- الدوسري لـ «الأنباء»: شركات الصيانة لن تستطيع إزاحة الرمال عن طرق الوفرة لارتفاع كمياتها خلال العقد الحالي
- قدمنا حلولاً مستدامة لعدة جهات معنية وإلى الآن لم يتم الرد.. وإنشاء المحميات سينهي أثر هذه المشكلة خلال 3 سنوات
- أكثر الطرق تضرراً من زحف الرمال وتراكمها في البلاد هي الوفرة وميناء عبدالله والزور والسالمي والصبية والعبدلي وكبد
دارين العلي
تعتبر المرحلة المقبلة مرحلة تجمع الرمال على الطرق الصحراوية في البلاد والتي تشكل خطورة على المارة كما تحتاج إلى تكاليف مرتفعة لصيانة الطرق وإزاحة الرمال التي تتزايد سنويا بمعدلات مرتفعة.
ومن المتوقع وفق دراسات أجراها معهد الكويت للأبحاث العلمية ومن خلال استقراء لبيانات الانسياق الرملي في الكويت على مدى عقود 3 أنه خلال العقد الحالي لن تستطيع اي شركة صيانة للطرق ان تزيح الرمال من طرق الوفرة نظرا لارتفاع كميات الرمال، حيث تشير الإحصائيات لتضاعف كميات الرمال وتكاليف إزاحتها كل 20 عاما في الكويت.
هذا ما أعلنه الباحث العلمي في مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية د.علي الدوسري في تقرير خاص لـ «الأنباء»، حيث أكد ان أكثر طرق الكويت تعرضا لتراكمات الرمال هو طريق الوفرة ميناء الشعيبة.
ولفت الى ان بعض جهات الدولة تقوم حاليا بوضع سواتر ترابية ووضع عوائق في المنطقة المحصورة بين الطريقين لحماية الطريق مما فاقم المشكلة لذا ينصح بعدم إقامة اي وسيلة حماية إلا على بعد 50 مترا من الطريق، حيث خاطب معهد الكويت للأبحاث جهات عديدة لوضع حلول مستدامة ولم نجد بادرة تحرك حتى حينه.
زيادة كميات الرمال
وأوضح ان جميع المعلومات الميدانية حول كميات وتكاليف إزاحة الرمال المتراكمة حول المنشآت المدنية والطرق السريعة ومحطات الكهرباء والأسوار والآبار والمجمعات النفطية والعسكرية والقواعد والثكنات العسكرية في الكويت تشير الى أن تكلفة إزاحة المتر المكعب من الرمال تعادل 0.220 د.ك في 1993 وارتفعت لـ 0.320 د.ك في 2013 وتعد هذه الكلفة الأعلى إقليميا وعالميا.
وأشار الدوسري إلى أن أكثر الطرق تضررا من زحف الرمال في الكويت هي الوفرة - ميناء عبدالله والوفرة - الزور والسالمي والصبية والعبدلي وكبد على التوالي.
وقال إن طريق الوفرة على سبيل المثال تمت إزاحة ما يقرب من 450.000م3 من الرمال المتراكمة على 32 موضعا من الطريق وبكلفة إجمالية قدرها 342.000 د.ك خلال الفترة من 18 يناير 1993 حتى 30 نوفمبر 1994 ارتفعت لـ 1.287.877 مترا مكعبا وبتكلفة إجمالية قدرها 283.333 د.ك في 2013، مشيرا إلى أن دراسات المعهد المنشورة تنبأت من خلال استقراء لبيانات الانسياق الرملي في الكويت على مدى عقود 3 أنه خلال العقد الحالي لن تستطيع أي شركة صيانة للطرق ان تزيح الرمال من طرق الوفرة نظرا لارتفاع كميات الرمال، حيث تشير الإحصائيات لتضاعف كميات الرمال وتكاليف إزاحتها كل 20 عاما في الكويت.
الأحزمة الخضراء والمحميات
وعن الحلول الممكنة لهذه المشكلة لفت الدوسري إلى ان القيمة الإجمالية التقريبية لإقامة حزام أخضر بـ 9 صفوف من الأشجار (تشمل السقاية) على الأماكن المتضررة من طريق الوفرة تقدر بـ 250.000 د.ك بمعنى أن الاستفادة من المبالغ المصروفة على إزاحة الرمال لـ 3 سنوات من طريق واحد في الكويت (طريق الوفرة) تكفل إقامة أحزمة خضراء بتسع صفوف على الطريق نفسه مما يوفر حماية مستدامة ويوفر المبالغ السنوية المدفوعة.
وقال ان إقامة محمية شمال الطريق المعرضة للرمال توفر الحماية الكاملة للطريق، مشيرا الى أن كلا الحلين قابل للتطبيق مرجحا الثاني من الناحية البيئية إذ إن المقترح الأول يحتاج أيضا الى حماية.
وأكد انه لابد من وضع حل مستدام، موضحا انه من أجل ذلك تم قياس قدرة النباتات الفطرية (البرية) في الكويت على حجز الرمال الزاحفة من خلال قياس حجم الجسم الرملي حول النباتات الفطرية في الكويت وعلى ضوء ذلك تم اقتراح المحمية المقترحة لحماية الطريق.
وأوضح ان الطلح والصفصاف إضافة إلى نباتي الغردق والطرفة تعتبر من البيئة السبخية والعوسج والرمث والإرطة من البيئة الصحراوية الأكثر جودة كمصائد فاعلة طبيعة للرمال المتحركة مما يجعلهما الأكثر فاعلية للتطبيقات المستقبلية في مجال التحكم في الرمال.
وشدد على أهمية إقامة محمية والتي ستسمح بعد 3 سنوات من إنهاء أثر هذا التحدي وحفظ أرواح المواطنين مستخدمي الطريـــق (الشركات النفطية - المزارعين - شركات القطاع الخــاص وغيرهــم).