عادل الشنان
قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل ان المجلس الوطني أتم إعادة ترميم وتأهيل وتجهيز المحلات التراثية الموجودة في «سوق التمر» و«سوق الجت» في اسواق المباركية وإعادتها كما كانت إلى عبق الماضي وعلى الطراز المعماري الكويتي القديم.
واضاف العبدالجليل بعد جولة في أسواق المباركية التراثية تفقد خلالها المرحلة الجديدة برفقة عدد من المسؤولين في المجلس ان المجلس استطاع إنجاز وتأهيل وإعادة ترميم 23 محلا وهذه المحلات مفتوحة وجاهزة لمزاولة الأنشطة التجارية القديمة والمرخصة من بلدية الكويت التي بذلت كل ما في وسعها لتسهيل هذه المهمة.
وقال ان هذه الأنشطة تتعلق ببعض المهن والحرف وبيع السلع التراثية التي كانت في الكويت قديما، بالاضافة إلى المحلات التي تقدم الوجبات الشعبية والملابس التراثية المعروفة وبعض المستلزمات المرتبطة بأسواق الكويت القديمة.
وأضاف ان هناك 15 محلا جديدا سيتم الاعلان عن مزايدة جديدة لمزوالة الأنشطة فيها وفق الشروط الخاصة التي يضعها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وبين ان هذه المحلات ستكون متاحة لكل المواطنين وخاصة أصحاب المشاريع الصغيرة من شباب الكويت لكي يستفيدوا منها، مشيرا الى انها تحمل ذكريات جميلة عن تاريخ الكويت في سوق المباركية التاريخي.
وأشار إلى أن لدى المجلس الوطني 75 محلا في سوق المباركية موزعة بين سوق التمر وسوق الجت، وكل المحلات الموجودة مستغلة ما عدا الـ15 محلا الأخيرة وهي بصدد إعداد مزايدة جديدة لاستغلالها وفق المواصفات القانونية المتبعة بين المجلس وبلدية الكويت ووزارة المالية، وسوف يتم الاعلان عنها في الجريدة الرسمية وفي قنوات المجلس الرسمية.
وقال ان «مسؤوليتنا في المجلس الوطني هي المحافظة على المباني التاريخية والتراثية ولدينا عزم وهمة وقدرة على أن نعيد الكثير من المباني إلى طابعها الكويتي الأصيل للمحافظة على الهوية المعمارية والتراثية لدولة الكويت للمحافظة على أصالة عبق الماضي».
وأوضح ان مباني سوق المباركية التراثي على وجه الخصوص تمثل أهمية كبيرة كونها تقع في قلب العاصمة وبجوار متحف كشك الشيخ مبارك، وكل تفاصيل المكان تعبر عن هوية الكويت الأصيلة وجانب هام في ذاكرة الوطن «وهذا واجبنا في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ونحن قادرون على ذلك بفضل جهود المسؤولين والقيادات في المجلس وفي قطاع الآثار والمتاحف والشؤون الهندسية».
من جانبه، قال الأمين المساعد لقطاع الآثار والمتاحف د.بدر الدويش إن سوق التمور بمنطقة المباركية يعد أحد المعالم التاريخية في الكويت والتي لها رمزية في المجتمع ليس في الكويت فقط وإنما لكل الزائرين للبلاد.
ولفت الدويش إلى حرص المجلس على توحيد النسق المعماري والشكل العام لهذه المحلات التراثية القديمة التي تحمل رسالة بالغة الأهمية في نفوس كل زوار سوق المباركية.
واشار الى النسق الموحد المحافظ على الطراز المعماري الكويتي القديم والذي يمثل نوعا من الاستدلال السياحي وهذا مفهوم أعمق لما يسمى بالترويج الثقافي والذي يهتم به المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في كل أنشطته التراثية والترويحية، وكذلك عند ترميم وإعادة تأهيل جميع المباني التاريخية القديمة.
من جهته، قال ممثل بلدية الكويت م.ياسر الموسوي: نشهد نجاح تعاون مثمر بين بلدية الكويت والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب للمحافظة على الهوية التاريخية للمحلات الموجودة في سوق المباركية والتي يقارب عمرها الـ 120 عاما. وأضاف: حافظنا على ملامح التراث مثل (الجندل ـ الخوص) أي ملامح البناء القديم داخل سوق المباركية، ناهيك عن البناء باستخدام الطين كما هو في العهد القديم وليس من الحديد او غيره من المواد الحديثة للبناء، واستطعنا ان نقوم بتغيير الأبواب والاعلانات من خلال توحيدها بالشكل والمنظر المحافظ على عدم التشويه البصري ووفق المواصفات التي تحددها بلدية الكويت بالنسبة للاماكن التراثية.
وأضاف الموسوي ان البلدية زادت اعداد العمالة والمعدات لتنظيف شارع التمور في سوق المباركية، واستطعنا ترتيبه من جديد، وبالنسبة لمشكلة الصرف الصحي قمنا بالتنسيق مع وزارة الاشغال بصفتها الجهة الحكومية المعنية بهذا الامر، وزكت لنا احدى الشركات وقمنا بالتعاقد معها على حسابنا الخاص حتى لا يتأخر افتتاح الشارع الذي يحوي محلات تراثية تعبر عن عبق الماضي والتاريخ الكويتي المشرف، مؤكدا ان بلدية الكويت قامت بالمبادرة لحلحلة مشكلات شارع التمور، واستطاعت بالتعاون مع الجميع الوصول الى هذا المستوى المشرف، متمنيا من جميع الوزارات مد يد التعاون لتكون أسواق المباركية اجمل.