أسامة أبوالسعود
أكـد وزير الشـؤون الاجتـمـاعيـة والعـمل ووزير الأوقاف والشؤون الإسـلامية بالإنابة الشـيخ صباح الخالد ان أمة الإسلام تعيش ضمن قرية كونية سقطت فـيهـا حـواجز الزمـان والمكان وعليـنا ألا ننكفئ على أنفـسنا أو نتـقـوقع علـى ذاتنا، حـيث لابد من تبـادل المنافع ورعـاية المـصـالح ولابد لأمـة الإسـلام ان تمد الجـسور مع الآخـرين وتتفـاعل إيجابيـا من غيـر ان تذوب شخصـيتها وخصـوصية حضارتهـا «فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها».
جاء ذلك خلال كلمة افتتح بها الشيخ صباح الخالد مؤتمر «الإفـتاء في عـالم مفتـوح: الواقع الماثل والأمل المرتجى» والذي يقـام تحـت رعـاية صـاحب السـمـو الأميـر الشيخ صـباح الأحمـد ومنظمة المركـز العالمي للوسطيـة بحـضـور ومـشـاركـة أكـثـر من 200 من المرجعيات الفـقهية الإسلامية مـن مختلف دول العالم صباح أمس بفندق الشيراتون.
وقـال الخـالد: ان أمـة الإسـلام وهـي تعـيش هذا المنتدى البشري الذي نبحث فيـه عن مشاركة انسانية يتـجلى فـيهـا التـفاعل وحـوار الحـضارات والأخـذ بالجـديد المفـيـد الذي يقوم علـى الأخوة الإنسـانيـة والكرامة الآدمية وعلى التبادل العادل للمصالح وعلى الحق والعدل، فقد رأت الكويت ممثلة في المركز العالمي للوسطيـة التـابع للـجنة العليـا لتـعـزيز الوسطيـة ضـرورة ان يتـنادى على أرضـهــا علمـاء الفــتـوى الربانيـون ليضعـوا ضوابط للـفتوى في هذا الـعالم المفتـوح لتكون بحق ترجمة عن مـراد الله وحكمه في ضـوء الشــروط والضـوابط التي تراعي مــقـاصـد التشريع ومعطيـات الواقع، آملين ان تكلل هذه الجهود بمشاريع عـلمية تسـاهم في تقويم مـسار الافـتاء في عالمنا الفضائي المفتوح.
ومن جــانبـه قــال نائب رئيس المـركـز العــالمي للوسطية ووكيل وزارة الأوقاف والشـؤون الإسلامية د. عادل الفلاح: لقد أثر عن سلف الأمة وعلمائها التحرز من الفتوى، والتوقي من الإكثار مـنها، استشعارا منهم لخطرها وعظم أمرها، فقد أثر عن الصحابي الفقيه ابن عبـاس رضي الله عنهمـا انه قال: «من أفـتى عن كل ما يسأل فهو مجنون».
وتابـع الفـــلاح «ولا شك ان هـذه الخطورة الـتي ينبـغي ان يسـتـشـعـرها كل من يتـصـدى للفـتـوى تتضـاعف في عصـرنا المفتـوح هذا، حيث يتـعدى أثر الفتوى الى الأفراد والجتمعات عبر العالم في لحظات معدودة عبر الفضائيات ومواقع الإنترنت، مما يوجب على المفتي توخي الحذر البالغ ومراعاة طبيعة الزمان واتساع دائرة جـمهوره علـى نحو قد لا يتـصوره هو ذاته.
واضاف قـائلا: وعلى الرغم من هذه الخطورة التي تدفع العـقـلاء الى الهروب من الفـتـوى، او على الاقل توجب عليهم الاحتياط الشـديد عند التصدي لها، نجد كل احد يتجاسر عليها، حتى امتلأت الساحة الاعلامية بكثـير من المـتصـدين لهـا من غيـر اسـتعـداد وتأهل كـافـيين. وتابع د. الفـلاح: افـرز هذا الانفـلات العلمي والاعـلامي في ميـدان الدعـوة الاسلامـيـة نمطين من الانحـراف السلوكي: انحراف نحـو الغلو في التمـسك بما يظن انه صـحيح الدين، وانحـراف نحو التـهاون بأخـلاق الدين وتعـالـيـمـه والاسـتـهـانة بحـدوده وأحكامه.
ومن اسف انه لا يكاد يسلم بلد ولا مجـتمع من آثار سلبية ـ بل وكـارثية ـ بسب بهذا الانحراف بوجـهيه، من هنا أخذت الكويت على عاتقـها ان تسهم، من خلال وزاراتها وهيئاتهـا كافة، بكل جهد في سبـيل معالجة هذا الفسـاد الفكري والانحراف الاجتمـاعي، ابتداء من ارض الكويت ومواطنيها، وانتهاء الى اهل الاسلام في كل مكان، بل والى بني الانسان على وجه العموم.
الصفحة في ملف ( pdf )