دخلت الصين حقبة جديدة منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، فقد حققت خلال السنوات العشر الماضية إنجازات تاريخية في الإصلاح والانفتاح والتحديث، وقامت بالتبادلات الودية والتعاون الصادق مع دول العالم، بما في ذلك الكويت، وتعمل بنشاط على تعزيز بناء مجتمع لمستقبل مشترك للبشرية، وتقديم مساهمات مهمة للسلام والتنمية في العالم.
وفي هذا السياق، سينشر سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الكويت تشانغ جيانوي سلسلة من المقالات تحت «الصين: عقد من التطورات» ليعرف الأصدقاء الكويتيون تجارب الصين في التنمية والتبادل الخارجي والتعاون الدولي وغيرها من مختلف المجالات، وذلك من أجل تعميق فهم الجميع للصين في العصر الجديد.
منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، قام الشيوعيون الصينيون، مع شي جينبينغ بصفته ممثلا رئيسيا لهم، بتأسيس فكر شي جينبينغ بشأن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، والتزموا بفلسفة التنمية المتمحورة حول الشعب، وبعد عشر سنوات، تم تحقيق إنجازات ملحوظة في تحسين رفاهية الناس.
إن الدولة هي الشعب والشعب هو الدولة. تطلع الشعب إلى حياة أفضل هو ما نسعى إليه. على مدار السنوات العشر الماضية، فازت الصين بأكبر وأصعب معركة ضد الفقر في تاريخ البشرية لصالح أكبر عدد من الناس، وهذا يعني أننا توصلنا إلى حل تاريخي لمشكلة الفقر المدقع التي ابتليت بها الأمة الصينية لآلاف السنين. إن انتشال ما يقرب من 100 مليون من فقراء الريف من براثن الفقر هو مساهمة كبيرة في قضية الحد من الفقر في العالم. كما شهد العقد الماضي تطور أكبر أنظمة التعليم والضمان الاجتماعي والرعاية الطبية والصحية عالميا في الصين. تم خلق ما مجموعه 130 مليون فرصة عمل في المناطق الحضرية على الصعيد الوطني، وارتفع متوسط العمر المتوقع في الصين من 75.4 سنة إلى 77.9 سنة خلال هذه الفترة، وبلغ عدد ذوي الدخل المتوسط في الصين نحو 400 مليون، كما ارتفع معدل التحضر من 53.1% إلى 64.7%، وتم بناء أو تحديث 1.1 مليون كيلومتر إضافية من الطرق الريفية، كما تم بناء 35000 كيلومتر من خطوط السكك الحديدية الجديدة، من بينها تم تشغيل 31000 كيلومتر من السكك الحديدية فائق السرعة، وبلغت نسبة موثوقية إمدادات الطاقة الكهربائية لشبكة التوزيع الريفية في المناطق الفقيرة 99%، في حين أن 100% من القرى الفقيرة على الشبكات الرئيسية موصولة الآن بالطاقة ثلاثية الطور. وقد تجاوزت نسبة القرى الفقيرة المزودة بتوصيلات الألياف الضوئية والجيل الرابع 98%، كل هذا يدل على أن مستويات المعيشة ونوعية الحياة للشعب الصيني في تحسن مطرد. حققت الصين هدفها في التخفيف من حدة الفقر المطروح في «أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030» قبل موعده المحدد بـ10 سنوات، ما مكن نحو خمس سكان العالم من العيش في سلام وحرية وسعادة، ما يمثل مساهمة كبيرة في قضية حقوق الإنسان العالمية.
البيئة الايكولوجية السليمة هي أنصف منفعة عامة وأكثر الفوائد شمولا لرفاهية الشعب، واسترشادا بفكر الرئيس شي جينبينغ حول الحضارة البيئية، وتبنيا لفلسفة أن الطبيعة الجيدة هي الكنز الحقيقي، عمل مئات الملايين من الصينيين بجد للبحث عن نوع من التحديث الذي يعزز التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، ونتيجة لذلك، تم تحسين البيئة الايكولوجية في الصين بشكل ملحوظ، وانخفض متوسط تركيز PM2.5 للمدن على مستوى المحافظة وما فوقها بنسبة 34.8% في عام 2021، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2015، وبلغت نسبة الأيام ذات جودة الهواء العالية في هذه المدن 87.5%، كما ساهمت الصين بما يمثل ربع الزيادة في التشجير العالمي، حيث احتلت مساحة الغابات الاصطناعية المرتبة الأولى على مستوى العالم، واحتلت زيادتها لموارد الغابات الصدارة عالميا. علاوة على ذلك، ودعما لرؤية مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، قامت الصين بدور نشيط في الحوكمة البيئية العالمية، وقد تحملت مسؤوليات الحوكمة البيئية الواجبة، والتي تتناسب مع ظروفها الوطنية ومرحلة التنمية فيها وقدراتها، وسعت إلى توفير المزيد من المنافع العامة للعالم. تتعهد الصين بأنها ستسعى جاهدة للوصول إلى ذروتها في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060. وهذا يعني أن الصين، كأكبر دولة نامية في العالم، ستحقق الانتقال من ذروة الكربون إلى حياد الكربون في أقصر وقت في تاريخ العالم، وبالتالي تحقيق أكبر خفض في العالم في كثافة انبعاثات الكربون.
في مواجهة جائحة كوفيد-19، تضع الصين دائما الشعب وحياته في المقام الأول، ونظرا للقاعدة السكانية الضخمة، واختلاف التنمية الإقليمية، ونقص الموارد الطبية، فقد تبنت الصين واتبعت سياسة «صفر ـ كوفيد الديناميكية»، كأفضل نهج لاحتواء الجائحة، لاسيما أن عدد السكان المسنين الذين تزيد أعمارهم على 60 عاما يبلغ 267 مليون نسمة في الصين، وسيكونون أول الضحايا إذا خففت الصين من سيطرتها على الوباء. لا تعني سياسة «صفر ـ كوفيد الديناميكية» عدم وجود حالات إصابة، وإنما تهدف تلك السياسة إلى القضاء على تفشي المرض عند حدوثه، وذلك بأقل تكلفة اجتماعية وضمن إطار زمني قصير، وذلك لضمان حياة الناس اليومية ورفاههم إلى أقصى حد ممكن، وعلى الرغم من أن الصين هي الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم، إلا أن معدل الإصابة بفيروس كوفيد-19 وعدد الوفيات فيها هو الأدنى بين الدول الكبرى في جميع أنحاء العالم.
انطلق الحزب الشيوعي الصيني من قلب الشعب، وقد تم تطويرها لخدمة الشعب، ويزدهر لما فيه منفعة الشعب، وسيواصل اتباع فلسفة التنمية المتمحورة حول الشعب، وسيوحد الشعب الصيني كقوة جبارة لتحقيق الهدف المئوي الثاني والنهضة العظيمة للأمة الصينية. وإن الكويت، في ظل القيادة الحكيمة لسمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، فقد جلبت الكويت لشعبها حياة سعيدة وحققت تنمية حثيثة. تلتزم الحكومتان بتحسين رفاهية الشعب والدفع بالتنمية الاجتماعية، وتقف الصين على أهبة الاستعداد لمشاركة تجربتها مع الكويت كشريكين وثيقين لتعزيز التنمية المشتركة وبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.