمية مشهودة بكفاءتها والمقررات الدراسية متنوعة متوافرة ومتاحة باللغة الإنجليزية، ولكن للأسف الشديد عدد الطلاب الكويتيين الذين يدرسون في هولندا لا يتجاوز 100 طالب وطالبة.
وصلت إلى الكويت في أغسطس الماضي، كيف تقيم تعاون زملائك في وزارة الخارجية الكويتية؟
٭ تم استقبالي بحفاوة وكرم ضيافة كبيرين وأعتقد أنني وجدت من الزملاء في وزارة الخارجية كل الدعم والمساندة الحقيقية لأداء مهام عملي، وهنا أود أن أشيد بالاحترافية والالتزام الذين يتمتعون به، وأنا على تواصل دائم ومستمر معهم ونتعاون من أجل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية.
ديبلوماسية ناعمة
كيف تقيم الدور الذي تلعبه الديبلوماسية الكويتية إقليميا ودوليا في حل النزاعات وإحلال السلام؟
٭ أنا معجب جدا بالديبلوماسية الكويتية كقوة ناعمة جعلت من البلاد أحد أبرز عوامل الاستقرار في المنطقة بوساطاتها لحل النزاعات وبمبادراتها لإحلال السلام ولذلك أرى تشابها كبيرا في فلسفة وزارة الخارجية في البلدين الصديقين من حيث الأهداف والأساليب وخصوصا الإيمان المطلق بالحوار كحل ناجع لا بديل عنه في حل الأزمات والنزاعات، فضلا عن التشابه في إعطاء الأولوية للدور الإنساني.
ذكرت التشابه بين البلدين في إعطاء الأولوية للمجال الإنساني، فكيف ترى دور الكويت الإنساني ومساهماتها السخية؟
٭ جهود وإسهامات الكويت في المجال الإنساني محل إشادة المجتمع الدولي، فهي تلعب دورا إنسانيا رائدا وبصماتها واضحة في التخفيف من آلام المشردين من ضحايا الكوارث الطبيعية والإنسانية، ولعل تسمية الأمم المتحدة لسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد قائدا للعمل الإنساني والكويت مركزا للعمل الإنساني أبلغ دليل على التقدير الأممي لفاعلية هذا الدور.
كيف ترى اتفاقيات السلام بين عدد من الدول العربية وإسرائيل؟
٭ ننظر لاتفاقيات السلام بين الدول العربية وإسرائيل نظرة إيجابية لهذه التطورات ولكن مازالت هناك جهود يجب أن تبذل لتحقيق السلام والوصول إلى حل الدولتين لإنهاء الصراع في منطقة الشرق الأوسط.
مشهد معقد
كيف ترى المشهد في منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة؟
٭ المشهد في الشرق الأوسط معقد وملتبس ويحوي العديد من مناطق الصراع الملتهبة التي تزيد من أوجاع المنطقة وتضيف لمعاناة شعوبها، المنطقة تواجه تحديات كبيرة تستدعي تضافر الجهود لإيجاد حل ناجع لإنهاء الصراع وعودة الاستقرار، وهذا لن يتحقق إلا بالحلول الديبلوماسية ودعوة كل أطراف النزاع إلى الحوار، ولذلك ننظر بإيجابية إلى جهود الكويت في دعم وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية مستمرة بجهود لا تهدأ من أجل وضع كلمة النهاية لهذه الأزمة التي طال أمدها، إلى أي مدى تؤيدون هذه الوساطة؟
٭ ندعم بشكل كامل جهود الوساطة الكويتية في حل الأزمة الخليجية وإعادة اللحمة والتماسك إلى كيان مجلس التعاون الخليجي، ونرى أن الجميع يدرك الآن أن هذه الأزمة لا تصب في صالح الكيان الخليجي، وفي الحقيقة تربطنا علاقات ديبلوماسية مميزة مع دول مجلس التعاون ونتحدث معهم ونستمع إليهم ونأمل أن تكلل جهود الكويت بالنجاح في حلها.
الكويت ليست محطتك الأولى في العالم العربي، فماذا يميز الكويت عن الدول الأخرى التي مثلت بلادك فيها؟
٭ بالفعل، الكويت ليست محطتي الأولى في العالم العربي فسبق أن عملت في جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، ولذلك فأنا لست غريبا على منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة والخليج بصفة خاصة.
أعتقد أن التوجه السياسي في الكويت والذي يسخر كل طاقاته لدعم وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة هو أهم ما يميزها.
الكويت على أبواب انتخابات برلمانية، كيف ترى مستوى الديموقراطية والمشاركة النسائية فيها؟
٭ الكويت تمثل حالة ديموقراطية فريدة في المنطقة ولديها برلمان نشط يمارس دوره في الرقابة والتشريع، وفي الحقيقة أنا معجب بأجواء الانتخابات هنا وخصوصا المشاركة النسائية الفاعلة.
المطبخ الكويتي متنوع
أوضح السفير الهولندي لدى البلاد لورانس ويستهوف أن المطبخ الكويتي متنوع لأنه نتاج الاحتكاك بثقافات مختلفة، موضحا ان طبقه المفضل هو المأكولات البحرية نظرا للطعم الفريد الذي تتمتع به أسماك جون الكويت.