- الكويت مستمرة في جهودها بوتيرة لا تشهد الكلل للمساهمة في الاستجابة الطارئة للحد من المعاناة الإنسانية
تحت رعاية وحضور وزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ د.أحمد ناصر المحمد استضاف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم لدى الكويت د.طارق الشيخ في مبنى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بيت الأمم المتحدة في الكويت فعاليات احتفالية يوم الأمم المتحدة بمناسبة ذكرى مرور 76 عاما على إعلان ميثاق المنظمة تحت شعار «الشباب من أجل المناخ.. إلهام - عمل - تطوير» بمشاركة سفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية المعتمدة لدى الكويت ورؤساء المكاتب التمثيلية الدولية وكبار المسؤولين في الدولة إذ ألقى الشيخ أحمد الناصر كلمة بهذه المناسبة، هذا نصها:
اسمحوا لي بداية أن أعرب عن بالغ اعتزازي بالمشاركة في احتفالية يوم الأمم المتحدة بمناسبة ذكرى مرور 76 عاما على إعلان ميثاق تلك المنظمة العريقة والذي أضحى مرجعا أساسيا لعملنا الدولي فضلا عن كونه أحد ثوابت الديبلوماسية الكويتية وركيزة أساسية لسياستها الخارجية من خلال نشر قيم السلام والتعايش والحوار وحفظ وصون السلم والأمن الدوليين والسعي نحو تحقيق الرفعة والرقي لكل شعوب العالم من أجل عالم أفضل.
كما يطيب لي أن أتقدم بالشكر الجزيل لممثل الأمين العام والمنسق المقيم لدى الكويت د.طارق الشيخ وجميع القائمين والمعنيين في بيت الأمم المتحدة في الكويت (مبنى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح) على حسن الترتيبات وتميز التنظيم لهذه الاحتفالية فضلا عن حرصهم الدائم على عكس طبيعة العلاقات الاستراتيجية بين الكويت والأمم المتحدة باعتبارنا شركاء في التنمية والسلام.
الحضور الكريم، إن احتفالنا له وقع خاص على الكويت التي تفخر بعلاقتها الوثيقة مع الأمم المتحدة، إذ نستذكر بكثير من الفخر المواقف التاريخية المشرفة للمنظمة في خدمة القضايا العادلة والتي تجسدت في دعم شرعية بلادنا الكويت لاستعادة سيادتها وحريتها في عام 1991 والتي تعد أحد أبرز النماذج الرائدة على مر التاريخ لدور المنظمة في صيانة السلم والأمن الدوليين وأصدق التجارب وأنجحها.
وعليه فإن الكويت مستمرة في جهودها بوتيرة لا تشهد الكلل في تحمل مسؤولياتها الدولية منذ انضمامها للأمم المتحدة في عام 1963 في إطار الجهود التي ترعاها الأمم المتحدة للمساهمة في الاستجابة الطارئة للحد من المعاناة الإنسانية ومد يد العون للشعوب التي تواجه الكوارث أو النزاعات.
ويأتي هذا النهج استكمالا لخطى قائد العمل الإنساني الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد - طيب الله ثراه - وكذلك استمرارا لهذه السياسة في ظل قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد.
وبطبيعة الحال فنحن جزء من هذا العالم وندرك طبيعة تحدياته غير المسبوقة خاصة تلك التي لا تعرف حدودا مثل تداعيات وباء فيروس كورونا المستجد وآثاره السلبية غير المسبوقة التي عصفت بمختلف مناحي الحياة وهي التي أوجبت على المجتمع الدولي مواجهة استثنائية أساسها التضامن والعمل المشترك وأسفرت عن خلاصة مفادها أنه لا يمكن لدولة بمفردها التصدي لها وإنما يتطلب ذلك جهدا جماعيا وفق المسؤولية المشتركة والمتباينة الأعباء بما يتوافق مع الأولويات والقدرات الوطنية.
الحضور الكريم، إن اختيار الأمم المتحدة شعارا ليوم الأمم المتحدة لهذا العام وهو «الشباب من اجل المناخ» يشكل توصيفا دقيقا للأهمية التي توليها منظمتنا العريقة لهذه المسألة الحيوية في العالم.
فجدول أعمال التنمية 2030 والتحديات والمخاطر العالمية التي تحيط به لا يمكن تجاوزها دون توافر الإرادة السياسية المبنية على أساس التضامن والتعاون والالتزام بما نتخذه من قرارات وتعهدات من أجل التوصل إلى حلول مشتركة وجماعية لتلك التحديات وعلى ان يكون الشباب شركاء أساسيين في هذه الجهود.
ونعول هنا كثيرا على الدور الذي تضطلع به الأمم المتحدة في ابتكار استراتيجيات جديدة ونهج اكثر شمولية للتصدي لتداعيات ظاهرة التغير المناخي في سياق الاستجابة ودعم جهود الدول الأكثر تضررا تنفيذا لاتفاق باريس لتغير المناخ وعقد العمل الرامي إلى التعافي من الوباء وتسريع وتيرة تنفيذ جدول أعمال التنمية المستدامة 2030، كما يحدونا الأمل في أن تساهم نتائج المؤتمر الـ 26 للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP26 المزمع عقده في مدينة غلاسكو في شهر نوفمبر المقبل بحشد الدعم الدولي اللازم واستكمال مسيرة ما تم إنجازه حماية للبشرية وحفاظا على كوكبنا.
وإذ نستذكر دور الشباب المحوري في سياق العمل المناخي فلا يفوتني في هذا الصدد أن أستذكر مآثر أمير الإنسانية الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، دعما ورعاية للشباب ليكونوا في الطليعة ومصدر إلهام في مسيرة بناء الوطن وفي مقدمة ذلك مبادرته السامية باستحداث وزارة دولة لشؤون الشباب، وذلك بجانب إنشاء مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع بالإضافة الى تأسيس مجلس الشباب الكويتي بغية منح الشباب ما يستحقونه من الفرص لسماع صوتهم، وذلك وفق قناعة راسخة بأن الشباب هم الأداة الأساسية للتغيير والإنجاز تجسيدا لرؤيتنا الوطنية التنموية باعتبارها خارطة طريق لـ «كويت جديدة» عام 2035 وترجمة للالتزامات التي تمليها الأطر والاتفاقيات الدولية.
وتشاطر الكويت الأمل الذي عبر عنه معالي الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره المسمى (خطتنا المشتركة) بما فيها دعوته لعقد مؤتمر قمة معني بالمستقبل بهدف التوصل إلى توافق عالمي جديد نحو ما يمكن أن يكون عليه مستقبلنا وما يمكننا القيام به لتأمين ذلك المستقبل.