- الحمادي: التغافل عن العلاج أول الفشل ويجب التعامل مع كل مرحلة تعليمية
- الجاسر: يمكننا ترحيل المنهج للفصل القادم وضغطه كما حصل في سنة الدمج
- الزير: التعليم الإلكتروني أبعد الطلبة عن القلم والكتابة ولابد من خطط علاج ناجحة
عبدالعزيز الفضلي
دعا عدد من التربويين إلى ضرورة إعادة النظر في المناهج الدراسية من أجل معالجة الطلبة فاقدي التعليم بالنسبة للصفوف الثلاثة الأولى بسبب إيقاف الدراسة وتحولها إلى «الأونلاين» العام الماضي، مشيرين إلى أن ذلك أدى إلى فقدانهم الكتابة والقراءة.
وقالوا لـ «الأنباء» إنه يفضل إيقاف تدريس الدروس الجديدة في الأسابيع القليلة المتبقية والتركيز على تعويض الطلاب ما فقدوه وعلى الأساسيات في اللغتين العربية والإنجليزية والرياضيات خاصة أن الحصص المتبقية لا تتجاوز الـ 30 حصة ويتم ترحيل المنهج للفصل القادم وضغطه كما حصل في سنة الدمج، مشددين على ضرورة أن نتعاون ونتكامل للخروج من هذه المرحلة بأقل الخسائر وبخطة متكاملة تجمع بين الوقاية والعلاج، وعلينا الاعتراف بأن مناهجنا التعليمية ومقرراتنا الدراسية سبب في هذا الخلل، والتغافل وغض الطرف عن هذا الخلل أول الفشل في العلاج، ويجب التعامل مع كل مرحلة تعليمية بشكل منفصل وليس كما هو حاصل بتحديد أول 15 دقيقة من الحصة لعلاج فاقد التعليم، معتبرين أن ما يحدث «ضحك على الذقون» فكل مرحلة تعليمية لها خصائصها العمرية وكذلك لابد من تخفيف المناهج من الموضوعات غير الضرورية ليتمكن المعلم والمتعلم من متابعة المفقود التعليمي، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال الموجه الفني للدراسات الفلسفية باسل الزير: من خلال زيارتنا الميدانية لوحظ استياء الإدارات المدرسية والمعلمين والمعلمات وأهل الميدان من ظاهرة الضعف في الكتابة لدى طلاب وطالبات المراحل الأولى خصوصا الصفين الثاني والثالث الابتدائي التي هي ملء السمع والبصر جراء التعليم الإلكتروني الذي أبعدهم عن القلم والكتابة، مشيرا إلى أن الله سبحانه وتعالى أقسم بالقلم فقال عز وجل (ن والقلم وما يسطرون)، مضيفا: خيرا فعل وزيرنا بإقرار عودة التعليم المباشر، فالجميع ليس بحاجة إلى كبير عناء لإدراك فشل «التعليم عن بعد»، حيث إن كل المعلمين أثبتوا بالتجربة التي هي خير برهان «وليس المخبر كالمعاين» فشل التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني. وأضاف: ها نحن نجني ثمار سوءاته وسلبياته، والحل بوضع خطط علاجية جادة من قبل توجيه الزملاء في اللغة العربية للحيلولة دون تراكم هذا الخلل في السنوات القادمة عبر تكثيف وتكليف حصص الإملاء والكتابة لديهم.
الصرامة العلمية في التعامل
مع الطلاب والمعلمين
من جهتها، قالت مديرة مدرسة رحية الابتدائية للبنات د.ريمة الظفيري إن التعليم يعد أهم ركائز التنمية التي تؤثر على كل مجالات الحياة، كما أنه من أهم العوامل المؤثرة في حياة الأفراد وتقدم المجتمعات، حيث يؤدي دورا محوريا في تنمية الموارد البشرية وتطوير الموارد الاقتصادية، مشيرة إلى أن ظاهرة الفاقد التعليمي تفشت في الآونة الأخيرة في بعض الدول العربية، نتيجة لطبيعة الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تمر، ويؤدي الفاقد التعليمي بأشكاله ومظاهره المختلفة إلى انخفاض مستوى التحصيل الأكاديمي، والأداء لدى الطالب، وربما يتطور الأمر إلى الرسوب والتسرب من المدرسة، وهو من المؤشرات الواضحة الدالة على تدني جودة التعليم وكفاءته في هذه الدول. وأضافت ان الفاقد التعليمي كما عرفته منظمة اليونيسكو يعبر عن الفشل في اجتياز الطلاب لامتحانات صف دراسي إلى صف آخر يليه، كما أنه يمكننا القول بأن الفاقد التعليمي هو حجم المال والوقت والجهد الذي ينفق في الحقل التعليمي دون الوصول إلى النتائج والغايات المرجوة منه، لافتة إلى أن ذلك حدث بسبب انقطاع الطالب من مواصلة التعليم، لمسببات مختلفة كالظروف الاقتصادية، التي تجبر بعض الأسر على سحب أبنائهم من المدارس والتوجه إلى سوق العمل، أو بسبب الفشل المتكرر للطالب وعدم قدرته على تحقيق النجاح. وذكرت انه يجب أن تتضافر كل الجهود وتعاون مختلف المؤسسات المهتمة بنجاح العملية التعليمية وتطورها من أجل معالجة الفاقد التعليمي والتقليل من آثاره الضارة، موضحة أن أساليب ووسائل علاج الفاقد التعليمي تحتاج إلى الصرامة العلمية في التعامل مع الطلاب والمعلمين، فلا تساهل في عملية النجاح والرسوب والعمل على تطوير وسائل وأساليب التقويم المدرسي للطلاب، مشددة على أهمية البدء بتحديد الجوانب الدقيقة المستهدفة في معالجة الفاقد التعليمي، ومتابعة تنفيذ العمليات والإستراتيجيات التعليمية، والعمل على تحقيق المعايير ومؤشرات الأداء المستهدفة للمخرجات التعليمية والتربوية للمضي قدما في المعالجة والتصويب أو الإثراء والتعزيز. وأشارت إلى ضرورة الاهتمام بإعداد المعلم إعدادا أكاديميا يستهدف تطوير مهاراته والارتقاء بكفاءته، ومتابعة أدائه أثناء الخدمة وسد الاحتياجات التدريبية التي تواجهه بإجراء الدورات التدريبية وورش العمل والبرامج التدريبية التي تسهم في الارتقاء بأدائه المهني مع الاهتمام بالأنشطة الرياضية والفنية التي تسهم في جذب الطلاب وزيادة ارتباطهم بالمدرسة، وبث روح الدافعية لديهم، وإشعارهم بالمسؤولية عن تعلمهم، وتوضيح معايير التقويم، وجعلهم يمارسون عمليات التقييم الذاتي.
من الحلول المطلوبة
من جانبه، قال المدير المساعد بثانوية أحمد الربعي للبنين عبدالرحمن الجاسر انه منذ بدء دوام المتعلمين في المرحلة الثانوية تمت ملاحظة بعض الظواهر لعل أبرزها وأوضحها فقدان المتعلمين للمبادئ والأساسيات في جميع المواد وفي اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات بشكل خاص، مشيرا إلى ان من المتعلمين من نسي كيفية كتابة اسمه باللغة الإنجليزية مما اضطر المعلم لتخصيص حصة كاملة لتعليمهم كيفية كتابة أسمائهم، والملاحظة الثانية كانت خمول الطلاب بشكل عام وفقدان الدافعية والرغبة في التعلم. وأضاف إن ما أراه مناسبا لحل هاتين المشكلتين أن يتم إيقاف تدريس المناهج في الأسابيع القليلة المتبقية والتركيز على تعويض الطلاب ما فقدوه وعلى الأساسيات في اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات خاصة أن الحصص المتبقية لا تتجاوز الـ 30 حصة ويتم ترحيل المنهج للفصل القادم وضغطه كما حصل في سنة الدمج، لافتا إلى أنه بخصوص خمول الطلاب يقترح إعادة تدريس مواد البدنية والاختيار الحر مع عودة طابور الصباح.
المناهج في قفص الاتهام
بدورها، أكدت مستشارة الإشراف التربوي مناير الحمادي أن علاج الفاقد التعليمي وتعويضه لأبنائنا الطلبة مسؤوليتنا جميعا، وعلينا أن نتعاون ونتكامل للخروج من هذه المرحلة بأقل الخسائر بخطة متكاملة تجمع بين الوقاية والعلاج، مشيرة إلى أن أولها الاعتراف بأن مناهجنا التعليمية ومقرراتنا الدراسية سبب في هذا الخلل، والتغافل وغض الطرف عن هذا الخلل أول الفشل في العلاج، ويجب التعامل مع كل مرحلة تعليمية بشكل منفصل، وليس كما هو حاصل بتحديد أول 15 دقيقة من الحصة لعلاج الفاقد فـ«ما يحدث ضحك على الذقون» فكل مرحلة تعليمية لها خصائصها العمرية ونسبة الفقد وخطة العلاج الخاصة فيها.وأضافت الحمادي ان في مراحل التأسيس ضعف القراءة والكتابة سبب للتلاميذ فقدا اجتماعيا ونفسيا وعدم الثقة وضعف الدافعية للتعلم بسبب اختلاف مستواهم عن أقرانهم وعدم استطاعتهم استيعاب المنهج الحالي لوجود ضعف تراكمي لديهم أحد أسبابه الفجوة التعليمية بسبب جائحة كورونا وخطة التعليم عن بعد التي لم تصغ بشكل تعليمي فعال، مشيرة إلى أننا لنتجاوز هذا الفاقد علينا وضع الحلول الإجرائية والاختبارات التي تشخص وتقيس جميع المهارات بشكل مستمر لقياس مستوى الفقد ومدى التقدم، وكان من الأجدر تحديد الفصل الأول لإعداد منهج تعويضي يتبعها فصلان دراسيان للمنهج الدراسي وذلك لجميع المراحل.
تخفيف المناهج
قالت المعلمة أبرار المطيري ان فاقد التعليم مشكلة عانى منها أولياء الأمور قبل المعلمين، وكان الجميع ينادي منذ بدء التعليم عن بعد بأن يكون تعليم الصفوف الثلاثة الأولى في المرحلة الابتدائية واقعيا وليس افتراضيا، وبالرغم من ذلك تم التدريس من خلال التسجيل والذي عانى منه أولياء الأمور لعدم الالتزام والجدية في التعليم، لافتة إلى انه وعليه كان الضعف التراكمي الذي استمر للعام الذي يليه، وها نحن الآن نعاني منه للعام الثالث على التوالي.
وأضافت: نحن على يقين أن المعلمين والتوجيه الفني للغة العربية وغيرهم من المواد لا يألون جهدا في المحافظة على المستويات الجيدة لأبنائنا الطلبة، ولكن هي الظروف التي وضعت الجميع في هذا الضعف التعليمي، ولذلك لابد لنا من المعالجة السريعة خيرا من التوقف وعدم المعالجة، والحلول كثيرة ومنها:
- استقطاع 10 دقائق من كل حصة دراسية وعمل حصة مستقطعة لتعويض المفقود التعليمي للمواد الأساسية مثل اللغة العربية والرياضيات.
- تخصيص 15 دقيقة من كل حصة دراسية للمواد التي تعاني المفقود التعليمي وتكون كوقفات علاجية.
موجهو «العربية» اعتذروا!
كنا نتمنى مشاركة عدد من موجهي اللغة العربية في هذا التحقيق الصحافي لمعرفة رأيهم وخططهم لمعالجة هذه المشكلة خاصة أن اللغة العربية هي الأم والأهم في العملية التعليمية ولكن هناك عددا من الذين تم الاتصال بهم اعتذروا عن عدم المشاركة في التحقيق والبعض منهم وافق في البداية ثم تراجع عن المشاركة!