دعاء خطاب
Doua_khattab
«الجرعة الثالثة».. ضرورة أم ترف؟ كان هذا السؤال محور حديث الأوساط العلمية والاجتماعية وحتى السياسية خلال الفترة الماضية بشأن جدوى إعطاء الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لفيروس «كورونا»، ولاسيما بعد تحذيرات أطلقها كبير مسؤولي اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA، حول المضاعفات التي قد تؤدي الى تضخم الغدد الليمفاوية.
«الأنباء» بدورها تواصلت مع د.أحمد عبدالملك، استشاري طب العائلة وزميل الكلية الملكية البريطانية لطب العائلة، والحاصل على شهادة دكتوراه الاختصاص في طب العائلة معهد الكويت للتخصصات الطبية 2012، وزمالة طب العائلة من الكلية الملكية لأطباء العائلة لندن International MRCGP 2012، لاستيضاح الأمر فأجاب قائلا: إنه لا بد أن نعلم أن التطعيم باللقاح المضاد لفيروس (كورونا المستجد)، خاصة عندما يتناوله الأطفال، فمن الطبيعي أن تكون هناك بعض الأعراض التي تعكس ردة الفعل المناعية والتي يشعر بها الجسم لإنتاج الأجسام المضادة.
كما نفى د.عبد الملك في حواره مع «الأنباء» أن تكون هناك أي علاقة للتطعيم المضاد لفيروس «كورونا المستجد»، وتأخر الدورة الشهرية لدى النساء والشعور بآلام المفاصل والروماتويد والاكتئاب، قائلا: «يجب ألا نحمل اللقاح مسؤولية أي مشكلة تحدث في الجسم»، وفيما يلي التفاصيل:
أثارت تحذيرات أطلقها كبير مسؤولي اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية «FDA» مخاوف بشأن مضاعفات قد تسببها الجرعة الثالثة من اللقاح تؤدي الى تضخم الغدد الليمفاوية للنساء، وهل المضاعفات خطيرة؟
٭ لابد أن نعلم أن التطعيم باللقاح المضاد لفيروس «كورونا المستجد»، خاصة عندما يتناوله الأطفال فمن الطبيعي أن تكون هناك بعض الأعراض، التي تعكس ردة الفعل المناعية التي تحدث في الجسم لإنتاج الأجسام المضادة على هيئة ارتفاع قليل في درجة الحرارة، والشعور بالإرهاق، والصداع، ومن بين هذه الأعراض قد يحدث انتفاخ مؤقت في الغدد الليمفاوية، وهذا ليس بالشيء الخطير، لأن هذه الغدد جزء من الجهاز المناعي للجسم، ولذلك تنتفخ لفترة مؤقتة ومن ثم تعود إلى طبيعتها مرة أخرى، وهذا الأمر لا يستدعي الخوف ولا القلق، ولا يستدعي حتى العلاج.
وفي عالم التطعيمات من الممكن أن تحدث ردة الفعل المناعية هذه، ومنها كما ذكرت حدوث انتفاخ مؤقت لعدد قليل جدا في الغدد الليمفاوية الموجودة وراء الأذن، ثم يقل هذا الانتفاخ خلال أيام قليلة من دون علاج.
مسؤولية اللقاح
هناك نساء يشتركن بالشكوى من مضاعفات عانين منها بعد تلقيهن اللقاح كخلل الهرمونات وتأخر الدورة الشهرية وآلام بالمفاصل والروماتويد والاكتئاب، ما علاقة كل ذلك باللقاح؟
٭ هذه الأعراض لا يوجد أي علاقة بينها وبين التطعيم، فالدراسات العلمية لم تقل هذا أبدا، ويجب أن نعلم أن هذه المشاكل موجودة، مثل تأخر الدورة الشهرية وذلك يكون لأسباب نفسية أو عضوية، ويجب ألا نحمل اللقاح مسؤولية أي مشكلة تحدث في الجسم، لأن الدراسات العلمية تقول إن التطعيم لا يؤثر على الجهاز الهرموني بالجسم، وأيضا ليس له علاقة بمرض «الروماتويد»، ولا الاكتئاب أيضا.
بعض الاشخاص يصابون بأعراض «كورونا» ولا يقومون بإجراء المسحة للتأكد، ما مدى خطورة تلقيهم اللقاح دون مرور فترة زمنية كافية؟
٭ على الشخص المخالط أو من يشعر بأعراض «كورونا» أن يتأكد من نفسه، ومن الأفضل له أن يقوم بإجراء المسحة حتى يتبين إصابته بكورونا من عدمها، ولكن إذا افترضنا أن هذا الشخص الذي يشعر بأعراض الفيروس قد حصل على التطعيم، فليس هناك خطر، لسبب بسيط لأنه إذا كان فيروس «كورونا» في الجسم، فتأكد أن هناك ملايين ومليارات من نسخ «كورونا» داخل الجسم وذلك بفضل التطعيم، ولذلك يقوم الجهاز المناعي بالتعامل مع الفيروس، حيث يكون التطعيم إما نسخة ميتة من الفيروس، أو جزءا من الحمض النووي للفيروس، وذلك لن يؤثر على مسار المرض، ولن يزيده سوءا.
هل تنصح الأشخاص بعمل فحص اجسام مضادة للتأكد من إصابتهم سابقا بـ «كورونا»؟
٭ لا توجد هناك أي توصية بعمل أجسام مضادة للتأكد، ولكن الشيء الوحيد الذي يدفعني لتأجيل تناول التطعيم، هو وجود ارتفاع في درجة الحرارة، والشعور بأعراض المرض.
مع بداية فصل الشتاء، يلجأ العديد من الاشخاص الى التحصين بأخذ ما يطلق عليه الابر الثلاثية (مسكن ألم ومضاد التهاب وخافض حرارة).. هل تنصح بها؟ وما اضرارها؟
٭ لا يوجد ما يسمى بـ «إبر البرد»، وهذا الشيء الذي هو عبارة عن خلط المسكنات مع مضادات الالتهاب، وما هو إلا تصرف غير معتمد ولا يوصى به، ولكن للأسف البعض يلجأ إلى ذلك ونحن لا نشجع عليه، وأعتقد أن الذي يفعل ذلك هو ذلك الشخص الذي يبحث عن الشفاء السريع، ولكن كل هذه الأشياء غير معتمدة طبيا، ولا ننصح بها.