حياة ثرية بالمواقف والعـبــر والمواعـــــظ.. تستحق أن يوثقها الكتّاب والمؤرخون، إنها حياة عالمنا الكبير د.صالح العجيري، الذي ننهل من علمه وخبراته وحكمه، ولابد أن نكون حريصين على تقديمه كقدوة في الكفاح والعلم والمثابرة والطموح لأجيالنا القادمة.
ورغم ما قدمه الكثير من الكتّاب عن حياة د.صالح العجيري، إلا أن الكاتبة الكويتية نهى محمد الدخان خرجت إلينا بإصدار جديد ومشوق بعنوان «رحلة القرن 100 عام في حياة عالم الفلك صالح العجيري» يرصد حياة هذا العالم الجليل في معلومات بسيطة مختصرة مقرونة بالرسوم التوضيحية الجاذبة لتكون إضافة ثرية إلى المكتبة الكويتية والعربية، وأكثر ما يميز هذا الإصدار هو أنه سيكون جاذبا لأطفالنا، بل وسيفتح نهمهم لإنجاز قراءته سريعا ثم البحث والتبحر بالمعرفة حول هذه الشخصية الكويتية الفريدة.
الكتاب جاء في 80 صفحة من القطع الكبير ويحوي بين دفتيه رحلة المائة عام من حياة العالم الفلكي د.صالح العجيري، صاحب الرزنامة الشهيرة بـ «تقويم العجيري»، بدءا من طفولته مرورا بصباه ومن ثم شبابه.
وخلال الرحلة المشوقة بين سطور ورسومات هذا الكتاب، نقف على مراحل تدوين رزنامة العجيري وصولا إلى محطة تحقيق حلمه في بناء المرصد الفلكي، ونتعرف على جهود والديه في تحويل الخوف لديه من الظواهر الطبيعية إلى سبيل للشغف والمثابرة والبحث، وكيف ساهمت ظروفه القهرية في صقل شخصيته المتميزة ومواهبه المتعددة.
إنها حقا قصة حافلة بالإلهام والعبر، كما أنها لا تخلو من التحديات والإخفاقات أحيانا لكنها توجت في النهاية بالكثير من الإنجازات والإبداعات ينقلها الكتاب لأجيالنا الواعدة بشريط من الصور المتتابعة الغنية بالألوان والحوارات لتبقى لهم نبراسا في طريق تحقيق الحلم والنجاح وقهر المستحيل.