- نحتاج لوزير بار بقسمه وعادل في التعامل مع الموظفين وغير منحاز لـ«فلان وفلان»
- جمعتني علاقة ود واحترام مع زملائي بالحكومة وهناك نواب لا يطيقون وجود المرأة في مجلس الأمة
- تجربتي السياسية أثرت خبراتي وأستعين بها في عملي الأكاديمي مع الطلبة
- البلد يحتاج إلى وزير شجاع قادر على الدفاع عن أعمال وزارته ويكون سنداً لرئيس الوزراء
- اختياري كأول وزيرة في الكويت اعتبرته تكريماً ليس لي فقط إنما للمرأة الكويتية
أجرت الحوار: آلاء خليفة
مع الترقب للتشكيل الحكومي الجديد، التقت «الأنباء» الوزيرة والنائبة السابقة وأستاذة العلاقات الدولية بقسم العلوم السياسية بجامعة الكويت وأول امرأة تشغل المنصب الوزاري في الكويت د.معصومة المبارك التي حدثتنا عن ذكرياتها في تولي المنصب الوزاري، وأبدت رأيها في أولويات المرحلة المقبلة والشروط التي لابد ان يتمتع بها الوزراء، حيث قالت المبارك إن وجود المرأة في الحكومة أمر ضروري وحتمي، موجهة رسالة إلى سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد بالقول «لا تأت بوزراء يكونون «عالة» عليك».
كما تحدثت عن جو الود الذي شعرت به في مجلس الوزراء على العكس من الأجواء في مجلس الأمة الذي قالت عنه إن هناك بعض النواب لا يطيقون وجود المرأة في المجلس. كل هذه الأمور وغيرها مما أثارته د. معصومة المبارك خلال اللقاء في السطور التالية:
في ظل التشكيل الحكومي المرتقب ولو عدنا الى الوراء قليلا فما ذكرياتك عند اختيارك كوزيرة؟
اختياري كوزيرة كان مفاجأة سارة بالنسبة لي بشكل خاص وللمرأة الكويتية بشكل عام كوننا سعينا على مدى سنوات طويلة لإقرار الحقوق السياسية للمرأة، وهدفنا تحويل الحلم إلى حقيقة بأن يكون للمرأة دور في الحياة السياسية وان يكون للمرأة مقعد في مجلس الوزراء. أتذكر في ذلك اليوم جاءتني مكالمة هاتفية من الأمين العام لمجلس الوزراء يخبرني بأن رئيس مجلس الوزراء آنذاك الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، يريد أن يقابلني، ولم أكن اعلم ما السبب خاصة ان في ذلك الوقت كنا نقدم في قسم العلوم السياسية دورات تدريبية في المؤسسات السياسية (مجلس الوزراء، وزارة الخارجية، الديوان الأميري) وتوقعت ان تكون فكرة لإقامة برنامج تدريبي للموظفين، وطلب مني الحضور بنفس اليوم واتصلت بزوجي لأخبره، فقال لي «ربما سيتم اختيارك وزيرة» فسألته، وان حدث ما رأيك قال: ممتاز وشجعني، وذهبت بالفعل لمجلس الوزراء والتقيت برئيس مجلس الوزراء وقال لي «ما رأيك ان تكوني زميلة لنا في المجلس» واخبرني بأنني سأتولى وزارة التخطيط، وقلت له «خير ما فعلت» كونها اقرب الى عملي كأستاذة جامعية كونها تتضمن بحوثا وتقارير وتخطيطا، وأصبحت اول وزيرة امرأة في الكويت ومازلت مغتبطة بذلك الاختيار الذي لا ارى فيه تكريما لي فقط بل تكريما للمرأة الكويتية، وفي التجديد للحكومات المتعاقبة تم اختياري لوزارة المواصلات ومن ثم وزارة الصحة.
ما الصعاب التي واجهت عملك اثناء تواجدك في الحكومة كونك المرأة الوحيدة حينذاك في مجلس الوزراء؟
٭ جمعتني معهم علاقة زمالة مبنية على الاحترام المتبادل، فلا يجوز ان ننظر في العمل بشكل عام للمرأة وسط رجال او رجل بين نساء، فعندما التحقت بالتدريس في قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت كنت المرأة الوحيدة وترأست القسم ولم يكن هناك هذا الشعور بأني امرأة وسأكون الطفل المدلل او عرضة للتهجم او ما شابه، فانتقلت الى مجلس الوزراء وأدرك انني المرأة الوحيدة وهو فخر لي وجمعتنا علاقة ود واحترام وتعاون ورغبة في تذليل الصعاب، فلم اشعر «بالحرج الأنثوي» بين زملائي بمجلس الوزراء بعكس الوضع في مجلس الامة كون ان هناك شريحة لا تطيق وجود المرأة في المعترك العام، فما بالك ان تكون في المعترك السياسي وان تكون زميلة في مجلس الأمة.خبرة عملية
كيف وجدت الحياة بعد الخروج من الحكومة والعودة الى قاعات التدريس بجامعة الكويت؟
٭ مما لاشك فيه اننا بالجامعة نقوم بتدريس العلوم السياسية فعندما يطعم استاذ العلوم السياسية بخبرة عملية سياسية فهو اثراء لتجربته وحتى اليوم دائما أستعين بتجاربي التي مرت سواء في المقعد الوزاري او النيابي كأمثلة أقرب بها الجانب النظري للطلبة ومازلت أستفيد من تلك التجربة في الحياة الاكاديمية.
هل ترين انه من الافضل ان تكون الحكومة القادمة حكومة تكنوقراط، وتضم شبابا ونساء؟
٭ وجود المرأة اليوم في مجلس الوزراء امر ضروري وحتمي فلا بد ان تكون هناك مساحة لدى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد بان يلتفت للمرأة وكفاءات النساء الكويتيات، ليس مقبولا الآن ان تكون امرأة واحدة في الحكومة فالكويت زاخرة بالكفاءات والخبرات المميزة النسائية في مختلف المجالات ونتطلع الى ان تكون هناك اكثر من امرأة في الحكومة الجديدة، وانا على قناعة بأن الاكفأ هو من يستحق ان يكون بالمنصب الوزاري بغض النظر عن الرجل او المرأة فلا مانع ان تكون هناك اغلبية نسائية في مجلس الوزراء.
والبلد يحتاج الى ان يكون من يشغل المقعد الوزاري كفئا لان يتولى المنصب ويكون شجاعا وقادرا على الدفاع عن اعمال وزارته وسندا لفريق رئيس مجلس الوزراء، وأقول لرئيس مجلس الوزراء: لا تأت في مجلس الوزراء بمن هم «عالة» عليك، نحتاج لفريق عمل متكامل متجانس قادر على العمل تحت قيادته لا ان يكون عبئا عليك غير قادر على القيام بمهام منصبه.
ما رسالتك للحكومة القادمة بجميع وزرائها وما أولويات المرحلة المقبلة من وجهة نظرك؟
٭ البلد يعاني سواء في مجال الخدمات أو المجالات غير الخدمية وبالتالي فان اي وزير يصل الى منصبه لا بد ان يضع كامل وقته وجهده لصالح الوزارة، فنحن نعاني من تردي مستوى التعليم والصحة والبنية التحتية وجميع تلك الامور تحتاج الى ان يكون لدينا وزير مخلص لقسمه وبار به وعادل في التعامل مع الموظفين وغير منحاز «لفلان وعلان» من موظفيه والا يرتعب من نواب مجلس الامة ولا يجاملهم، فان فقد المقعد الوزاري والوزير يتمتع بكامل كرامته افضل من ان يظل جالسا بمقعده وهو خاسر لكرامته وسمعته امام نواب مجلس الامة ولا أعمم ولكن أقصد بعض النواب الذين يبتزون بعض الوزراء.