محمد الدشيش
هناك الكثير من المناطق التي تعاني من مشكلات متنوعة وربما تختلف من مكان إلى آخر، «الأنباء» تابعت أوضاع بعض تلك المناطق وكانت جولتنا في منطقة المنقف وما تعاني منه خلال هذه الأيام من شلل مروري بسبب تكدس العمالة فيها وخروجهم ودخولهم إلى المنطقة في نفس الوقت تقريبا، وبسبب إغلاق بعض الحارات في الطرق بسبب إجراء أعمال الصيانة والإصلاحات، إضافة إلى وجود مضخة المياه ووجود مجمعات تجارية كبيرة، وأيضا وجود العديد من المنازل القديمة التي يسكنها العزاب، وخلال جولة «الأنباء» في المنطقة استطلعنا آراء عدد من سكانها للتعرف على المشكلات التي تعترضهم، والحلول المناسبة من وجهة نظرهم، وفيما يلي التفاصيل:
بداية، جولتنا كانت مع أبوتركي العدوانـي الـــذي قـــال لـ «الأنباء»: المنقف منطقة صغيرة وقديمة وتعتبر قرية من قرى الكويت القديمة وتقسيمتها عجيبة، ففيها بيوت «الدخل المحدود» التي تم توزيعها منذ منتصف ستينيات القرن الماضي، وفيها مجمعات تجارية كثيرة وكبيرة، وقد تحولت المنطقة بقدرة قادر من سكنية إلى تجارية، وأصبحت تشكل عبئا على المنطقة وتسبب الزحمة، وانظروا معي إلى المنطقة في الساعة 5 فجرا والساعة 5 مساء تشاهدون أن الداخل إلى المنطقة مفقود والخارج منها مولود، حيث انها أصبحت أشبه بمنطقة «جليب ثانية» بسبب الازدحام والفوضى، يا أخي العمارات الاستثمارية أصبحت تؤجر للشركات بالغرفة ويوجد أكثر من 300 عمارة على هذه الطريقة، وأناشد أعضاء الدائرة في مجلس الأمة وأناشد الحكومة وضع حلول لهذه المنطقة وحل مشكلة الازدحام ومشكلة العمالة المتكدسة بالمنطقة.
وأضاف العدواني: أطالب بعدم تأجير العمارات للعزاب وإبعادهم عن منطقتنا فهي منطقة عائلات وبها بيوت قديمة وبها بيوت تم توزيعها حديثا، وكثرة العمالة في المنطقة تجعلنا غير آمنين في بيوتنا وحتى المجمعات فهي تفتح على مدار الساعة وفيها محلات للهواتف ومقاهي شعبية وأصبحت مكانا لتسكع الشباب، التي تتسبب بكثرة المشاجرات فيما بينهم باستمرار.
مستنقعات مائية
بدوره، تحدث أبوحمود الشمري لـ «الأنباء»: نعم وألف نعم، المنقف تنقصها أشياء كثيرة ويجب على البلدية المحافظة على نظافة المنطقة وإزالة السيارات المهملة في الساحات الترابية وعلى جوانب بعض الطرقات.
وقال الشمري: في موسم الأمطار تصبح اغلب الساحات في المنقف مستنقعات مائية، ونطالب المسؤولين في الجهات المعنية بوضع حلول ناجحة لهذه الساحات، إما بوضع سواتر ترابية، أو تصريف مياه الأمطار وهناك الكثير من الحلول ونتمنى منهم عدم التأجيل.
والتقينا أيضا مع محمد الفايز الذي قال متسائلا: من أين ابدأ ومن أين انتهي؟ فالمنطقة تعتبر من أصغر مناطق الكويت وفيها أكثر من 6 مدارس كبرى للتعليم الخاص و5 مدارس حكومية وهذا جزء من الازدحام الصباحي والازدحام وقت الظهر وهو وقت دخول وخروج الموظفين نفسه، ناهيك عن الأعداد الكبيرة من العمالة التي يسبب خروجها ودخولها إلى المنطقة شللا تاما لحركة الطرق، ولا ينفع مع هذا الازدحام أي حلول سوى إخراج هذه العمالة من المنطقة، والكارثة الكبرى أثناء الخروج والدخول من وإلى المنطقة من جهة طريق الفحيحيل السريع عن طريق الدوار، حيث إن هذا الدوار يشهد خروج أكثر من ألف حافلة في الخامسة صباحا ودخولها في الخامسة مساء، وأغلب هذه الحافلات تخص العمالة في شركات النفط في منطقة الأحمدي ومنطقة الشعيبة، وذلك بشكل يومي، فهل هذا يعقل؟!
المركز الصحي
من جانبه، قال إبراهيم كرم: أبي أتكلم عن الخدمات التي يستفيد منها المواطن أولا، وهي مستوصف المنطقة فهو يفتح في الساعة 7.30 صباحا ويغلق عند الساعة 1 ظهرا وفي يومي الجمعة والسبت يكون مغلقا، وقد خصص هذا المستوصف لأخذ المسحات وأصبح سكان هذه المنطقة يذهبون إلى المناطق القريبة منهم للعلاج بسبب إلغاء المستوصف الخاص بالمنطقة.
وزاد كرم: على الرغم ان في المنطقة الكثير من المساحات الفارغة إلا أنه لا يوجد أي حديقة أو مركز ترفيهي أو متنفس لسكان هذه المنطقة، وتصدق لو قلت لك ان لدينا قطعتين في المنطقة قريبة من البحر يسكنها أكثر من 120 جنسية من الوافدين، مشيرا إلى انتشار الروائح الكريهة وملاحظة اللباس الدخيل على مجتمعنا، وأكثر من مرة قامت وزارة الداخلية بحملات تفتيشية وتم ضبط أكثر من مصنع للخمور في بعض الشقق وضبط أكثر من شقة لممارسة البغاء فيها وبيع الممنوعات وتصور انه منذ فترة شهر تقريبا تم سرقة طراد و5 سيارات في نفس القطعة ومن الآخر المنقف والمهبولة أصبحتا «جليب شيوخ» ثانية في الكويت.
والتقينا مع محمد راشد المري وهو من سكان منطقة المنقف منذ أكثر من 4 عقود، حيث قال لـ «الأنباء»: إن مسببات الزحمة ثلاثة والمشكلة الأولى بسبب مضخة المياه والتي تقع على الشارع والمدخل الرئيسي للمنطقة ومنذ 20 عاما كل وزير يتسلم الوزارة يقول خلال شهرين سيتم نقل هذه المضخة من المنطقة ولا يتم نقلها.
والمشكلة الثانية أننا كل عام تقريبا نشهد بناء مدرسة خاصة جديدة في المنطقة حتى وصل عددها إلى 6 مدارس، وكل فصل به أكثر من 40 طالبا وطالبة، وهذا العام لا يوجد نقل جماعي ولاحظ الازدحام اليومي وقت حضور وانصراف الطلبة.
وبين المري أن المشكلة الثالثة هي سيارات الأجرة التي يفوق عددها عدد السيارات الخاصة للمواطنين ولو تقعد ساعتين في المنطقة لتراقب منظرهم وهم يتجولون في الشوارع تصيبك الرهبة من كثرة العدد، وكيفية تحركه وسباقهم للحصول على الراكب.
خيام ودوريات
كذلك تحدث نبيل كرم عن مشكلات المنطقة، فقال: أغلب مشاكل المنقف بسبب العمارات الاستثمارية، ولكن انا أرى ان هناك سببا آخر وهو بعض ملاك السكن الخاص الذين بدأوا يؤجرون بيوتهم للعزاب، وهذه هي الطامة الكبرى.
وأضاف كرم: هناك ساحة ترابية في المنطقة مقابل منطقة الفحيحيل كانت تستخدمها مكاتب الأفراح لوضع خيام الأفراح فيها، ومنذ بداية جائحة «كورونا» أصبحت هذه الخيام مهملة ومرتعا لبعض العمالة، وأيضا وملجأ للكلاب الضالة، والبعض منها اصبح ممزقا ومنظرها غير حضاري، ونتمنى من البلدية متابعة هذا الموضوع وإزالتها بأسرع وقت، كما أتمنى من وزارة الداخلية تكثيف الدوريات وزيادة أعداد رجال الأمن في المنطقة للحد من كثرة السرقات.
وقال كرم: هل تعلم ما المنقف سابقا وهو ما سمعناه من كبار السن عن مزارعها التي كانت تصدر الخضراوات الى أسواق الكويت ولغاية الثمانينيات أغلب سكان محافظة الأحمدي كانوا يكشتون في المنطقة بسبب مناظرها الجميلة، وشاهد إلى أين وصل حالها هذه الأيام.
وخلال جولتنا التقينا مع الوافد العربي أحمد سليمان والذي يسكن في المنطقة منذ 20 عاما والذي قال لـ «الأنباء»: المنطقة صغيرة وعدد العمالة فيها يفوق عدد المواطنين، ولو نظرنا الى النسبة لوجدنا ان نسبة المواطنين لا تصل إلى 10% من سكان المنطقة.
وقال سليمان: نتمنى المزيد من الاهتمام من الأجهزة الحكومية المختصة بالمنطقة مثل متابعة أمور النظافة والأمن وحركة المرور في مداخل ومخارج المنقف، والتي تسبب العائق الأكبر لسكان هذه المنطقة، موضحا أن هناك حلولا كثيرة ممكنة كتخصيص أحد المداخل والمخارج لسيارات النقل الكبيرة من باصات وشاحنات.