- تدريبات عناصر القوة الجوية مستمرة طوال السنة للحفاظ على مستواهم
- رحلتنا في مهمة نقل المواد الطبية من الصين استغرقت 41 ساعة متواصلة
- تنسيق دائم بين القوة الجوية وهيئة الخدمات الطبية ووزارة الصحة
- افتتحنا مركزاً في «عبدالله المبارك» مساحته 1000م2 لفحوصات الـ PCR
عبدالهادي العجمي
تمثل القوة الجوية أحد أهم أعمدة القوات المسلحة الكويتية، وهي المظلة التي تغطي قوات الجيش وتساعد في تأمينها ودعمها ومساندتها، كما أنها النسور التي تحمي سماء الكويت.
في هذا اللقاء مع مساعد آمر القوة الجوية العميد الركن طيار بندر سالم المزين نلقي الضوء على نسور الجو الكويتيين ودورهم ليس فقط في المهام العسكرية، بل في المهمات الطبية والإنسانية أيضا، ويكشف لنا في اللقاء عن حرص القوة الجوية على اتباع أحدث البرامج التدريبية على طائرات الـ F18 «السوبر هورنت» و«كاراكال» ، كما يحدثنا عن التنسيق الدائم بين القوة الجوية وهيئة الخدمات الطبية ووزارة الصحة في أنشطة مواجهة «كورونا»، وكذلك رحلة مهمة نقل المواد الطبية من الصين التي استغرقت 41 ساعة متواصلة.
كما يتطرق العميد الركن طيار بندر المزين، إلى استمرار تدريبات عناصر القوة الجوية طوال السنة للحفاظ على مستواهم، مشيرا إلى أنه إذا مضت فترة معينة على الطيار دون تحليق بطائرته لظروف طارئة فإنه يتم اختباره نظريا وعمليا، كما أكد أن لدى القوة الجوية كوادر مدربة بمستوى عالٍ على عمليات الانزال والتدخل السريع والبحث والإنقاذ.
في الأسطر التالية تفاصيل اللقاء:
كيف دربت القوات الجوية منتسبيها على المساهمة بالجهود المبذولة أثناء أزمة وباء كورونا من نقل أطقم ومعدات طبية وغير ذلك؟
٭ جميع منتسبي القوة الجوية مدربون على أعلى مستوى من الجهوزية قبل جائحة كورونا وأثناء الجائحة، والتدريب لا يقف على مدار العام، فالقوة الجوية الكويتية على أتم الاستعداد لأي مهام توكل اليها من قبل الدولة والقيام بها على أكمل وجه، سواء في جائحة كورونا او تنفيذ عمليات الإغاثة في حالات الكوارث في أي مكان في العالم، او نقل الأسلحة او المعدات والأجهزة الطبية ونفتخر بالقدرات الفنية والمهارية والثقة بالنفس التي يتمتع بها الطيارون والأطقم الفنية والتي أظهرت المهارة الفائقة والدقة في تنفيذ المهام المكلفين بها، وعلى سبيل المثال وليس الحصر المهمة التي قامت بها القوة الجوية الى الصين، وكان طاقم الطائرة مكونا من «طاقمين» لنقل عدد من المواد الطبية المختلفة من الأجهزة الطبية و«الكمامات» وغيرهما، وكان هناك ازدحام كبير في مطار الصين لكثرة الطائرات من جميع دول العالم والذي جاءت للغرض ذاته، وجاءت التعليمات من قبل السلطات الصينية لطاقم طائرتنا الذي كان يرتدي كل الملابس الوقائية (الملابس البيضاء البلاستيكية) بعدم النزول من الطائرة نهائيا حتى يأتي دورهم لنقل المعدات الى الطائرة، فكانت مدة الرحلة 41 ساعة متواصلة ذهابا وايابا من ضمنها فترة الانتظار في المطار، وكانت الطائرة مجهزة بأطقم من الشحن والتنزيل والنقل. وللأمانة لأول مرة يحدث هذا الأمر معنا، وتكللت هذه الرحلة بالنجاح ولله الحمد وتلتها أيضا رحلات الى الهند وبنغلاديش وكوبا، وقد أدت القوة الجوية مهامها على أكمل وجه. وأود أن أشير هنا إلى أن هناك تنسيقا دائما ما بين القوة الجوية وهيئة الخدمات الطبية في وزارة الدفاع و تعاونا كبيرا ومثمرا وتواصلا على مدار الساعة معهم وكذلك مع وزارة الصحة، ومن اوجه هذا التعاون افتتحنا مركزا في قاعدة عبدالله المبارك الجوية مساحته 1000م2 لفحص الـ PCR.
الجسور الجوية
الجسور الجوية التي تحمل المساعدات الإنسانية الكويتية للدول المحتاجة حول أنحاء العالم، هل يتم اختيار فريق متخصص لها؟
٭ جميع أطقم القوة الجوية من طيارين ومهندسين وفنيين مدربة بشكل كامل وهناك جدول بتأدية المهام من قبل أطقمنا، فهناك طائرات تابعة للقوة الجوية هي طائرات الـC17 للنقل الاستراتيجي والمسافات البعيدة وطائرات الـ C130J للنقل العملياتي والمسافات القريبة، فتاريخ القوة الجوية في المساعدات الإنسانية وعمليات الإغاثة في حالات الكوارث لأي دولة في العالم كلفت بها يشهد بذلك، وهناك تنسيق دائم مع جميع وزارات ومؤسسات الدولة وجمعية الهلال الأحمر الكويتي بهذا الشأن.
وهل يكون هناك تدريبات معينة لذلك؟
٭ التدريبات بشكل عام مستمرة على مدار السنة حتى في حال عدم وجود مهام موكلة للقوة الجوية فجميع الأطقم تعمل على التدريب، وهناك اختبارات ارضية داخل الطائرة وخارجها، وهناك أوامر ثابتة لمنتسبي القوة سواء الطيارون او الأطقم الهندسية والفنية الأخرى بأنه اذا مضت فترة زمنية على الطيار ولم يحلق بطائرته بسبب ظروف طارئة حدثت له يتم عمل اختبار نظري واختبار عملي. من المعروف أن مجالات الهندسة لها دورها البارز في إعداد كوادر القوة الجوية للارتقاء بالتقنيات والمهارات في المجال الدفاعي.
كيف يتم إعداد الكوادر لتلك المهمات؟
٭ لدينا في القوة الجوية مديرية الإمداد هي الجهة المسؤولة بعملية تأهيل وإعداد الكوادر من مختلف التخصصات، فالضابط عند تخرجه يلتحق بالمديرية لإعداده بعد ذلك يتم توزيع الكوادر على القواعد الجوية كل حسب تخصصه وأيضا حسب الحاجة لتخصصه، وهناك عدة لجان في المديرية هي من تحدد ذلك، فالإعداد يأخذ فترة طويلة حتى يتم تأهيل هذه الكوادر الاعداد العالي جدا. في السابق كانت اغلب الدورات خارج الكويت، اما حاليا مع وجود عدد من الجامعات الخاصة داخل الكويت وتوفر كل التخصصات الهندسية لديها يتم ابتعاث منتسبي القوة الجوية الى هذه الجامعات، وتتفرع المديرية الى عدة افرع فيها من الكوادر والمهندسين من مختلف التخصصات و يتم التوزيع على حسب الحاجة لتخصصات معينة للقواعد الجوية سواء لصيانة الطائرات او القواعد.
التدريب على أحدث التقنيات الجوية العسكرية ومنظومات الطيران المختلفة من أهم وأبرز ما يتلقاه الطلبة، فما أبرز التقنيات الحديثة التي أدخلتها الكويت على برامجها التدريبية؟
٭ طائرات «كاراكال» العمودية فرنسية الصنع من مصنع ايرباص، حيث تسلمنا دفعة من هذه الطائرات حسب الجدول الزمني المتفق عليه وهذه الطائرات تعتبر الأحدث على مستوى العالم وآخر ما توصل اليه العلم في الطيران. هناك سياسة ثابتة لدى القوة الجوية واشتراطات رئيسية وهي ألا يتم عقد اي صفقة شراء طائرات الا بعد تجربتها في الكويت، وهناك لجان مختصة بهذا الشأن وهي من تقيم الطائرة، وهناك طلبة ضباط طيارين متخصصون لهذه الطائرات، كما سيتم ابتعاث عدد آخر من الطلبة الضباط الطيارين قريبا، وأيضا هناك كوادر مدربة على مستوى عال في عمليات البحث والإنقاذ والإخلاء الطبي ونقل المساعدات للمناطق المنكوبة، والعمليات المشتركة مع لواء المغاوير والقوات الخاصة في وزارة الداخلية كعمليات الإنزال والتدخل السريع.
الدورات التدريبية
مدرسة التدريب التأسيسي والقيادي تشهد دائما دورات تقدمية جوية تخصصية ذات مستوى متميز، ما أبرز الدورات التي عقدت مؤخرا؟
٭ العديد من الدورات المختلفة تم عقدها في معهد القوة الجوية للضباط وضباط الصف والأفراد، فهناك الدورات التأسيسية والتقدمية وواجبات الأركان، ويجب على منتسبي القوة الجوية اجتياز العديد من الدورات الحتمية والتخصصية، وذلك لمواكبة التطور السريع في علوم الطيران والتخصصات المساندة.
كيف تصفون مشاركات الضباط من الدول الخليجية في التدريبات الكويتية؟
٭ هناك تدريبات مشتركة ما بين دول مجلس التعاون الخليجي بشكل مستمر، الا انه تم تأجيلها مؤقتا بسبب جائحة كورونا، ونحن حريصون على مثل هذه التمارين التي تهدف الى تبادل واكتساب المزيد من المهارات وإظهار الخبرات القتالية والعملياتية بالتمرين.
معرض دبي للطيران
شاركت القوات الجوية عام 2019 في فعاليات معرض دبي للطيران الذي شهد حضور أشهر صانعي الطائرات التجارية والعسكرية في العالم، هل توفد القوة الجوية عناصر متدربة إلى هكذا فعاليات للاطلاع واكتساب الخبرة؟
٭ مما لا شك فيه أن معارض الطيران تلعب دورا كبيرا في الاطلاع على احدث الأسلحة والتكنولوجــيا والمعـــدات والصناعات، وهي بيئة مهمة لتبادل الخبرات والتجارب بين المشاركين فيها والزائرين.
ويعتبر معرض دبي للطيران من المعارض المهمة التي تحرص القوة الجوية الكويتية على حضور فعالياته، لذلك حرصنا على إيفاد منتسبي القوة الجوية وبشكل شبه يومي للمعرض نظرا لأهميته، وخاصة أن معرض دبي للطيران 2019 شهد مشاركة 1300 شركة، وفاق عدد الطائرات في منطقة العرض الثابت 160 طائرة..
هل يتم تدريب القوات القتالية على بناء قوة قتالية مرنة بمعنى قدرتها على تحقيق التوازن بين الحلول العالية والمنخفضة التقنية في المتطلبات التشغيلية والآتية والمستقبلية لسلاح الجو؟
٭ كل رحلة او مهمة يقوم بها الضباط الطيارون تعتبر تدريبا وايضا هناك تدريب على احدث الوسائل سواء القتالية او الاعتراض والنقل والإبرار، وهناك متابعة حثيثة بهذا الشأن من قبل قيادة القوة الجوية وأمار القواعد وأمار الأسراب، وآمر السرب هو المسؤول الذي يتابع ويرفع تقاريره، ولله الحمد طيارونا نفخر بهم وهم محل تقدير ومشهود لهم بالكفاءة العالية.
ما أبرز الدول التي يتم فيها تدريب طلبتنا الطيارين المبتعثين؟
٭ يتم إيفاد منتسبي القوة الجوية من طيارين وتخصصات مساندة إلى الدول الشقيقة والصديقة، ونحرص دائما على إيفادهم لأفضل الكليات الرائدة في علوم الطيران والتي تعتمد في تدريبها على احدث العلوم والتكنولوجيا.
هل سبق أن حصل أحد منتسبي القوة الجوية المبتعثين على المركز الأول بين متخرجي دفعته سواء من الطيارين او التخصصات المساندة؟
٭ لله الحمد والمنة، جميع منتسبي القوة الجوية متفوقون ومتميزون في دوراتهم ولهم بصمات واضحة في الدول التي يتم ابتعاثهم اليها وحصل عدد كبير من منتسبينا على شهادات التكريم وجوائز المراكز المتقدمة.
«مرحلة الاستجداد الابتدائية» هي نقل المدني إلى الحياة العسكرية والضبط والربط
لدى سؤالنا مساعد آمر القوة الجوية العميد الركن طيار بندر سالم المزين عن المقصود بمصطلح «مرحلة الاستجداد الابتدائية»، قال: المعنى هنا هو نقل المدني الى الحياة العسكرية والضبط والربط في الوقت وتقبل الأوامر العسكرية، في البداية هناك نوع من عدم القبول او بعض الصعوبة بسبب التعوّد على نمط معين من الحياة وقضاء ساعات يومية بحرية كاملة، يجد نفسه أمام قيود وعقبات مختلفة محتملة وغير محتملة. ولكن مع مرور فترة قصير تجده تقبل هذا الأمر بكل يسر وسهولة والذي سينعكس على حياته الطبيعية ايجابا.
اقرأ ايضاً:
