نظّمت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بالتعاون مع سفارتنا لدى ألمانيا وعدد من مراكز الأبحاث الألمانية ورشة عمل افتراضية بعنوان «ثورة الهيدروجين ـ واستكشاف دور الكويت» استهدفت دعم الجهود المبذولة لإطلاق استراتيجية وطنية تواكب التطور العالمي في مجال تطوير استخدام طاقة الهيدروجين.
وشارك في الورشة رفيعة المستوى ممثلون عن كل من الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية ووزارة الكهرباء والماء ومؤسسة البترول الكويتية ومعهد الكويت للأبحاث العلمية بالإضافة لهيئة تشجيع الاستثمار المباشر.
وقال المدير العام لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي د.خالد الفاضل، في كلمته في افتتاح الورشة، ان المؤسسة قادت في مطلع هذا العام فريقا من الخبراء لإعداد وثيقة بيضاء «حول استراتيجية الهيدروجين للكويت» لتكون نواة لخارطة طريق وطنية شاملة لاستخدامات الهيدروجين في البلاد.
وأكد أهمية دور المؤسسة في دعمها للبحث العلمي واستثمارها في بناء القدرات البحثية الوطنية ونشرها لتقنيات جديدة ومبتكرة، تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد.
وأوضح د.الفاضل ان الورشة تتناول موضوعا مهما على صعيد استراتيجية التحول العالمي في مجال الطاقة الذي تعاظمت أهميته بعد اعتماد اتفاقية باريس بشأن المناخ في عام 2015، مضيفا ان نظام الطاقة العالمي يمر حاليا بمرحلة انتقالية كبيرة من خلال التحول إلى الطاقة الخالية من الكربون التي ستعتمد على جميع التقنيات والمسارات منخفضة الانبعاثات وستتطلب تدابير انتقالية قوية للطاقة.
وذكر أن ذلك سيتطلب الاعتماد على حلول يمكن تطبيقها من الناحية التكنولوجية وتتمتع بأسعار معقولة اقتصاديا بدءا بالاعتماد على الكهرباء في سلسلة إمداد الطاقة وهي الكهرباء التي سيتم العمل على توليدها من موارد الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح باعتبارها ناقل الطاقة المفضل.
وأضاف ان المرحلة الانتقالية لقطاع الطاقة والتخلص من انبعاثات الكربون من مصادر الطاقة توفر فرصة للدول المصدرة للنفط، مثل الكويت، للاستجابة والتعامل مع هذه المرحلة الانتقالية والتحول على صعيد قطاع الطاقة والعمل ليس فقط على تأمين موقع لها في سوق قطاع الطاقة النظيفة، بل السعي لأن تكون لاعبا أساسيا في هذه الصناعة الجديدة.
من جهته، قال سفيرنا لدى ألمانيا نجيب البدر في كلمته إن مشاركة عدد كبير من المسؤولين الكويتيين من قطاعات مختلفة تعكس الرغبة في توثيق التعاون في ميدان جديد يتعلق بالهيدروجين الذي يعد وقود المستقبل، مشيرا الى ما تتمتع به ألمانيا من قدرات صناعية فائقة في هذا الإطار.
وأضاف ان وضع مسألة بحث التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة بما فيها الهيدروجين الأخضر في محور الاستجابة لأزمة كورونا يعد أمرا مهما ويعكس السعي المستمر لتحقيق الانتعاش الاقتصادي ولبناء مستقبل أكثر إشراقا وبشكل يتماشى مع رؤية الكويت لعام 2035 المرتكزة على مشروعات استراتيجية تسهم في الحد من اعتماد الدولة على عوائد النفط.
من جانبه، ألقى سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية استيفان موبس كلمة شكر فيها الجهات المنظمة والمشاركة في هذه الورشة المهمة، وأشار الى أن الكويت لديها جميع المقومات لإنتاج الهيدروجين الأخضر، كما حانت لها الفرصة من خلال هذه الورشة لبحث سبل التعاون بين الجهتين في هذا المجال.