توفي ميشال شلهوب ـ مؤسس مجموعة شلهوب ورئيس مجلس إدارتها ـ 30 يوليو الماضي عن عمر يناهز 89 عاما.
وميشال شلهوب من مواليد مدينة دمشق 1931، وكان رياديا استثنائيا تميز برؤيته الفريدة وشغفه بريادة الأعمال وقيادته الملهمة.
وفي عام 1955، أسس ميشال شلهوب برفقة زوجته وداد مجموعة شلهوب في دمشق، حيث افتتح أول فرع لمتجر «كريستوفل» في المدينة عن عمر 23 عاما، وسرعان ما أصبحت المجموعة وجهة الرفاهية في الشرق الأوسط، وذلك بفضل أواصر الشراكة القوية التي تجمعها بعدد كبير من العلامات التجارية المرموقة في المنطقة.
وقد سمي ميشال شلهوب بـ «الرئيس المتجول»، وكان مقتنعا منذ خمسينيات القرن العشرين بإمكانات النمو التي تمتاز بها منطقة الخليج، وهو ما دفعه إلى الاجتهاد في العمل لتأسيس أعمال المجموعة في مختلف المجالات والبلدان.
واجه ميشال شلهوب في أثناء مسيرته المهنية أزمات كبرى نتيجة الاضطرابات التي كانت تشهدها المنطقة، إذ انتقل من سورية إلى لبنان ثم إلى الكويت ثم إلى دبي، وشهد فترات لا مثيل لها من الحروب وعدم الاستقرار، ولكنه استطاع دائما أن يتكيف في البيئات المتغيرة وإعادة تشكيل المجموعة وتقويتها بسرعة ومرونة فائقتين.
وتولى ميشال شلهوب قيادة نمو المجموعة حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ثم عين بعد ذلك رئيسا لمجلس الإدارة، فسلم زمام إدارتها إلى ابنيه باتريك شلهوب والراحل أنطوني شلهوب.
ولقاء جهوده الرامية إلى ترويج ثقافة فرنسا ولغاتها، كرم ميشال شلهوب بوسام جوقة الشرف (أعلى وسام شرف في فرنسا)، ووسام الاستحقاق الوطني بدرجة فارس، وهو تكريم رسمي يمنح من الحكومة الفرنسية، كما حصل على وسام القديس غريغوريوس الكبير والنظام البطريركي لصليب القدس.
وقال ابنه باتريك شلهوب، رئيس مجموعة شلهوب، «كان والدي رياديا، وصاحب رؤية استثنائية، وقائدا عادلا، ورجلا عظيما، وهو الذي جعلنا ما نحن عليه اليوم.
كان ملهما ومقداما ومحبا لأسرته وسخيا وعطوفا وطيبا ومضرب المثل في الشجاعة والنزاهة. لقد كان قدوتي ومصدر إلهامي.
وسنظل ممتنين إلى الأبد لكل ما فعله، وسنحيي ذكراه بالتزامنا الدائم ـ نحن وأولادنا ومجموعتنا وشركاؤنا في العمل ـ بإحياء إرثه وقيمه».
كان ميشال شلهوب رجلا عطوفا، وزوجا ووالدا وجدا وصديقا محبا.