- المرأة الكويتية «أخت رجال» وصاحبة مواقف مشرّفة في مختلف الأزمات ومنها أزمة الغزو
- المقاومة الكويتية لم تكن فقط من الداخل بل من الخارج وكذلك بالمسيرات المنددة بالغزو
- أزمة الغزو العراقي بيّنت لنا الصديق من العدو.. لكن لابد أن ننظر إلى المستقبل بعين ثاقبة
- الكويت ملزمة بعهود ومواثيق دولية لكل دول العالم ومن بينها العراق وهناك مصالح مشتركة
أجرت الحوار: آلاء خليفة
مع حلول ذكرى الغزو العراقي الغاشم على الكويت، يصبح من الواجب علينا الالتقاء بالأبطال الذين شاركوا في تحرير الكويت من براثن العدوان العراقي وضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن الغالي، ومن هؤلاء الأبطال الذين أجرت «الأنباء» حوارا خاصا معهم هو العقيد ركن بحري متقاعد خالد داوي الشمري «من ضباط القوة البحرية الكويتية» والذي عاصر الغزو العراقي الغاشم وتحرير الكويت.
فتح لنا الشمري قلبه وعقله وحدثنا عن ذكرياته في تلك الفترة والمواقف التي مر بها ومشاركته في حرب تحرير الكويت.
كما استذكر المواقف المشرفة لأبناء الشعب الكويتي سواء في الداخل أو الخارج في المقاومة والدفاع عن الوطن وتقديم الأعمال التطوعية للمواطنين والمقيمين في الكويت آنذاك ومنها توزيع الخبز والمواد الغذائية والأدوية وجمع القمامة وغيرها من الأعمال.
وأكد الشمري أن الحرب تبين الصديق من العدو، ولكن لابد من عدم الالتفاف إلى الماضي والسير نحو مستقبل أفضل، لافتا إلى أن الكويت ملزمة بمواثيق وعهود دولية مع كل دول العالم ومن بينهم العراق، والعديد من الأمور التي تحدثنا فيها مع الشمري، فإلى التفاصيل:
بعد مرور 31 عاما على ذكرى الغزو العراقي الغاشم للكويت، أين كنت عندما سمعت ذلك الخبر وماذا عن ذكريات حول تلك الفترة؟
٭ ذكرى الغزو العراقي الغاشم على دولتنا الحبيبة الكويت ذكرى مؤلمة وكان خبر دخول القوات العراقية إلى الكويت في ذلك الوقت صادما، وشعرنا بصدمة حقيقية من هذا العدوان الغاشم، وفي هذا الوقت كنت في دورة عسكرية في بريطانيا وحدث الغزو العراقي وأنا في بريطانيا، ولكن عائلتي كانت متواجدة داخل الكويت وانقطع الاتصال في الأيام الأولى حتى مرور عدة أيام تمكنت بعدها من معرفة معلومات عنهم والاطمئنان على أحوالهم، بعدها التحقت بقواتنا التي تواجدت في المملكة العربية السعودية ثم في القاعدة البحرية بمملكة البحرين، وكانت انطلاقتنا في تحرير الكويت من البحرين حيث بدأت التحضيرات الفنية والتعبوية لعمليات التحرير، وكنت حينها ضمن ضباط زورق استقلال والذي كان له نصيب المشاركة الفعالة في عمليات التحرير وبالفعل حصلت اشتباكات مباشرة بيننا وبين القوات العراقية في شهر يناير 1991 وابلينا بلاء حسنا وقمنا بتحرير منصات النفط الكويتية «العائمة في البحر» وجزيرة أم المرادم وجزيرة قاروه.
جسد الكويتيون في الداخل خلال الأزمة ملحمة وطنية تجسدت في المقاومة الشعبية للدفاع عن الوطن على مدى أشهر الغزو، وقاموا بأعمال مهمة منها توزيع الخبز والمواد الغذائية وتجميع القمامة، فكيف تقيم هذه الأمور؟
٭ ضرب الكويتيون أروع صور التلاحم والتعاضد والالتفاف حول القيادة السياسية وقدموا أرواحهم ودماءهم فداءا لتراب الوطن وعملوا في المقاومة الشعبية لمواجهة العدوان العراقي الغاشم، كما ساهم كل كويتي في خدمة الوطن من خلال الخدمات التي كان يقدمها للمجتمع ومنها توزيع الخبز وتوزيع المواد الغذائية والأدوية وتجميع القمامة وغيرها من الأعمال التطوعية التي أكدت حب المواطن الكويتي والمواطنة الكويتية للعمل التطوعي والوقوف مع الوطن في ازمته.
وماذا عن دور المرأة الكويتية التي وقفت بجانب أخيها الرجل الكويتي للدفاع عن الوطن وهناك الكثير من الشهيدات والأسيرات اللواتي ذهبن فداء لتراب الوطن؟
٭ المرأة الكويتية معروف عنها أنها «أخت الرجال» وصاحبت مواقف مشرفة على مدار التاريخ وكان لنساء الكويت مواقف مشرفة أثناء فترة الغزو العراقي وانضمت الكثير منهم إلى المقاومة وهناك الكثير من الشهيدات والأسيرات اللواتي ضحوا بأنفسهن فداء للوطن وهو ليس بغريب عن المرأة الكويتية فقد أثبتت جدارتها منذ الساعات الأولى للغزو العراقي عندما خرجن في مسيرات داخل وخارج الكويت للتنديد بالغزو العراقي الغاشم.
الكويتيون في الخارج التفوا حول القيادة السياسية ونظموا المسيرات في مختلف بلدان العالم للمطالبة بعودة الشرعية، فكيف تصف لنا هذا الأمر؟
٭ المواطنون الكويتيون جبلوا على حب الوطن والانتماء له والذود عنه بالغالي والنفيس، وظهر معدن الشعب الكويتي الأصيل في فترة أزمة الغزو العراقي الغاشم على دولتنا الحبيبة الكويت فلم تكن المقاومة فقط من الداخل بل أيضا تجلت اجمل صور المقاومة من الخارج وخرج الكويتيون عن بكرة أبيهم في كافة الدول التي كانوا متواجدين بها في مظاهرات سلمية جابوا بها كافة الشوارع حاملين للافتات ومطالبين بضرورة خروج القوات العراقية على الفور من الأراضي الكويتي وتحرير الكويت من براثن العدوان الغاشم وشكل الكويتيون لجان عمل واستطاعوا كسب تأييد العالم اجمع نحو القضية وتكاتف الجميع من اجل عودة الكويت إلى الكويتيون وإخراج العدو العراقي من كافة الأراضي الكويتية.
بعد مرور تلك السنوات الطوال ما هي الدروس المستفادة من الغزو العراقي وهل الحرب بين العدو من الصديق؟
٭ الغزو العراقي الغاشم على دولتنا الحبيبة الكويت احدث انقسام منذ بدايته بين الدول العربية، فهناك دول عربية وقفت مع الكويت وساندتها وساعدتها في عملية التحرير ونددت بالعدوان العراقي الغاشم ورفضته جملة وتفصيلا في حين أن هناك دولا عربية أخرى على العكس اتخذت مواقف مغايرة ووقفت مع العدوان العراقي وعرفنا حينها الصديق من العدو.
كيف يمكن تخليد ذكرى الغزو العراقي للأجيال الحالية والقادمة وهل هناك دور لوزارة التربية في مناهجها الدراسية وكذلك وزارة الإعلام؟
٭ من وجهة نظري أن المناهج الدراسية بوزارة التربية تتضمن دروس عن الغزو العراقي الغاشم على الكويت وكذلك تم تسليط الضوء من خلال تلك المناهج على تحرير الكويت وهذا أمر جيد وإيجابي للأجيال الحالية والمستقبلية في معرفة الأزمة التي مرت بها الكويت وكيف تمكنت الكويت وبمساندة من الدول الشقيقة والصديقة في تحريرها من براثن العدوان العراقي الغاشم وكذلك وزارة الإعلام تقدم برامج بصفة مستمرة وخاصة في ذكرى الغزو تتضمن تسليط الضوء على تلك الأزمة من خلال استضافة شخصيات عاصرت الأزمة وتحرير الكويت، كما أن هناك الأرشيف الكويتي الذي قام بتوثيق فترة الغزو العراقي.
كيف تقيم العلاقات بين الكويت والعراق حاليا، ومستقبل تلك العلاقات؟
٭ الكويت ملزمة بعهود ومواثيق دولية لكافة دول العالم بما فيها دولة العراق من خلال منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وأيضا هناك المصالح المشتركة نعم مر 31 عاما على الغزو والعراق قدمت اعتذارا للكويت عما حدث في 2-8-1990 وبالنهاية فلابد للعجلة أن تدور وتسير وان ننظر للمستقبل.
ما رسالتك للشعب الكويتي بمناسبة الذكرى الـ 3 للغزو الغاشم؟
٭ الشعب الكويتي جبل على التلاحم والوحدة الوطنية والتعاضد بشكل عام وهذا الأمر يظهر جليا في أوقات الأزمات ومع حلول ذكرى الغزو العراقي الغاشم على دولتنا الحبيبة الكويت، أؤكد أن الشعب الكويتي شعب محب لوطنه ويدافع عنه بالغالي والنفيس ويقدم روحه فداءا لتراب الوطن ونتضرع لله عز وجل أن يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه في ظل قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد.